|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الشيخ إسماعيل الأنصاري وجهوده في خدمة السنة النبوية إسماعيل محمود محمد ربابعة المقدمة: الحمد لله قدَّم مَن شاء بفضلِه، وأخَّر مَن شاء بعَدلِه، لا يعتَرِض عليه ذو عقلٍ بعقله، ولا يَسأَلُه مخلوقٌ عن عِلَّة فعله، هو الكريم الوهَّاب، مُسبِّب الأسباب، وهازِم الأحزاب، وخالِق الناس من تُراب، وأصلِّي وأسلِّم على المبعوث رحمةً للعالمين، سيِّد الثقلين محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آلِه وصحبه ومَن والاه. وبعد: فقد خدم السنَّةَ النبويَّةَ عُلماءُ أَجِلاَّء، قرَّبوا لنا البعيد، ووضَّحوا كلَّ مُشكِل ومُجمَل بأسلوبٍ مُيسَّر وقريب، ومن هؤلاء الأفذاذِ الشيخُ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله - فقد تَناوَلتُ في هذا التقرير اسمه ونسبه، أوَّل طلبه للعلم، شيوخه ومُجِيزوه، بعض تلاميذه الدارِسين عليه، علمه وسعة اطِّلاعه، ثناء أهل العلم عليه، عبادته وشمائله، عقيدته، مذهبه، وظائفه، مؤلَّفاته، تحقيقاته وتعليقاته، في قصَّة الخلاف بين الشيخ إسماعيل الأنصاري وبين الشيخ الألباني - رحمهما الله، وفاته. واللهَ أسألُ أنْ أكون وُفِّقتُ في عرض الموضوع، فما كان صَوابًا فمن الله وحدَه، وما كان من خطأ فمِنِّي ومن الشيطان، والحمدُ لله ربِّ العالمين. • • • ترجمة الشيخ إسماعيل الأنصاري نسبه: هو العلاَّمة المحقِّق السلفيُّ المحدِّث الفقيه الأصولي اللغوي أبو محمد إسماعيل بن محمد بن ماحي بن عبدالرحمن بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن خالد بن محمد بن محمود عُرِف بحوًّ بن محمد بن خالد بن أبي أيوب بن محمد بن يعقوب بن محمد بن يعقوب بن فاخر بن عتاهية بن أبي أيوب بن حيُّون بن عبدالواحد بن عفيف بن عبدالله بن رواحة بن سعيد بن الخزرج سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري. مولده: وُلِد الشيخ بصحراء إفريقيا الغربيَّة بمالي، عام (1340هـ). أوَّل طلبه للعلم: وشرَع الشيخ - رحمه الله - في حفْظ القرآن من صِغَرِه، وأتمَّه برواية نافع وهو ابن سبع سنين، على يد عمِّه الشيخ محمد بن عبدالرحمن الأنصاري، ثم شرَع في تلقِّي العلوم الشرعيَّة والعربيَّة عن العلماء من أقاربه وغيرهم. فأخذ "الرسالة" في مذهب الإمام مالك عن الشيخ محمد بن الأمين الأنصاري، وقرأ "مختصر خليل" على الشيخ محمود بن محمد الصالح، وقرأ "ألفية ابن مالك" على خاله الشيخ محمد بن هارون الإدريسي، وأتقَنَها وأتقَنَ حِفظَها كاملةً، وكان يقرَؤُها حفظًا طردًا وعكسًا! وأخَذ عن خاله "شرح التلخيص" في علم البلاغة، وأخَذ عن ابن خاله الشيخ عيسى القاضي "الجوهر المكنون" في علم البلاغة أيضًا. كما قرأ كتب الحديث على مشايخه، وأجازوا له في الوعظ والإرشاد والتدريس والرِّواية، بعد أن ثبتَتْ عندهم مقدرته. قال تلميذه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبيه فيه: "وقد اهتمَّ في صغره هناك بطلب العلم، وبذَل جهدًا كبيرًا رغمَ الصُّعوبات، وقِلَّة الإمكانيَّات، فذكر أنَّه في سنِّ الطلب كان يكلف بالحفظ، وكان يَقطَع نصف الليل أو ثلثَيْه في الدرس، ولم يكن عندهم كهرباء ولا سرج، وإنما يُوقِدون بالحطَب، ويقرَؤُون على ضوء النار، حتى إنَّه يُغالِب النوم فيُمسِك الكتاب بيده بعد أن يُعلِّقه في حبل مربوط في السقف، أو عمود الفسطاط، حتى لا يسقط الكتاب إذا غلَبَه النُّعاس. وقد توغَّل في علم النحو والصرف واللغة، وحَفِظ ألفية ابن مالك، وكلَّفَه مشايخه بحفظ كثيرٍ من المتون نظمًا ونثرًا، حتى حفظ قصيدة كعب بن زهير في مدح النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رغم بلاغتها". شيوخه ومُجِيزوه: أخَذ الشيخ - رحمه الله - عن كثيرٍ من أهل العلم، بالتلقِّي والإجازة، فمن أولئك: • محمد بن عبدالرحمن الأنصاري. • محمد بن تاني الأنصاري. • محمد بن الأمين الأنصاري. • محمود بن محمد الصالح. • محمد الصالح بن محمد. • محمد بن هارون الإدريسي، خال الشيخ. • عيسى بن محمد بن هارون الإدريسي، ابن خال الشيخ. • حمود بن عبدالله بن حمد التويجري. • عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري الحسني المغربي الطنجي. • أخوه عبدالعزيز الغماري. • أحمد بن محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني اليمني، مفتي اليمن. • فضل الله بن أحمد بن علي الجيلاني الهندي ثم المدني شارح "الأدب المفرد". • حبيب الرحمن بن صابر بن عناية الله الأعظمي. بعض تلاميذه من الدارسين عليه، أو المُجازِين منه: • عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين (دراسة). • عبدالرحمن بن عبدالله الفريان (دراسة). • عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، المفتي العام (دراسة). • صالح بن غانم السدلان (دراسة). • ربيع بن هادي عمير المدخلي (إجازة). • زكريا بن عبدالله بيلا المكي الشافعي (إجازة). • عبدالله بن حمود بن عبدالله التويجري (دراسة وإجازة). • صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ (دراسة وإجازة). • محمد بن عمر بن عبدالرحمن بن عقيل، أبو عبدالرحمن الظاهري (إجازة). • رعد بن صالح الذيب (إجازة). • عبدالمجيد بن إبراهيم الوهيبي (إجازة). • محمد بن هادي المدخلي (إجازة). • عبدالعزيز بن محمد السدحان (دراسة). وقد أجاز الشيخ - رحمه الله - جميعَ أبنائه، وهم: محمد، وأحمد، وبلال، وحسَّان، وعمر، وعبدالإله، وقيس، وصهيب، وكذلك أجاز بناته الست. وتلاميذ الشيخ - رحمه الله - كثيرون جدًّا، فقد كان مجلسه عامرًا بطلاب العلم، لا يَكاد يخلو منهم من مختلف البلدان، وكان كثيرٌ من الطلاب يرحلون إليه أو يُراسِلونه للأخذ عنه. علمه وسعَة اطلاعه: كان الشيخ - رحمه الله - ذا علمٍ ومعرفة بالتفسير والتوحيد، والفِرَق والنِّحَل، والفقه والحديث، والنحو والبلاغة والأدب، واسِع الاطلاع والقِراءة، لا يخلو كتابٌ من كتبه من تعليقٍ له عليه، بالتصحيح أو التأييد أو التعقُّب، وفي غلافِ كلِّ كتاب غالبًا مختصرٌ للمسائل والفوائد، سهَّل عليه الرجوع إليها عند الحاجة لها. قال الشيخ صالح بن محمد اللحيدان - رئيس المجلس الأعلى للقَضاء، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية -: "وهو يُعتَبَر من العُلَماء النادرين... فهو بحقٍّ من خِيار العُلَماء، وهو بحقٍّ من خِيارهم أيضًا سمتًا وأدبًا، ومن خِيارهم غيرةً على عقيدة التوحيد، واهتِمامًا بها، وكان على قدرٍ كبير من معرفة الحديث ورجاله، والفقه والعقيدة". وقال فيه تلميذه الشيخ عبدالله الجبرين: "وقد توغَّل في علم النحو والصرف واللغة"، وقال: "وأمَّا سيرته فهو من بحور العلم وأهل التفنُّن، ومن أهل العبادة والصلاح...". وقال الشيخ زكريا بن عبدالله بيلا فيه: "وإنِّي قد تعرَّفت به في المدرسة الصولتيَّة، فعرفت فيه الأخلاق الفاضلة، والصِّفات الحميدة العالِيَة، صاحب همَّة وثَبات، وقوَّة علميَّة وعارضة وثبات، يَعكُف على المطالعة والمراجعة، والبحث بلا ملل يَعتَرِيه، ولا كسلٍ يَستَحوِذ عليه". وقال تلميذه الشيخ صالح بن غانم السدلان - الأستاذ بالدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض -: "والشيخ إسماعيل - رحمه الله - صاحب تحقيق، وذو عقيدةٍ سليمة، ومنهج قيِّم، ولديه تمكُّن في علْم الجرح والتعديل وعلم الحديث - رحمه الله رحمة واسعة". وقال الدكتور محمد بن محمد بن الأمين الأنصاري فيه: "عَلَمٌ في الفقه الإسلامي، وجِهبِذٌ في السنَّة وعلومها، وناقد أصولي لغوي بارز، عرف البحث العلمي والدِّفاع عن العقيدة والسنَّة". وقال الشيخ صالح اللحيدان في سعَة اطِّلاعه: "وكان الشيخ إسماعيل - رحمه الله - واسِعَ الاطِّلاع، نقيَّ السَّريرة، من النوادر في الاهتِداء إلى مَواطِن البحث العلمي وأماكن المسائل، فكانت له طريقته الفذَّة - رحمه الله". ثم قال الشيخ صالح اللحيدان: "وهو من النوادر في معرفة أماكن البحث في عددٍ من الكتب، إذا أراد إعدادَ بحثٍ معيَّن، سرعان ما يحدِّد أماكن أُصُوله". وقال الشيخ عبدالله الجبرين: "قد وهَبَه الله - تعالى - القدرة على الإنشاء، وسهلت عليه الكتابة، وتمكَّن من الاطِّلاع على الكتب ومعرفة محتوياتها... وقد بَقِيَ طولَ هذه السِّنين، عاكِفًا على البحث والكتابة". ثناء أهل العلم عليه: وقد أثنى عليه - رحمه الله - جمعٌ من أهل العلم، فمنهم: • سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، مفتي الديار السعودية سابقًا - رحمه الله. • سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية سابقًا - رحمه الله. • الشيخ صالح بن محمد اللحيدان. • الشيخ عبدالرزاق عفيفي. • الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل. • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين. • الشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان. • الشيخ عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي. • الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع. • الشيخ ربيع بن هادي المدخلي. • الشيخ صالح بن غانم السدلان. • وقال الشيخ عبيدالله الرحماني في أوَّل إجازته له: "الكاتب الخبير، الناقد البصير، المحقِّق الجليل، صاحب التآليف الممتِعة، والمقالات الرنانة، فضيلة الشيخ العلامة إسماعيل بن محمد الأنصاري الخزرجي السلفي، المدرِّس بالمدرسة الصولتيَّة والمسجد الحرام، ثم بمعهد إمام الدعوة في الرياض سابِقًا، ومحضر البحوث والإرشادات في دار الإفتاء بالرياض الآن، حفِظَه الله ورعاه، وأبقاه ذخرًا للإسلام والمسلمين". يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |