
02-09-2020, 02:30 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,970
الدولة :
|
|
تذبذب الإيمان
تذبذب الإيمان
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
وهذا التذبذب المبكر ولَّدَ التقهقر، فأثمر التضعضعَ، ثم فجَّرَ الانتكاسة، ولهذا التخلخل مظاهر مبكرة:
منها عدم إبراز الشخصية المستقيمة السنية للناس؛ فتجده يستحيي أن يعرف الناس أنه من أهل الاستقامة، ومنها الحياء من التصريح بالدعوة فضلاً عن نشرها، ومحاولة الانفراد عن الشباب الصالحين والبعد عنهم، ومجاملة أعداء الله ومداهنتهم بما يشوش أو يشوه سمعة الدعاة إلى الله، والخوف من غير الله قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ﴾ [العنكبوت: 10].
قال ابن عقيل الحنبلي في الفنون:
من صدر اعتقاده عن برهان لم يبق عنده تلون يراعي به أحوال الرحال. الآداب الشرعية لابن مفلح 1 /263، يقول أحد السلف: ما رجع من رجع إلا من الطريق، ولو وصلوا إلى الله ما رجعوا.
ومما يشهد لهذا المعنى من أخبار التاريخ: ما جاء من خبر الرحال بن عنفوة:
في تاريخ الطبري 2 /279، قال ابن جرير: وكان الرحال رجلاً من بني حنيفة قد كان أسلم وقرأ سورة البقرة فلما قدم اليمامة شهد لمسيلمة أن رسول الله قد كان أشركه في الأمر فكان أعظم على أهل اليمامة فتنة من مسيلمة، وقال ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 323 : وكان هذا الملعون من أكبر ما أضل أهل اليمامة حتى اتبعوا مسيلمة لعنهما الله، وقد كان الرحال هذا قد وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ البقرة، وجاء زمن الردة إلى أبي بكر فبعثه إلى أهل اليمامة يدعوهم إلى الله ويثبتهم على الإسلام، فارتد مع مسيلمة وشهد له بالنبوة، وفي الإصابة 2 /539 لابن حجر قال: وكان الرحال يقول كبشان انتطحا فأحبهما إلينا كبشنا يعني مسليمة ورسول الله! نعوذ بالله من الزيغ.
سبيل النجاة:
لو صدقنا الله لعلمنا أخي الكريم: أن صدق الإيمان وحرارة الاستقامة وعظم التضحيات من أعظم التحصينات ضد سبيل الانحراف، في حديث أبي سفيان وهرقل الطويل حين سأله عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سَخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. فقال له هرقل بعد ذلك: وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، رواه البخاري/7.
ومن أخبار الثابتين في فتنة الضراء:
ما جاء في ترجمة حبيب بن زيد بن عاصم الأنصاري الأزدي رضي الله عنه من بني النجار من حلية الأولياء 1 /355، ونسبه إلى أهل الصفة وصُحِّفَ، وإنما هو من أهل العقبة، قال: أخذه مسيلمة الكذاب، فجعل يقول له: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ فيقول: نعم، فيقول: أتشهد أني رسول الله؟ فيقول: لا أسمع، فقطعه مسيلمة!
وهو ثابت على دينه، لا يبتغي به بدلاً.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|