أول العمر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1094 - عددالزوار : 127645 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4783 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-03-2021, 05:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,734
الدولة : Egypt
افتراضي أول العمر

أول العمر
صالح بن عبدالله صالح البيضاني





هنا أكتبُني مِن مداد عمري من الطفولة والتمْييز، فاقرأْني بخبرةٍ وإلا فدَعْني، وابحَث لك عن مهنة أخرى.

في خلدي مكامن لا أبوح بها إلا إن كان العقل المستقبل أكبر مما تتوقَّعون.


هناك تَكمُن آلام وأَمَانٍ وأحلام، وبجانبها ستجدون مكانًا مُسوَّرًا قديمًا، إنه مقبَرة ﻷحداث أيام مضت، أكثر القبور تلك قبورُ همومٍ عانيتها، ومؤلمات واجهتها، وأمنيات دفنتُها ولم تتحقَّق، وستجد مقبرة معزولة قليلاً، تلك هي مقبرة بعض اﻷصدقاء الذين طعنوا صاحبهم في ظهره، أو أفشوا سِرَّه، وخانوا العهد والميثاق، فذبحَهم سكين العدل في رقابهم، ودفنهم دون غسل أو صلاة؛ ﻷنهم شهداء؛ شُهداء الغدر والخيانة.


ستجد هناك أوراقًا يسيل منها مدادُها دمًا، وتراها جراحًا تثعب، هي مَشاريع عمر لم تتحقَّق، أغفلتُها ورميتُها في مخلَّفات النسيان.


في خلدي ستجد لباسًا حريريًّا مطرزًا بسَنا الرقيِّ وفصوص الطموح، ومحبوكًا بغرز المُتعة ومكابدة الهناء، تركتُه دون أن ألبسه؛ فهو مستقبل دراسة طمحتُ أن أنال منها وأحقِّق بها مُناي ثم أرتديه، فعلاً لمَّا أرتده؛ ليس قصيرًا، بل هو فضفاض كبير ليس على مقياسي آنذاك.


في قلبي في الناحية اﻷخرى باكية ثَكلى، وأبناءٌ براعم براهُم الجوعُ وعزَفهم الزمن، كثيرًا ما يبكون، وقليلاً ما يضحكون، إنهم قوم وعدتُهم أن أرفع عنهم العناء وأجاهد لأجلهم، فحقَّقتُ القليل وبقي الكثير.


لو استطعتَ أن تنظر ما مضى، فهلَّا تستطيع أن تنظر هناك، نعم هناك، تقدَّم قليلاً، وتأمَّلْ وحدِّق، أرأيت؟ هل رأيتَ تلك القارورة المجخية المَنكوسة؟ هل ترى قليلاً مِن الماء الذي بقي فيها على فمِها يَقطر على بطن الأرض قليلاً وترى ترابَ اﻷرض مبللاً به متسعًا؟ أتدري ما ذلك؟! إنها اﻷمنيات التي أراقها الشخصُ المُجرم عليَّ، وفيها آمالي ومداد حياتي، إنني أسعى إلى أن أملأها بماء حياة عذب لا كدر فيه، كله طموح ونتاج، وآمال وحقائق، وفكرة وواقع.


لكنك لم تسألني: لماذا ما زال على فمها قليل ماء وقد مَضى عليه زمن؟ الخلل فيك أنت لم تتأمَّل أين تسكن القارورة! نعم؛ تريد أن تعرف؟ ستقول: إنك رأيتها في خلدي، نعم هو ذاك، لكن رأيتَها في مرآة قلبي، وهي ليست هنالك، هي هنا تحت، كأنَّها تتمنى أن تنطق وتقول: دعني أجب عنه بدلاً عن صاحبي!


هذه القطرات هي بارقة اﻷمل، وشعاع الحياة الذي سينمو من جديد، ولكن بلون آخر، أتدري لماذا بلون آخر؟ اللون اﻷول مجموعة ألوان اختلطت فتغايرت ونافقت وتكدرت، وما اﻵن إلا لون الحق والصدق والبهاء الذي لا يتغير.. عن النقاء أحدثك يا عزيزي.

ليتَك تقرؤني كما أُريد أيها الحاذق العارف!

إياك أن تظنَّ أنك فهمت حتى تعلم مِن أول وَهلة ما نوع المداد الذي بكيتُ به، أقصد: كتبت به، وما هي الحروف؟! من أين لي ريشة الحبر؟ ومن أين كنت أستقي مدادها؟!


هل لاحظت: (أتدري لماذا)، ودندنتي عن (المداد) في هذه الكلمة القصيرة؟ لم تَشعُرْ! إذًا فلاحِظْ، أو كما قلت لك: ابحث لك عن فرصة عمل غير هذه، لن تَبلُغ أن تقرأني!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]