الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137782 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42196 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5453 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-03-2021, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون

الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون


وليد بن عبدالعظيم آل سنو



توطئة:

أجمع أهل العلم - ولا أعلم لهم مُخالفًا - على أن فرعون هو (رمز) للطاغوت والتجبر والطغيان، ولكنهم اختلفوا فيما وراء ذلك.. بداية من معنى الكلمة، ومرورًا بـ: هل هو اسم أم لقب؟ ووصولًا إلى عجز واضح فيمن تسمى أولًا بهذا الاسم، وختامًا بـ: أهو فرعون الخروج أم لا؟

وهكذا وصل البحث العلمي إلى:

1 - لا نعلم له تفسيرًا بالعربية، كما قال المؤرخ المسعودي وغيره من كبار المؤرخين، وكذلك جُل علماء اللغة.

2 - عجز علماء الآثار والتاريخ عجزًا بينًّا عن الوصول لمعنى هيروغليفي له.

3 - بعد كل بحث عن فرعون ينهي الكاتب بحثه بقوله: والنهاية أن كلمة فرعون محل بحث، ولم يستقر على تحديد معناها بعدُ.



فهل هذا ختام القول في فرعون؟

من الواضح أنه نعم! فليس بعد استقراء كافة علماء المسلمين - على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم - عن فرعون مِن قول جديد.



ولكنَّ..

الله بسننه الكونية والشرعية يخبئ لإنسان ما خبيئة فلا يظهرها لغيره، ويظهر لباحث ما طواه عن غيره؛ لتمضي سنن البحث في طريقها؛ حتى يظهر الله ما أراده لعبد من عباده.



وإنني هنا أقرر أنه قد تبين لي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم معنًى فريد جديد لفرعون، لم يبلغه أحد قبلي - على ما أظن - ولا أعتقد - حسب ما اطلعت عليه من مصادر شتى - أنه وضح لغيري قبل كتابة هذه السطور، فإن يكن صحيحًا فلله الحمد والمنة، وإن يكن غير ذلك فحسبي أنني اجتهدت.



فقد كنت منذ بدأت هذا البحث من اثنتي عشرة سنة وأنا أتطلع شغوفًا لمعنى جامع للفظة فرعون، والحقيقة أنه بعد طول بحث وعناء في كتب علماء الشرع - تفسير وسنة وأصول وعقيدة - حتى كتب المخالفين لأهل السنة ومن هم على غير نهجهم ومنهجهم.. وكذلك علماء الآثار والتاريخ قديمه وحديثه، وما كتبه معظم المستشرقين في الحضارة المصرية، وقواميس اللغة على اختلاف مناهجها قديمها وحديثها - حسب ما تيسر لي - لم أجد ما يشفي غليلي لمعنى هذه الكلمة المبهمة، التي لا تفسير لها في العربية! غير أنها مجرد رمز للجبروت والظلم، وكان هذا المعنى لا يطمئن إليه قلبي كثيرًا رغم شيوعه وانتشاره، وأنه هو المتداول - الرسمي - على لسان أهل العلم من أربعة عشر قرنًا من الزمان.. والواقع أنه لا بأس بالأخذ به؛ فهو قول معتبر شرعًا وعرفًا.. وبعد يأس من العثور عن المطلوب وأنا في طريقي كي أجهز هذه الطبعة وأعدها للنشر، وجدت ضالتي المنشودة بالعثور على اسم - فرعان - وبدأت متعة البحث ومتاعبه من جديد تأخذ عليَّ لبي وسمعي وبصري.. وكانت المفاجأة أو هذا الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون!



الاكتشاف المذهل لحقيقة اسم ومعنى لفظة فرعون

فِرْعَوْن:

لفظ مثير للجدل، باعث للريبة، يحمل على التفكير، ويدعو لإطالة النظر، حاكم ظلم الناس حيًّا، وأرهق الباحثين ميتًا.. مَلِك خصه الله تعالى بالذكر دون الآلاف من جبابرة الأرض.. لعنُه يعقُبُ ذكره، أتباعه وأحباؤه عبر الزمان يرثون له؛ لذلك لا يخلو الأمر من روعة البحث، ومتعة الفكر.



أولًا: اسم فرعون أو فرعان اسم عربي قُح.

اسم فرعان أو فرعون كان معروفًا في العرب، بل إنه اسم عربي دون نزاع.

"ورد اسم - ياسر يهنعم - وابنه - شمر يهرعش - في نص آخر مؤرخ كذلك، أُرِّخَ في شهر "مذران" - مذرن - سنة - 316 - من سني تقويم "نبط أل" "نبط إيل"، دوَّنه "فرعن يرل بن ذرنح" "فرعان يأزل بن ذرنح..



وياسر يهنعم الملقب بــ: ياسر أنعم، أو ناشر النعم، ملك سبأ، وقد اختلف في زمن حكمه، أهو بعد بلقيس، أم هو من رجال أواخر القرن الثالث للميلاد، أم من رجال النصف الثاني من القرن الثالث للميلاد؟ على خلاف شديد.. وأما شمر يهرعش، وهو المشهور بشمر يرعش، فهو أول ملوك سبأ، يحمل لقب - ملك سبأ وذي ريدان وحضر موت ويمنت"[2].



ويدل ذلك على قِدم استعمال اسم فرعن أو فرعان في العرب.



وفي عيون الأخبار: حدَّثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال: كان فرعان، وهو من بني تميم، لا يزال يُغير على إبل الناس فيأخذ منها، ثم يقاتلهم عليها، إلى أن أغار على رجل فأصاب له جملًا، فجاء الرجل فأخذ بشعره فجذبه فبرك، فقال الناس: كبرت والله يا فرعان، فقال: لا والله، ولكن جذبني جذبة مُحق[3].



وفي نهاية الأرب في فنون الأدب: "والحطم اسمه شُريح بن ضبيعة، قال أبو عبيدة في سبب تسميته بالحطم: إنه كان غزا اليمن في جموع جمعها من ربيعة، فغنم وسبى بعد حرب كانت بينه وبين كندة، أسر فيها فرعان بن مهدي بن معدي كرب عم الأشعث بن قيس، وأخذ على طريق مفازة، فضلَّ بهم دليلهم ثم هرب منهم، ومات فرعان في أيديهم عطشًا، وهلك منهم ناس كثير بالعطش"[4].



ويذكر البكري أن (فرعان) جبل بين المدينة وذي خشب على مرحلة من المدينة[5].



وخليج بن منازل بن فرعان أحد العققة.. يقول فيه أبوه منازلٌ:

تظلَّمني حقِّي خليجٌ وعقني ♦♦♦ على حين كانت كالحَنيِّ عظامي"[6].



وذو الدروع: فرعان الكندي، من بلحارث بن عمروٍ، نقله الصاغاني.



وفي حسن المحاضرة: "أن فرعان في أيامه جاء الطوفان، فخرب ديار مصر كلها، وزالت معالمها وعجائبها، وأقام الماء ستة أشهر حتى نضب"[7]، "وفارعٌ وفريعة، وفارعة: أسماء رجالٍ، ومن الثاني: عبدالله بن محمد بن فريعة الأزدي، عن عفان، ومنازل بن فرعان: من رهط الأحنف بن قيسٍ، وهو أخو فرعان بن الأعرف الذي ذكره، والأفرع: بطنٌ من حِمْيَر...



وذكره المرزباني فقال: مخضرم، له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل، وأنشد له في ذلك شعرًا يقول فيه:



وما كنتُ أخشى أن يكونَ مُنازلٌ = عدوِّي، وأدنى شانئٍ أنا راهبه"[8].



وقيل: محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود بن عبدالله الكندي الكوفي.. من أهل حضرموت، وهو المعروف بالمقنع، "نزل الشام، شاعر مكثر، كان في صدر الإسلام، مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبقي إلى أيام الوليد بن يزيد بن عبدالملك، لقبه المقنع؛ لأنه كان من أجمل أهل زمانه وأحسنهم وجهًا، وكان متقنعًا دهره، فلقب بذلك... وفرعان بن الأعرف أحد بني مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن مقاعس بن كعب بن سعد بن زيد مناة شاعر لص... قال ابن ناصر الدين: وفرعان بن الأعرف الذي قال لنفسه وهو يجود بها: اخرجي لكاع"[9].



وفيه اضطراب، في نسبه تقديم وتأخير، وانظر اسمه في توضيح المشتبه..



وقال الأمير - في الإكمال -: "ومنازل بن فرعان بن الأعرف شاعر، قال لنا النسابة العمري: هو منازل بن فرعان - بالفاء - المنقري، كان فاتكًا"[10].



"ومن بني عبدمنبه بن عبادة بن النزال: فرعان بن الأعرف، كان لصًّا، وهو الذي يقول:

يقول رجالٌ: إنَّ فرعان فاجرٌ... ولله أعطاني بنيَّ وماليَا

فأربعةً مثل الصقور، وأربعًا... مراضيع، قد وفَّين شعثًا ثمانيَا

إذا اصطنعوا لا يَخْبؤون لغائبٍ... طعامًا، ولا يرعَوْن مَن كان نائيَا"[11].



ومن الأسماء أيضًا: عبدالله بن الصمة: أخو دريد بن الصمة.. قال أبو عبيد في مقاتل الفرسان: كان له ثلاثة أسماء، وثلاث كنًى، وكان اسمه عبدالله ومعبدًا وخالدًا، يكنى أبا فرعان، وأبا أوفى، وأبا ذفافة.



وعبدالله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي الأعدولي، أبو عبدالرحمن المصري، الفقيه القاضي، روى عن: دراج أبي السمح، وأبي الزبير، ويزيد بن أبي حبيبٍ، وعنه: شعبة، والثوري، والأوزاعي، والحسن بن موسى، وخلائق، قال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع، وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة.



وجاء في الأثر عن ابن مسعودٍ قال لرسول الله: "هذا رأس عدوِّ الله أبي جهلٍ، فقال عليه السلام: ((الله أكبر، هذا فرعوني وفرعون أمتي، كان شره علي وعلى أمتي أعظم من شر فرعون على موسى وأمته))، ثم نفَّلني سيفه"[12].



والظاهر أن الرسول شبه أبا جهل بفرعون؛ لمعرفة الصحابة به من ناحيتين..

الأولى: ورود ذكره في القرآن.

والثانية: أن الاسم كان مشتهرًا عندهم قبل نزول القرآن.



"فكلمة فرعم معروفة عند العرب؛ ففي دولة معين اليمنية كانت هناك ضرائب، ومن ضمنها "ضريبة دعيت، بـ: "فرعم"؛ أي: "فرع"، وضريبة عرفت بـ: "عشرم"؛ أي: "عشر".. وفي "قانون أصدره وأمر به شهر هلال بن ذرأ كرب ملك قتبان لشعب قتبان وذي علشن ومعين وذي عثتم أصحاب أرض شدو"، وقد نظم هذا القانون واجبات هذه الشعوب الأربعة في كيفية استغلال الأرض... وقد حدد هذا الأمر الوقت الذي يجب فيه على المزارعين تنفيذ التزاماتهم فيه، فذكر أنه من أول شهر "ذو فرعم" "ذو فرع" إلى السادس من "ذي فقهو"، يحب دفع الضرائب يومًا فيومًا، وشهرًا فشهرًا، ويرى "رودوكناكس" أن شهر "ذو فرعم" هو الشهر الأول من السنة عند زراع قتبان، وأن شهر "ذو فقهو" هو الشهر الأخير من السنة، وعلى هذا التقويم الذي يستند إلى الزراعة والبذر والحصاد كانت تدفع الضرائب"[13].



نلحظ هنا أن فرعم اسم ضريبة عربية، وكذلك اسم لشهر عربي قديم.. وهو "اسم من أسماء الشهور الزراعية"، "ويعد شهر - فرعم - الشهر الأول من السنة الزراعية؛ حيث تزهر الأشجار، وتظهر الأوراق، وتختلف هذه السنة عن سِنِي التقويم الرسمي الذي تسير عليه الحكومة في جباية استحقاقها من حاصل الزرع"[14].



ثم هو اسم لأحد ملوك سبأ، وهو "فرعم يهنب (أي: فارع ينهب) في حدود سنة: 130 ق.م[15]. وهو ملك له شهرة كبيرة، وقيل: إنه هو الذي "وضع أساس الحكم والملك في منطقة تقع غرب مأرب...ويرى "فون وزمن" أن الملك "فرعم ينهب" "فرع ينهب" "فارع ينهب" "الفارع ينهب" هو الملك الوحيد الذي نعرفه في هذا العهد"[16].



كذلك "هناك ملك يدعى فرعم بن مقرم" "فرع بن مقر" "الفارع بن مقر"وهو من عشيرة "عقبان"[17].



"ويرى - فون وزمن - أن الملك - يصدق إيل فرعم شرح عت بن معد إيل سلحن -، هو الملك - يصدق إيل فرعم ملك أوسان ابن معد إيل - نفسه، فالاسمان إذًا في نظره لمسمى واحد..



وعثر على اسم ملك آخر من ملوك أوسان، هو - يصدق أل فرعم شرح عت (عثت) بن ودم - (يصدق إيل فرع - الفارع - شرح عثت بن ود)، ورد لمناسبة تقديمه نذرًا.. ويظهر أن - يصدق إيل فرعم - هو غير - يصدق إيل فرعم شرح عثت - كما يتبين ذلك من اختلاف صورتي التمثالين"[18].



هذا بعض ما ورد في بعض كتب الأقدمين عن اسم فرعون أو فرعم أو فرعان، والأمثلة في ذلك أكثر من أن تحصى.



ثانيًا: المعنى الحقيقي والفعلي لفرعون.

مر معنا أن اسم فرعان أو فرعون كان معروفًا لدى العرب، وأنهم استعملوه في مملكة سبأ القديمة في جنوب اليمن، وهي مملكة معاصرة لاستعمال اللقب ذاته في مصر.. وكان يسمى "فرعم".. كما كان هذا الاسم مشهورًا عند القدماء المصريين حتى يسميه الله به..



وللعرب حكم شتى في اختيار الأسماء، ولهم دلالات غاية في الأهمية.. فهم يسمون: أسد وأوس - أي الذئب - وخزرج - أي الريح الباردةـ وأسامة، وعنترة، وصخر، وشديد، وجبل، والورد وغيرها من الأسماء ذات الدلالة الواضحة للمعاني؛ لأن لهم اعتقادًا راسخًا أن الاسم له تأثير في صاحبه، وكما قيل: لكل صاحب اسم من اسمه فتوحات؛ لذلك كانت العرب تسمي العبيد بأسماء حسنة؛ كبلال، ورباح، وسعيد، وتسمي أبناءها بما ذكر آنفًا.



وإنما يأتي المسمى لدلالة على شيء ما يرجى حصوله؛ فالذي يسمي ولده أسامة يرجى منه أن يكون مثل الأسد في قوته وشجاعته وهكذا.. ولذلك - وعلى سبيل الاستطراد - كان الحصان وسيلة الحرب عند العرب ولم يكن الفيل أو الحمار.



فما هي الدلالة التي يرجوها الوالد حين يسمي ولده فرعان أو فرعون؟

هذه الدلالة تظهر جلية في هذا الحديث المذهل الذي رواه أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى في مسنده، قال: حدثنا عمرو بن الضحاك، حدثنا أبي، أخبرنا عبدالحميد بن جعفرٍ قال: سمعت أبا الجهم القواس، يحدث أبي، وكان رجلًا فارسيًّا ثقيل اللسان، وكان من أصحاب أبي هريرة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يظهر معدنٌ في أرض بني سليمٍ، يقال له: فرعون أو فرعان، وذلك بلسان أبي الجهم قريب من السواء، يخرج إليه شرار الناس، أو يحشر إليه شرار الناس))[19].



وفي رواية أخرى: ((يقال له: فرعون وفرعان)).

وروى الحاكم قال: أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق، بهمدان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياسٍ، حدثنا ابن أبي ذئبٍ، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، قال: "سمعت عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، يقول: تخرج معادن مختلفةٌ، معدنٌ منها قريبٌ من الحجاز، يأتيه من شرار الناس، يقال له: فرعون، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم"[20].



وعن ابن أبي ذئبٍ، عن قارظ بن شيبة، عن أبي غطفان، قال: سمعت عبدالله بن عمرٍو، يقول: "تخرج معادن مختلفةٌ، معدنٌ فيها قريبٌ من الحجاز، يأتيه شرار الناس، يقال له: فرعون ذهب، يذهب إليه شرار الناس، فبينما هم يعملون فيه إذ حسر لهم عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم"[21].



والمعادن: المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض؛ كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك.. وشرار الناس هم الكفار، وهذا ما ابتلي به المسلمون اليوم من جلبهم للأوربيين والأمريكان إلى بلادهم العربية لاستخراج معادنها وخيراتها، ولا مانع في إتيان المسلم تلك المعادن إذا أتاها لطلب المعيشة، وفيها استصلاح الرعية لما يكون لبيت المال، كما أنه لا بأس بنبش قبور هؤلاء طلبًا للمال.



ووصفهم بشرار الخلق؛ لأنهم لم يأتمروا بتركها؛ لأنه يلزم على حضورها والتزاحم عليها حدوث الفتن التي تؤدي إلى الهرج والقتل، ورغم ذلك وفي نهاية الأمر يؤول الجميع إلى الحرمان، فلا يكون لأحد؛ لأنه كما في الحديث: (إذ خسف به وبهم).






يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 165.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 163.34 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.04%)]