كن عصاميا ولا تكن عظاميا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5123 - عددالزوار : 2410990 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4712 - عددالزوار : 1720886 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 24274 )           »          كيفية إزالة الصور من النسخ الاحتياطى فى صور جوجل دون حذفها من الجهاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          تحديث كبير لتليجرام يتيح دمج هاتفك بجهاز التليفزيون.. أعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          طريقة تشغيل ChatGPT بلمسة واحدة على ايفون 16.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حماية اللاب توب من السرقة.. 8 خطوات أساسية لتأمين جهازك وبياناتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          إزاى ترجع اللاب توب المسروق أو الضائع.. خطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          تحديث جديد لواتساب .. إنشاء أيقونات المجموعات بالذكاء الاصطناعى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          لمستخدمى واتساب.. كيف تحمى بياناتك عند تغيير موبايلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-08-2020, 04:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,717
الدولة : Egypt
افتراضي كن عصاميا ولا تكن عظاميا

كن عصاميا ولا تكن عظاميا


مصطفى قاسم عباس








كان أبي... كان جَدِّي... وفي كلِّ مجلس ومَحفلٍ: كان أبي وكان جَدِّي... وإذا ما تفاخَر ذوو الفخر وأُولو المجْد، نراه يتبجَّح بأعلى صوته ويقول دائمًا: كان أبي وكان جَدِّي...




ويبقى السؤال: صحيحٌ أنهما كانا وكانا، ولكنْ مَن أنت؟ وهل تَسير على ذات الدَّرْب الذي سار عليه أبوك وجَدُّك؟ إذا كُنتَ كذلك - وكان الدرْبُ الذي ساروا عليه قبْلك دربَ أخلاقٍ وعِلم ورقيٍّ وسُموٍّ وأدبٍ - فأنت نِعْم الخلفُ لخير سلفٍ، ولكنَّ المُشكلةَ تَكمُن في مَن يَفتخر في كل مَجلس بأبيه وجَدِّه، وهو بعيد كلَّ البعد عن نهْج أبيه ونهْج جدِّه!




وجميعنا نحفظُ بيت ابن الورْدي في لاميّته المشهورة عندما يقول:



لَا تَقُلْ: أَصْلِي وَفَصْلِي أَبَدًا

إِنَّمَا أَصْلُ الْفَتَى مَا قَدْ حَصَلْ [1]








ونحن لا نُنكِر طبعًا أنَّ صلاحَ الآباء فيه صلاحٌ للأبناء؛ لأنَّ المتأمِّل في القرآن الكريم يرى أنَّ الله تعالى حَفظَ الأبناء لصلاح الأب، وذلك عندما قال في سورة الكهف: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 82].




وجميعُنا نَعلم أنَّ أفضلَ شيء يَرثه الولدُ عن أبيه هو الصَّلاحُ والذكْرُ الحسنُ، وأنَّ على الولد الصالح أن يُحيِيَ فِعال أبيه، ويكونُ ذلك بأن يُتمَّ الولدُ بناء صرْح الأخلاق الحميدة الذي بدأ به أبوه؛ كما قال الشاعر:



إِنَّمَا الْمَجْدُ مَا بَنَى وَالِدُ الصِّدْ

قِ وَأَحْيَا فِعَالَهُ الْمَولُودُ








وهُناك مِن الشُّعراء مَن قال في خِلافهِ:



لَئِنْ فَخَرْتَ بآباءٍ ذوِي شرفٍ

لَقْدْ صَدَقْتَ، وَلَكِنْ بِئْسَ مَا وَلَدُوا[2]








وقريبٌ منه كذلك قولُ بعضهم:



أَبُوكَ أَبٌ حُرٌّ، وَأُمُّكَ حُرَّةٌ

وَقَدْ يَلِدُ الْحُرَّانِ غَيرَ نَجِيبِ








فالإنسان هو الذي يَختار لنفسِه، فإمَّا أنْ يَكون الأولَ فيتابعُ بناءَ مجد أبيه، وإما أن يكون الثانيَ فلا يَبني لنفسِه مجدًا، بل لعلَّه يَهدِم بسوء فِعاله مجْد أبيه الذي بناه في سنوات وسنواتٍ!




وكثيرًا ما يُطرح التساؤل التالي: أيُّهما أهمُّ: أدبُ الرجل أم حسَبُه؟ وهل الأدب يُغني عن رِفعَة النَّسَب والحسَب؟



أجاب بعضهم بالآتي:

الأدبُ كالحسب، قيل: مَن نَهَض به أدبُه، لم يَقعُد به حسبُهُ.




وقيل: شرفُ الحسَب يَحتاج إلى شرفِ الأدَب، وشرفُ الأدب مُستغنٍ عن شرَف الحسَب.




وقال الأحنف: مَن لم يَكن له عِلمٌ ولا أدبٌ، لم يكن له حسَبٌ ولا نسَبٌ.




وقال شاعرٌ:



مَا ضَرَّ مَنْ حَازَ التَّأَدُّبَ وَالنُّهَى

أَلَّا يَكونَ مِنَ الِ عَبْدِ مَنَافِ؟ [3]








وكذلك قال الشاعِر:



كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ وَاتَّخِذْ أَدَبًا

يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ




إِنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ: هَا أَنَا ذَا

لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ: كَانَ أَبِي [4]










والإنسانُ العاقل اللبيب، حتَّى وإن كرُم حسبُهُ وطابت أرُومتُهُ، فإنه لا يتَّكل على أحسابه، ولا يَعتمِد على أنسابه، بل عليه أن يُكَوِّنَ لنفسِه شخصيَّةً فاعِلة مؤثِّرةً في المجتمع، ومِن جميل الشِّعر في هذا المعنى قولُ عبدِ اللّه بن معُاويةَ بنِ عبد اللّه بن جعفر:



لَسْنَا وَإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ

يَومًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ




نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا

تَبْنِي ونَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلُوا [5]



يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 92.77 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]