بيان "يعبدون" في قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130123 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370061 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-12-2020, 08:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,819
الدولة : Egypt
افتراضي بيان "يعبدون" في قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

بيان "يعبدون" في قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
أ. خالد حسين إسماعيل




بيان "يعبدون" في قوله تعالى:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ



بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
[الآية 56 من سورة الذاريات]


إن الحمد لله نحمده ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وبعد:
فقد اختلف أهل العلم في بيان معنى (يعبدون) الواردة في هذه الآية.


قال علي رضي الله عنه: ما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي [1]. وقال ابن عباس رضي الله عنه: إلا ليقرّوا لي بالعبادة طوعاً أو كرهاً [2].


وقال ابن جُرَيْج رحمه الله: إلا ليعرفون [3]،
وقال مجاهد رحمه الله: إلا ليعرفونيِ [4]، وفي رواية عنه: إلا لآمرهم وأنهاهم[5].
وقال زيد بن أسلم رحمه الله: هو ما جبلوا عليه من الطاعة والمعصية[6].


وقال الكلبي رحمه الله: إلا ليوحدون، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء[7].
وقال الربيع بن أنس رحمه الله: إلا للعبادة [8].
وقال عِكْرمة رحمه الله: إلا ليعبدون ويطيعون فأُثيبُ العابد وأُعاقبُ الجاحد[9].


قال القرطبي رحمه الله: وقيل المعنى: إلا لأستعبدهم والمعنى متقارب، فمعنى ليعبدون: ليذلوا ويخضعوا ويعبدوا، وقال معقِّباً على قول علي رضي الله عنه: واعتمد الزّجاج على هذا القول [10].
وقال البغوي رحمه الله معقِّبا على قول مجاهد إلا ليعرفونيِ: وهذا أحسن؛ لأنه لو لم يخلقهم لم يعرف وجوده وتوحيده[11].


وقال ابن كثير رحمه الله: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم، وأن الله تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب [12].


وقال ابن جرير الطبري رحمه الله: وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرنا عن ابن عباس، وهو: ما خلقت الجنّ والإنس إلا لعبادتنا، والتذلل لأمرنا[13].


وقال ابن عطية رحمه الله: وتحتمل الآية أن يكون المعنى: ما خلقت الجن والإنس إلا معدين ليعبدون، وكأن الآية تعديد نعمة، أي: خلقت لهم حواس وعقولا وأجساما منقادة نحو العبادة[14].


قال الشنقيطي رحمه الله: التحقيق إن شاء الله في معنى هذه الآية الكريمة: أي إلا لآمرهم بعبادتي، وأبتليهم، أي أختبرهم بالتكاليف، ثم أجازيهم على أعمالهم، إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وإنما قلنا إن هذا هو التحقيق في معنى الآية؛ لأنه تدل عليه آيات محكمات من كتاب الله، فقد صرح تعالى في آيات من كتابه أنه خلقهم ليبتليهم أيهم أحسن عملا، وأنه خلقهم ليجزيهم بأعمالهم. قال تعالى في أول سورة هود: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [هود: 7] [15].

المصادر والمراجع:
1- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشنقيطي.
2 - تفسير القرآن، لعبد الرزاق الصنعاني.
3- تفسير القرآن العظيم، لابن كثير.
4-جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري.
5- الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي.
6- المحرر الوجيز، لابن عطية.
7- معالم التنزيل، للبغوي.

وصلِّ اللهمّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه



[1] ينظر: معالم التنزيل، للبغوي7/ 380.
[2] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي19/ 507.
[3] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير7/ 425.
[4] ينظر: معالم التنزيل، للبغوي7/ 380.
[5] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي19/ 507.
[6] ينظر: تفسير القرآن، لعبد الرزاق الصنعاني2/ 245.
[7] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي19/ 507.
[8] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير7/ 425.
[9] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي19/ 507.
[10] ينظر: الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي19/ 507-508.
[11] ينظر: معالم التنزيل، للبغوي7/ 380.
[12] ينظر: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير7/ 425.
[13] ينظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري.21/ 555.
[14] ينظر: المحرر الوجيز5/ 183.
[15] ينظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشنقيطي7/ 714.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.29%)]