صدى الإعاقة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التأمل: دليل للمبتدئين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1146 - عددالزوار : 130262 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 370086 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-06-2020, 12:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,820
الدولة : Egypt
افتراضي صدى الإعاقة

صدى الإعاقة


د. حجازي عبدالمنعم سليمان







صداها نفسي داخلي، لا أدْري لم لا يراه المعاق طالما لم ينبِّهه غيره إليْه؟! إنَّه يعيش حياته منذ ولادته ولم يشعر يومًا بفارق بينَه وبين غيره، وبخاصَّة خلال طفولته البريئة المفْعمة بالحيويَّة والنشاط، فهو يَروح ويغْدو، ويَجري ويلعب، وَفْق مؤهِّلات جسدِه؛ ولكنَّه لا يتذمَّر ولا يشتكي، بل تغْمره السَّعادة والنَّشوة لفرْط ما تغمره به الدُّنيا من سَعة ودعة، ويظلُّ هكذا هائمًا في ملكوت من الواقعيَّة غير المؤلمة، فالأطفال لا يألمون نفسيًّا ما دامت قد خلت حياتهم من الهموم والسموم، وذلك أوَّل ما يُلحظ وقت نومهم، فهم لا يستغرقون وقتًا ولا تُشوش أفئدتهم بعلل تجعلهم يبعدون عن وسادتهم وقتًا طويلاً، بل ينسابون بعفويَّة من حياة صاخِبة إلى هدوء ودعة وطمأنينة من النَّوم.

وكذلك حال من أسموه "معاق"، يظلُّ طفلاً سويًّا ما دام طفلاً، وحينما يشبُّ عن الطَّوق وتبدو حالته للجميع وكأنَّها وضع غريب، إذا بهم يرْمقونه بوابِل من سهام الشَّفقة وتوالي المزايدات غير المجْدية رثاءً لحاله، وهؤلاء لا يدْرون أنَّهم يدمِّرون أرواحًا رقيقة، لا تفْقه كمَّ الغدْر الذي يحيط بها، ولا حوْل ولا قوَّة لها إذا ما دهستْها إطارات فارغة من رثاء بشَري مصطنع.

لا تزال ثقافة الشَّرق جامدة متحجِّرة تجاههم، ولا يزال ذوو الحالات الخاصَّة في ذلك الشَّرق يتخبَّطون بين رياحٍ من الأمل والإحْباط، فيوم لهم يكرمون فيه ويهنَّؤون على تفوُّقهم مع فارق أنَّ ثمة آخرين لا يعرف عنهم شيئًا، وأعوام أخرى كثيرة تحمل أيَّامًا طويلة كالسَّنوات العجاف لا يُعرف عن أكثرهم سوى أرقام وتعْدادات.

إنَّني أحدُهم، ولم أقف يومًا على واحدِنا إلاَّ ولديه ما يُغْنيه ويشهره، سواء كانت ملكةً فطريَّة أو مكتسبة، فهم دومًا في بحث عن الإبداع، وما منهم من أحد إلاَّ ورُزق خيرًا في واحدة من ملكاته، ووسيلة من وسائله، ولكن أغلبها لا يبدو للنَّاظر إليْها بوصفها ملَكة، بل إنَّهم يعدُّونها - إذا ما لاحظوها - خرقًا للعادة؛ لأنَّهم لا يروْن في أحدنا قدرة تَحقيق الصعب، فإذا ما تفتَّق ذهْن أحدِنا وأبدع في أمر، فإنَّ مَن يلاحظ يندهش، ويقول: إنَّه "جنّ مصوّر"، أو عفريت؛ لأنه فعل كذا، ثم يُنسى في طيِّ الزَّمان.

ويأتي الهمُّ الأكبر حينما ينوي أحدُنا الزَّواج، ولكم أن تتخيَّلوا أنَّ أغلبنا يملك روحًا شفَّافة وقلبًا رقيقًا يسع كل الدنيا، وكفيل باحتِضان كافَّة الهموم والأوْجاع، وله قدْرة فائقة على العطاء، ولكن على أن يُعامله غيره معاملة الأماثل أو معاملة النّدّ، لا معاملة شفقة ورأفة؛ لأنَّه حينها لن ينعم بالهدوء والرَّاحة، وسيشعر بالأرَق وقلَّة الحيلة، وسرعان ما تذْبل زهرته ويَموت منسيًّا.

أمَّا إذا ما وجد رفيقةَ درب متفهِّمة، فكأنَّه قد وجد سرَّ الحياة، رفيقة تُحيي له الكلِمات الميتات، وتُشْعِره بأمل الحياة وجمالها وروْعتها، ربَّما وقْتَها لن يكون مُعاديًا لأحَد، أو همًّا لأحد.

ولكن يغلب في مثل تلْك الحالات أن يُرفض، لا لشيْءٍ سوى أنَّه معاق، وكأنَّه قد وصم بواحدة من الكبائر، معاذ الله، فلا تجِد من الشَّابَّات اهتمامًا بعرْض أحدِهم، بل قد يتحوَّل الأمر إلى سخرية مفرطة لتجاسُره على طلب يدها، وكأنَّه قد تعدَّى على أسياده - كما يقولون - وهذا ولدٌ، وسيكون شعوره سيئًا للغاية بالرَّغم من أنَّه هو من قدَّم الطَّلب؛ لأنَّه جريًا على عادات الشَّرق مقدّم الطلب، فما بالُنا بأسيرات بيوتِنا من بناتِنا وأخواتنا ممَّن ابتُلين بها؟!

فأقول: افعلوا ما يحلو لكم، ولكن كونوا رحماء؛ فالرحمة من صفات المولى - عزَّ وجلَّ - وبدونها لن ننال رحمته - سبحانه وتعالى.

نعم، ارفضوا عرْضَ هذا وطلب ذاك، ولكن ترفَّقوا ولا تتغطْرسوا، قولوها بسعة صدْر، ولا تُهينوا مَن قدَّركم، وسأقولها وأجري على الله: نعم، إنَّكم أوَّل من يخسر، تخسرون قلبًا حنونًا، وروحًا شفَّافة، ربَّما كانت روحًا ملائكيَّة، إن كان من الملائكة مَن يعيش بيْننا.

وهؤلاء أزيد فأخبرهم قائلاً: إنَّك كما تدين تدان، فلا تظنَّ أنَّك بعيد عن إعاقتي، فالغيب بيد الله، فمَن أخبرك أنَّ ذرِّيَّتك قد تخلو من مثل ذاك الابتِلاء، وقتها قد ترغب في مراجعة نفسك، بل أنتَ وأنتِ مَن ضمِن لكم عيشة سويَّة طوال العمر؟! ألا نتعرَّض كلَّ يوم للابتِلاءات؛ فمَن أدرانا بأنَّ الدَّور لن يصيبنا؟! إنَّني لا أستدرُّ شفقتَكم أو عطفَكم، بل أطلبُ عدم كرهِكم، أطلب منكم أن تحبونا حبًّا لوجه الله؛ كي تكونوا لنا عونًا على همّ الحياة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.57 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]