بين اليتامى والأيامى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيفية إزالة الصور من النسخ الاحتياطى فى صور جوجل دون حذفها من الجهاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحديث كبير لتليجرام يتيح دمج هاتفك بجهاز التليفزيون.. أعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة تشغيل ChatGPT بلمسة واحدة على ايفون 16.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حماية اللاب توب من السرقة.. 8 خطوات أساسية لتأمين جهازك وبياناتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          إزاى ترجع اللاب توب المسروق أو الضائع.. خطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تحديث جديد لواتساب .. إنشاء أيقونات المجموعات بالذكاء الاصطناعى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لمستخدمى واتساب.. كيف تحمى بياناتك عند تغيير موبايلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 562 - عددالزوار : 24143 )           »          إيركتين Erectin (اخر مشاركة : homeremedie - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5417 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-11-2020, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,700
الدولة : Egypt
افتراضي بين اليتامى والأيامى

بين اليتامى والأيامى


أ. د. علي بن إبراهيم النملة




الحروب فتنة وبلاء.. لا تأتي على شيء أتت عليه إلا خلفت فيه المصائب.. تسحب زهرات الحياة من الرجال والشباب.. وتخلف وراءها الأطفال والنساء.. تيتم الأطفال.. وتثكل النساء.. وتتركهم دون عائل.. ويكثر العدد من النوعين.. ويضاف إليهما نوع ثالث محصور على كبار السن ممن يحتاجون إلى عائل كذلك، وبذا ينشأ مجتمع عالة.. لا يملك مقومات الاسترزاق، ولا يقدر الصبر على شدائد الحياة.. ثم يفد إلى هذه الأنواع الثلاثة نوع رابع تلفظه الحرب عندما تعلن له أنه غير صالح على الساحة بعد أن تعيبه جسميًّا أو فكريًّا.. فيعود معاقًا قُطِعت رجلاه أو واحدة منهما، أو يداه، أو واحدة منهما، أو هزته الحرب فأطارت فكره وتركته أشد اعتمادًا على غيره من الطفل الرضيع، فهذه فئات أربع تخلفها الحروب وتلفظها على مجتمعها أو على المجتمع الدولي ليقوم المجتمع بمحاولاته الموجهة - أو غير الموجهة - إعالة هذه الفئات الأربع وإعادة اعتبارها لها من خلال إقامة المؤسسات الرعوية من مدارس للأطفال، ومجالات عمل للأرامل، ومراكز تأهيل للمعاقين.. وربما وسيلة للإفادة من كبار السن من الرجال والنساء.. قصدًا إلى شغل الوقت وتقصيره على هذه الفئة من ضحايا الحرب.


وفي هذا المجتمع غير العادي تبرز الجمعيات الخيرية المحلية والإقليمية والدولية تتسابق في تقديم يد العون لهذا المجتمع.. والجمعيات الخيرية من خلال المتابعة جميعها جمعيات موجهة، تحمل مع مشروعات البر والخير المادي شيئًا مما تدين به - أو تدين به مجتمعاتها - حتى الجمعيات الرسمية الدولية التابعة لمنظمات دولية تحمل معها الأفكار تحاول غرسها في هذا المجتمع.. ولا بد أن تكون هناك محاباة.. ولا بد أن تكون هناك خطط تبرز فيها قوة التأثير من عدمه.. ويذكر أن إحدى المنظمات الدولية كانت تفرق في توزيع مواد الإغاثة بحيث تخص بها ذوي العقيدة التي تدين بها هذه المنظمة على حساب ذوي العقائد الأخرى.. ويذكر أيضًا أن السلاح كان مدسوسًا في مواد الإغاثة التي أرسلت من منظمة دولية إلى جنوب السودان.. .

أما إذا لم توجد فروق عقدية في المجتمع المحتاج إلى إغاثة، فإن الأفكار والعقائد الغريبة على هذا المجتمع تصحب مواد الإغاثة، بحيث تصبح هذه الأفكار أكثر وضوحًا من العقيدة التي يؤمن بها المجتمع المنكوب، وفي أفغانستان اليوم أكثر من مائة جمعية ظاهر عملها الإغاثة.. وتعمل في الباطن في حملات التنصير، ويقابل هذا العدد في المجتمع الأفغاني الملتزم ما لا يزيد على عشرين جمعية خيرية إسلامية تنشر أفكارها مع مشروعات الإغاثة.. وانتشار الجمعيات الإسلامية في مجتمع مسلم أمر طبيعي كانتشار الجمعيات التنصيرية في مجتمع من النصارى المسيحيين فهو كذلك أمر طبيعي، ولكن غير الطبيعي أن تنتشر الجمعيات التنصيرية في مجتمع عرف بالتزامه.. ووقوفه مدفوعًا بهذا الالتزام أكثر من اثني عشر عامًا في وجه الأفكار المناقضة لأفكار هذا المجتمع الملتزم..

وهنا لا بد من تسجيل موقف؛إذ هناك من ينظر نظرة خاصة إلى هذه الجمعيات التي تملأ الفراغ في المجتمعات المنكوبة.. وهناك من يريد - مثاليًّا - أن تكون مواد الإغاثة ومشروعاتها خالية من الأفكار، أو خالية من خيوط الربط الموصولة بين الجمعية والمجتمع على أساس من الأفكار.. ولا أظن هذه النظرة واقعية؛ لأن عدم الربط غير وارد، ولن يرد في مجتمع دولي أصبحت الأفكار هي المسير للمجتمعات.. وأصبح تصديرها مهمة تحتل المراتب الأولى في سياسات الدول والمنظمات والهيئات..

والأولى من هذا أن يسد الطريق عمليًّا على هذه الجمعيات من خلال إيجاد البديل في المجتمع المسلم أولًا؛إذ إن هذا المجتمع المنكوب لن يقبل من الغريب ما دام ما يريده من حاجة متوافرة له من أبناء جنسه وعقيدته.. وما لجوء المجتمع إلى الآخرين إلا لأن البديل غير موجود، أو أنه موجود لكنه لا يصل إلى مستوى الوجود الأجنبي من حيث الإمكانات والمعاملة والتنسيق كذلك.

وليس المجال هنا بالملمح إلى الالتفات إلى إغاثة المسلمين أولًا قصدًا إلى سد الطريق على التأثير الأجنبي على حساب إغاثة بقية المنكوبين.. فالمطلوب أكثر من هذا.. ولكن الأولويات لا بد أن ترسم.. والدراسات لا بد أن تجرى لوضع الخطط في مجالات الإغاثة.. ولا بد من إدراك أن الصراع العقدي يدخل مع مواد الإغاثة حتى لا يخدع الناس بالجانب الخيري فيها فقط.. وعلى أي حال فالموقف لا يزال غير واضح.. والنقاش هنا قائم.. وشيء منه يقوم على مفهوم اليأس من إمكان إيجاد البديل بالإمكانات نفسها.. وبالروح نفسها.. وبالمعاملة نفسها.


ولكننا نعلم من خلال استمرار قيام الجمعيات الخيرية وكثرتها.. ومن خلال الوعي المستمر في طرق الإغاثة.. ومن خلال التدفق على هذه الجمعيات من قبل الشباب المتطوعين.. ومن خلال مؤشرات أخرى كثيرة.. نعلم أنه لا مجال لليأس في هذا المجال، وفي أي مجال غيره.. فالصورة أحسن مما كانت عليه من قبل.. وهي تتحسن مع الأيام.. وتكاد تبدأ في الوقوف على قدميها بديلًا للجمعيات الأجنبية التي تنقل مع الخير المادي فكرها الغريب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.58 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.76%)]