هل تتزوج المسلمة من النصراني؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2028005 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304719 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 122000 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2021, 05:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي هل تتزوج المسلمة من النصراني؟

هل تتزوج المسلمة من النصراني؟
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي





السؤال



ملخص السؤال:

فتاة تعيش في أمريكا تعرفت إلى شابٍّ نصرانيٍّ غير عربي، يَنتمي إلى طائفة مسيحية يريد الزواج منها، لكن أهلها رفضوا، وهي تريد الهرب معه والزواج المدني.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري ٢٥ عامًا، أعيش في أمريكا، تعرفتُ إلى شابٍّ نصرانيٍّ غير عربي، يَنتمي إلى طائفة مسيحية مفاهيمُها قريبة جدًّا من الإسلام؛ فهو يؤمن بإلهٍ واحد، ولا يشرب الخمرَ، ولا يقيم العلاقات المحرَّمة.




بادَر بإظهار إعجابه بي ومشاعره لي، وطلَب يَدي للزواج، ولا أُخفيكم أني أحبُّه كثيرًا، لكن المشكلة أنَّ أهلي محافِظون، ورفضوا الشاب لأنه غير عربي، ولأني محجَّبة ومحافظة أيضًا.




طلبتُ منه أن يسلِم لكنَّه رفض، وقال: إنَّه لم يجدْ في دينه ما يستوجب التغيير، وأنَّه يحبُّ دينَه كثيرًا، ويحبني أيضًا، وأنا أحبُّه كثيرًا، وعلى وشك أن أوافِق على العقد المدني!




أشعُر أنِّي بين نارين: نار حبِّي لهذا الشخص، وإحساسي بأنَّه الشخص الأمثل لي ولبناء أسرة، علمًا بأنه يحترمني جدًّا، ولا يمانع أن يكون أولادي مِثلي، ونار أهلي الذين تُسيطِر عليهم العادات والتقاليد العربية.




أرجو أن تخبروني بحلٍّ



لأني أوشكتُ على الهرب والموافقة على الزواج المدني!


الجواب



الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأُحذِّرك ثم أحذِّرك أيتها الأختُ الكريمة مِن الإقدام على الزَّواج بهذا الرجل النَّصراني، فلا تبيعي دينك بعرَضٍ من الدُّنيا قليل.




ولا تظنِّي أنَّ زواجك منه مجرَّد محض زنًا، ومن الفواحش العظيمة التي نهى الله عنها، وأنَّ العقد باطلٌ بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول فقط، وإنَّما هو - أي: زواجك من نصرانيٍّ - ردَّةٌ عن الإسلام؛ لأنَّه استحلالٌ لما حرَّمه الله؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [البقرة:221].




قال شيخُ المفسرين الإمام أبو جعفر الطبريُّ: "إنَّ الله قد حرَّم على المؤمنات أن ينكحنَ مشركًا كائنًا مَن كان المشرك، ومن أيِّ أصناف الشِّرك كان، فلا تنكحُوهنَّ أيها المؤمنون منهم؛ فإنَّ ذلك حرامٌ عليكم، ولأنْ تزوِّجوهنَّ من عبدٍ مؤمن مصدِّق بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله - خيرٌ لكم من أن تزوِّجُوهنَّ من حُرٍّ مشرك، ولو شرُف نسبُه، وكرُم أصلُه، وإن أعجبكُم حسَبُه ونسبُه".




وقال الإمام القرطبي: "أي: لا تُزوِّجوا المُسلمة من المُشرك، وأجمعَت الأمَّةُ على أنَّ المُشرك لا يطأُ المُؤمنة بوجهٍ؛ لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام".




وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ [الممتحنة:10]، فالتَّكرير في قوله تعالى: ﴿ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾؛ بالتأكيد، والمبالَغة بالحرمة، وقَطع العلاقة بين المؤمنة والمشرك.




وقد استفاضَت النُّصوص أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم فرَّق بين جميع المسلمات وأزواجهنَّ الذين لم يُسلموا، ومنهم ابنتُه زينب زوج أبي العاص بن الرَّبيع، فلمَّا وقع في الأسرى يوم بدرٍ، أطلقه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أن يَبعث ابنتَه إليه، فوفَّى له بذلك، ثُمَّ أسلم بعدها، فردَّها عليه.




وروى البخاريُّ وغيرُه عن ابن عباسٍ قال: "... إذا هاجرَت امرأةٌ من أهل الحرب لم تُخطب حتى تحيض وتَطهر، فإذا طهُرَت حلَّ لها النِّكاحُ؛ فإن هاجر زوجُها قبل أن تنكح رُدَّت إليه".




وأخرج مالك في الموطأ وابن سعد في الطَّبقات عن ابن شهابٍ: "لم يبلُغنا أنَّ امرأةً هاجرت إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجُها كافرٌ مُقيم بدار الكُفر - إلاَّ فرَّقت هجرتُها بينها وبين زوجها، إلاَّ أن يقدم زوجُها مُهاجرًا قبل أن تنقضي عدَّتُها".




وقد انعقد إجماعُ الأمَّة على أنَّ زواج الكافِر بالمُسلمة باطلٌ لا يَنعقدُ أصلاً؛ لمخالفته صريحَ القرآن الكريم، وقد نقل الإجماعَ ابنُ المنذر، وأبو عمر بن عبد البرِّ، وابن قدامة، والشوكاني، وغيرُهم.




أما كونُ زواجك من ذلك النَّصراني ردَّةً عن الإسلام؛ فذلك لإجماع العُلماء على كُفر من استحلَّ ما حرَّمه الله، وكُفر من لم يعتقد تحريم المحرَّمات، فالزَّواج من النَّصراني يلزم منه اعتقاد حلِّ ذلك، وعدم اعتقاد تحريمه، وكلاهما كفر مجرَّد، بخلاف فاحشة الزِّنا مع النصراني بغيرزواج؛ ففيها محظُورٌ واحد، أمَّا الزواج به ففيه محظوران: الزِّنا، واعتقادُ حلِّ ما حرَّمه الله، وهو كُفرٌ خالصٌ، وهذا هو السرُّ في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقَتل من تزوَّج زوجةَ أبيه، وتخميس ماله؛ كما روى البراءُ قال: "لقيتُ عمِّي ومعه الرَّاية، فقلتُ: أين تريد؟ فقال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلى رجل تزوَّج بامرأة أبيه، فأمرني أن أَضرب عُنقَه، وآخُذ ماله"؛ رواه أحمد، والترمذي وحسنه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني في الإرواء (2351).




قال شيخ الإسلام ابن تيمية مجموع الفتاوى (20 / 90 - 92): "إنَّه قد تقرَّر من مذهب أهل السُّنَّة والجماعة ما دلَّ عليه الكتابُ والسُّنةُ أنَّهم لا يُكفِّرون أحدًا مِن أهل القبلة بذنبٍ، ولا يُخرجُونه من الإسلام بعملٍ، إذا كان فعلاً منهيًّا عنه؛ مثل: الزِّنا، والسرقة، وشرب الخمر، ما لم يتضمَّن ترك الإيمان، وأمَّا إن تضمَّن ترك ما أمر الله بالإيمان به؛ مثل: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسلِه، والبعثِ بعد الموت، فإنه يكفُر به، وكذلك يكفُر بعدم اعتقاد وجوب الواجبات الظَّاهرة المُتواترة، وعدم تحريم الحُرمات الظَّاهرة المُتواترة"، ثمَّ ذكر حديث البراء السَّابق، وقال: "فإنَّ تخميس المال دلَّ على أنَّه كان كافرًا، لا فاسقًا، وكُفرُه بأنَّه لم يُحرِّم ما حرَّم الله ورسولُه". اهـ.




فاحذري من الإقدام على ذلك، ولا تبيعي آخرتَكِ بحُبٍّ آخرتُه الخلودُ في جهنَّم عافانا الله وإيَّاكِ.




ولا تَخدعي نفسك بكون الفتى من طائفةٍ مفاهيمُها قريبة جدًّا للإسلام، أو أنَّه موحِّد، أو غير ذلك، فكلُّ مَن لم يؤمن برسالة نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم ويدخل في الإسلام - فهو من الكافرين في الدُّنيا والآخرة، فمن حين بُعث محمد صلى الله عليه وسلم وكلُّ من لم يؤمن به فهو من أهل النَّار؛ كما قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسُ محمد بيده، لا يَسمع بي أحدٌ من هذه الأمَّة؛ يهودي، ولا نصراني، ثمَّ يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به، إلاَّ كان من أصحاب النار))؛ رواه مسلم، وتصديق هذا الحديث في كتاب الله؛ كما قال سعيد بن جبير في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ﴾ [هود: 17]، قال: الأحزاب: هي المِلَل كلها".




فلن يَقبل الله من أحد إلاَّ الإسلام، ومن ابتغى غيرَه دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرةِ من الخاسرين




والله أسأل أن يلهِمَكِ رشدك، ويعيذكِ من شرِّ نفسك





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 79.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 77.71 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.16%)]