شخصيتي الغريبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 138073 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42209 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5462 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-03-2021, 10:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي شخصيتي الغريبة

شخصيتي الغريبة


أ. عائشة الحكمي






السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم



أريد التحدث عن شخصيتي، الكلُّ يعتبرها غريبة جدًّا، لا أتأثَّر كثيرًا بالنَّقد، أتعامل مع الناس على أساس الاحترام، وليس المشاعر؛ "بِمَعنى إذا كرهت شخصًا أو أحببتُه، أو حتَّى إذا عرفتُ أشخاصًا يَكْرهونني أو يحبُّونني، الكلُّ له المعاملة اللبقة منِّي"، لا أفكِّر أبدًا في كلام الناس السيِّئ عنِّي؛ سواء وُجِّه لي بطريقةٍ مُباشرة أو بالتَّلميح؛ يعني لو سمعتُ أنا شخصيًّا – وبالصُّدفة - شخصًا يتكلَّم عنِّي بسوء، ويسبُّني، أتعامل معه لو قابلتُه بعد خمس دقائق كما كنتُ أتعامل معه قبل أن أسمع الإساءة، مع أنِّي أُدافع عن نفسي بطريقةٍ منطقيَّة لِمَن يكون موجودًا يستمع، وللشخص نفسه.

تفكيري من النَّوع العقلاني والناقد، لديَّ ثقة كبيرة جدًّا بنفسي وقدراتي وشخصيَّتي ومهاراتي، صامتةٌ في الكثير من الوقت، وأُفضِّل الإنصات، مع أنِّي أتفاعل مع الناس بشكلٍ كبير في المواقف الاجتماعيَّة، لكن أُفضِّل أن أكون بِمُفردي للقراءة والاطِّلاع، أساعد الكل، لديَّ الكثير من الطُّموح، وسوف أحقِّقه، وأحبُّ التخطيط في كلِّ شيء، الكثير يَغار منِّي، ولا أعرف السبب؛ فلست متكبِّرة أو خشنة في التَّعامل، أنا من أصحاب المبادئ، لا يمكن أن أكذب أو أشتم أو أقَع في الغِيبة والنَّميمة، وهي مبادئ ألتَزِمُ بِها؛ لأنِّي مقتنعة بها أكثر من مسألة الحرام والحَلال.

إيجابيَّة في كلِّ شيء، ولديَّ تفاؤلٌ كبير بالحياة، أطوِّر نفسي كثيرًا من جميع النَّواحي، أرى نفسي دائمًا أنِّي أفضَلُ من الكل، مع أنِّي لا أصرِّح بذلك لأحد، حياتي الشخصيَّة أعتبرها خطًّا أحمر.

سؤالي: هل أنا طبيعيَّة؟ ولماذا يَعتبر الناس دائمًا أني غريبة الأطوار؟ (مع أنَّهم دائمًا يُحاولون الاحتكاك بي).



وشكرًا.




الجواب

بِسْمِ اللهِ الهادي للحق

وهو المُستعان



أيَّتها العزيزة،

ذكَّرنِي سُؤالُكِ خَبَرًا قرأتُه في كِتَاب "طَبَقات الأطِبَّاء" لابن أبي أصيْبعَة عند تَرْجَمَته لماسرجويه مُتَطَبِّب البَصْرَةِ، هذه حكايتُه:

"قَالَ يُوسُفُ: وحدَّثني أَيُّوب بن الحَكَم أنَّه كان جَالِسًا عند ماسرجويه، وهو ينْظُر في قَوَارير المَاء، إذْ أتاهُ رجُلٌ من الخُوز، فقالَ له: "إنِّي بُلِيتُ بدَاءٍ لَم يبْلَ أحَدٌ بمِثْله"، فسألَهُ عن دَائِه، فقالَ: "أُصْبِحُ وبَصَري عليّ مُظْلِمٌ، وأنا أَجِدُ مِثْلَ لحْسِ الكِلابِ في مَعِدَتي، فلا تزالُ هذه حَالِي حتَّى أَطْعم شَيْئًا، فإذا طَعِمْتُ سَكنَ عنِّي ما أَجِدُ إلى وَقْتِ انْتِصَاف النَّهَار، ثُمَّ يُعاودِني ما كنْتُ فِيه، فإذا عَاودتُ الأَكْلَ سكَنَ ما بِي إلى وَقْتِ صَلاةِ العَتَمة، ثُمَّ يُعاودُني فلا أجِدُ له دَواءً إلا مُعاودة الأَكْل"، فقال ماسرجويه: "لوَدِدتُ أنَّ هذا الدَّاء يُحوَّل إليّ وإلى صِبْياني، وكنتُ أُعوِّضُكَ مِمَّا نزلَ بكَ مِثْل نِصْف ما أَمْلِك"، فقالَ لهُ: "ما أَفْهمُ عنْكَ!"، فقالَ لهُ ماسرجويه: "هَذِه صِحَّة لا تَسْتَحِقُّها، أَسْألُ اللهَ نَقْلَها عنْكَ إلى مَن هُو أَحَقُّ بِها مِنْكَ!".

وما أنتِ فيه صِحَّة نَفْسيَّة، وقد عِجْبتُ منكِ إذْ تَزْعمين أنَّكِ تثقين بنفسِكِ ثم تَسْألين: "هل أنا طبيعيَّة؟"، ولن أدعوَ عَليكِ كما فعَل ماسرجويه مع الرَّجُل الخُوزِيِّ! إنَّما أُذكِّركِ ونَفْسي بشُكْر النِّعَم قبلَ أنْ تُسْلب باسْتِغْرابها!





فَبَادِرِ الشُّكْرَ وَاسْتَغْلِقْ وَثَائِقَهُ

وَاسْتَدْفِعِ اللهَ مَا تَجْرِي بِهِ النِّقَمُ








ردِّدي دائمًا دُعاءَ النَّبيِّ المَلِك سُلَيْمَان بن دَاود - عليهما الصَّلاة والسَّلام -: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].

أمَّا لِمَاذا يَعْتبركِ النَّاسُ غَرِيبةَ الأَطْوار؟ فلا يَحْتاجُ الاسْتِفهامُ إلى جَوابٍ إلا قَوْل ميخَائِيل نُعَيمَة:





يَقُولُونَ فِي عَيْنِي حُسُورٌ فَلاَ تَرَى

شُمُوسًا وَأَقْمَارًا بِآفَاقِهِمْ تَجْرِي




فيَا لَيْتَ شِعْرِي مَا عَسَانِي أُجِيبُهُم

ولا شَمْسُهُم شَمْسِي، ولا بَدْرُهم بَدْري








وما عسَانا أنْ نُجِيبَ من يَجِد الغَرابَة في أنْ تكونَ النَّخْلةُ بَاسِقةً، والشَّجَرَةُ وارِقةً، والجِبَالُ شَاهِقَةً؟!

طُوبَى لَكِ وَحُسْن مَآبٍ، واللهُ يَحْفظُكِ، ويُديم لكِ النَّعْماء.



واللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - أعْلمُ بالصَّواب، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحينَ تُظْهِرُون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.78 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]