شرح حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف نستعد لشهر رمضان من خلال شهر رجب (اخر مشاركة : فهيم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 217 )           »          العملُ علاجٌ للأسقام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          رحل... فلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          (الترجيب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          حاور قبل أن تجادل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الحكمة في زمن التقنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          مفتاح التغيير في النفس والحكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          حفظ وقراءة عشر آيات من سورة الكهف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          العبادة ليست حكرا على أشكال محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الاحتفال بأعياد النصارى حرام شرعًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-12-2020, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,618
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى

شرح حديث: اليد العليا خير من اليد السفلى
الشيخ طه محمد الساكت





عن حكيم بن حِزام رضيَ الله عنه قال: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثمَّ سألتُهُ فأعطاني، ثمَّ سألتُهُ فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيمُ، إنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حُلوَةٌ، فمَنْ أخَذَهُ بسَخَاوة نفْسٍ بُورِكَ لَهُ فيه، ومَنْ أَخَذَهُ بإشْرافِ نَفْسٍ لم يُبَارك له فيه، وكان كالذي يأكلُ ولا يَشْبَعُ، اليدُ العليا خيرٌ من اليد السُّفلى)).

قال حكيم فقلت: يا رسولَ الله، والذي بعثكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحدًا بعدَكَ شيئًا حتَّى أفارقَ الدنيا، فكان أبو بكر رضي الله عنه يَدْعُو حكيمًا إلى العطاء، فيأبى أن يَقْبَلَه منه، ثمَّ إنَّ عُمَرَ رضي الله عنه دَعَاه ليُعطيَهُ، فأبى أن يَقْبَلَ منه شيئًا، فقال عمر: إني أُشْهدُكُم يا مَعْشَرَ المسلمين على حكيم، أنِّي أَعْرِضُ عليه حَقَّهُ من هذا الفَيْء فيأبى أن يأْخُذَه، فلم يَرْزَأْ حكيمٌ أحدًا من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تُوفي؛ رواه الشيخان[1].

المفردات:
إنَّ هذا المال خَضِرةٌ حلوة: تميل النفس إليه، وترغب فيه رغبتها في الخضر المُسْتلذ؛ لأنَّ الخضرةَ يُسَرُّ بها الناظر، والحلاوةَ يلتذُّ بها الطاعم، فإذا اجتمعا في شيءٍ اكتملت به متعة النفس وشهوتها.

وفي هذا التشبيه لمحةٌ لطيفةٌ إلى فناء المال وسُرعة زواله؛ لأنَّ الأخضرَ سريعُ الذُّبول، والتأنيث في هذه الرواية؛ لأنَّ المال في معنى الدنيا، وهي مؤنَّثة، وفي رواية أخرى: ((إنَّ المال خضرٌ حلو))[2]... إلخ.

وروى مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه: ((إنَّ الدنيا حلوةٌ خضرة، وإنَّ الله مُسْتخلفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون))[3]، وهما على الأصل.

فَمَنْ أخذه بسخاوةِ نفس: بغير إلْحافٍ في المسألة، ولا إلْحاحٍ بالطلب، والمراد بالنفس: نفس الآخذ، أو المعنى: فمن أخذه بطيب نفس المعطي، وانشراح صدره دون مضايقةٍ ولا إحراج، وإذا كان أصلُ السخاوةِ في اللغة: السهولة والسَّعَة، فلن يضيقَ صدرها عن احتمال المعنيين معًا.

وإشراف النفس: تطلُّعها وحِرْصها.
واليد العليا: هي المنفقة والمعطية، والسُّفلى: هي السائلة والآخذة، وهذا تفسير حديث الشيخين، فقد رَوَيا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وهو على المنبر، وذكر الصدقة والتعفُّف والمسألة: ((اليد العليا خير من اليد السُّفلى، فالعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة))[4]، وقد استخلص صاحب "الفتح" من صحيح الآثار أنَّ الأيديَ خمسٌ: أعلاها المنفقةُ، ثمَّ المُتَعفِّفةُ عن الأخذ، ثمَّ الآخذة بغير سؤال، وأسفلها السَّائلة، والمانعة[5].

لا أرْزَأُ: أي لا آخُذ من أحدٍ شيئًا، وأصل الرُّزْء: النقص، فكأنه يقول: لا أنقصُ مال أحدٍ بالأخذ منه.

والفيء: الغنيمة، ويُطلق على الخراج، وأصله: الردُّ والرجوع، ومنه سُميَ الظلُّ بعد الزوال فيئًا؛ لأنه رجع من جانبٍ إلى جانبٍ، فكأنَّ أموال الكفار كانت للمؤمنين، ثمَّ رجعت إليهم.


* مجلة الأزهر، العدد الثاني، المجلد الثامن عشر، سنة (1366).

[1] أخرجه البخاري في الزكاة (1472)، وفي الوصايا (2750)، وفي الخُمس (3143)، وفي الرفاق (6441)، ومسلم في الزكاة (1035).

[2] أخرجه البخاري في الوصايا (2750)، وفي فرض الخمس (3143) كلاهما بلفظ: ((إن هذا المال خضر حلو)).

[3] أخرجه مسلم (2742).

[4] أخرجه البخاري (1429)، ومسلم (1033).

[5] فتح الباري 3: 350.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.60 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]