المواقف المحرجة وأثرها النفسي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4942 - عددالزوار : 2039361 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4516 - عددالزوار : 1310021 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128917 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4807 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-01-2021, 05:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي المواقف المحرجة وأثرها النفسي

المواقف المحرجة وأثرها النفسي


أ. شروق الجبوري





السؤال


تحية طيبة:

أعاني من كثرةِ المواقف المُحرجة يوميًّا مع الآخرين، وقد اكتشفتُ أنَّها كلها نتيجة سوء تصرُّف مني، فالسؤالُ: كيف أقلِّل من تعرُّضي لهذه المواقف؟ وكيف أخفِّف من نتاج الألم النفسي عند تذكرها؟



وشكرًا لاهتمامكم ورقيكم


الجواب


أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته.

نرحِّب بك أخي الفاضل، ونشكر لك رأيَك الكريم، ونسألُ الله - تعالى - أن يَجعَلَنا عند حُسن ظنِّكم، وأن يُعينَنا على تقديم العون والنُّصح المرجو؛ إنَّه - تعالى - سميعٌ مُجيب.



إنَّ التنبُّه إلى أسبابِ المشكلة هو أمرٌ مُهِمٌّ، وخُطوة أولى في طريق الحل، كما أنَّ الإقرارَ بالخطأ والاعتراف به شجاعةٌ تُحسب لصاحبها، وفضيلة حثَّ عليها ديننا الحنيف، وسِمَة من سِمَات الشخصية السوية، وأرى - أخي الكريم - أنَّك قد خطوتَ هذه الخطواتِ الإيجابية، والحمدُ لله تعالى.



في مَقدورك الحدُّ من المواقف المحرجة اليومِيَّة تدريجيًّا، عن طريق المراجعة الذَّاتِيَّة، والاستقراء المتعمق للسلوك الفعلي واللفظي، الذي قمت به في جميعِ ما تذكره من المواقف المحرجة السابقة، ثُمَّ اعمل على تصنيف أنواعِ هذه السلوكيات، فقد يدخُل بعضها ضمنَ الغضب السريع، وقد يكون بعضها؛ بسبب عدم صياغةِ جمل الحوار بشكلٍ سليم، أو قد تكون بسبب التسرُّع في إبداء الرأي، وما إلى ذلك من صفاتٍ تُفصح عنها سلوكيات معينة.



وبعد تحديد واكتشاف تلك الصفات التي تشكل أسبابَ السلوك السلبي، يُمكنك عندها - أخي الكريم - العمل على تغيير تلك الصِّفات إلى ما يُقابلها من صفاتٍ إيجابية، مثل: تغيير سِمَة الغضب إلى الحلم، والتلكُّؤ في صياغةِ الجمل السليمة إلى حُسن الحديث واللباقة، وتغيير التسرُّع في إبداء الرأي إلى التفكُّر والتأني قبل إطلاق الرأي... وهكذا.



وكلُّ هذا يأتي بالتعلُّم، كما أشار نبينا الكريم - عليه الصلاة والسلام - وتؤكد عليه النظرية السلوكية في عِلْمِ النفس، وبعد أنْ ترصد السلوكَ الخاطئَ تَخيَّل أنَّك تقوم بالسلوك الصحيح (بعد أن تقوم بتحديده)، ثم كرِّر في مُخيلتك قيامَك بذلك؛ حَتَّى يتمَّ تبنِّيه في نفسك، وعندما تقوم بهذا السلوك الإيجابي في المواقف الحقيقية، اعمل على مُكافأة نفسك بما تهوى مما هو مَقبول وشرعي، وبذلك تترسخ ذكرى جميلة في ذاكرتك ترفعُ من نظرتك لذاتِك، وتدفعك إلى تَكرار ذلك في المواقف المشابهة القادمة.



أمَّا عن كيفِيَّة تَخلُّصك من الألم النفسي، الذي يُسببه تذكرك ومُراجعة الموقف المحرج في نفسك، فأنصحك - أخي الكريم - أنْ تستحضرَ في نفسك عند مُراجعتك له التفكيرَ في قناعاتٍ حقيقيَّة وواقعية بأَنَّ الخطأ أمرٌ لا يُمكن أن يتجاوزه أيُّ إنسان، مهما علت مرتبتُه، وأنَّ إصرارَ المخطئ على تصحيح ما بدر منه هو مصدرُ قوة له، وهو علاج حقيقي لهذا الألَم النفسي.



فلومُ النفسِ هو أمرٌ مُهِمٌّ في عملية تصحيح المسار، لكن (جَلْد الذات) هو أمر لا يأتي بالنفع على صاحبه، بل يعوقه عن التصحيح السليم، ويتوافق هذا الرأي تَمامًا مع حديثِ نبينا الكريم محمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - حين أكَّد أن كل ابن آدم خطَّاء، وأنَّ خير الخطائين التوابون.



كما أنصحك - أخي الكريم - حين تَجتاحك موجة الألم النفسي عند تذكُّرك هذه المواقف، أن تستبدل بتذكُّرك لتفاصيل الموقف المحرج عقدَ العزم على تصحيح سلوكك في المواقف المشابهة القادمة؛ لتُدْخِلَ إلى نفسك التفاؤل بالغد الذي يُعينك أيضًا على التغيير.



وأخيرًا: أختم - أخي الكريم - بالدُّعاء لله - تعالى - أنْ يُغيِّر حالَك إلى خير حال، ويصلح شأنك كله



إنَّه تعالى سميع مجيب




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]