حكم ما إذا كان طول اليوم يؤثر في حكم الصيام

[ابوالوليد المسلم]

حكم ما إذا كان طول اليوم يؤثر في حكم الصيام
د. عبد الرحمن بن حسن النفيسة




سؤال من الأخت فرح من المملكة المتحدة تقول فيه: انتقلت إلى المملكة المتحدة في فصل الصيف وكنت راغبة في صيام رمضان. وكما هو معروف أن أيام الصيف طويلة بالمقارنة مع لياليه، وقد سمعت من البعض أن دخول شهر رمضان لو صادف فصل الصيف لا يجب صيامه نظراً لطول نهاره وتسأل الأخت عما إذا كان هذا القول صحيحاً أم لا؟



الصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرض الله صيامه على المسلم البالغ العاقل في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}. وقوله عز ذكره: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}. والكَتب هنا بمعنى: الفرض المقتضي الوجوب والتكليف. وركنية الصيام في الإسلام واضحة في قول رسول الله : "بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إلَه إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان". ولما جاءه رجل يسأله عماذا فرض الله عليه من الصيام قال له عليه الصلاة والسلام: "شهر رمضان إلا أن تتطوع شيئاً".



وفرض الصيام مطلق الوجوب حين يهل شهر رمضان، سواء كان هذا الإهلال في فصل الشتاء أم في فصل الصيف. ولا يستثنى من هذا الفرض إلا عدم القدرة، والمراد بذلك: أصحاب الأعذار وهم: كبار السن الذين يعجزون عن صيامه عجزاً حسياً. وكذلك المرضى الذين لا يرجى برء أمراضهم إذا كانت هذه الأمراض شديدة تعرض حياتهم للخطر. وعلى هؤلاء إطعام مسكين عن كل يوم من أيام رمضان. أما إذا كان الصيام يؤثر فيهم تأثيراً مؤقتاً، ولا يعرض حياتهم للخطر فيجب عليهم قضاؤه إذا زالت أعذارهم. ومن أصحاب الأعذار الذين لا يلزمهم الصوم في الحال: المرأة الحائض والنفساء فيجب عليهما قضاء ما فاتهما من صيامه. وكذا المرأة الحامل أو المرضع إذا خافتا على وليدهما، وعليهما القضاء والكفارة. وكذا لا يلزم الصوم في الحال من يتعرض لجوع، أو عطش شديدين يعرضان حياته للخطر، وهو فوات النفس؛ فهذه أعذار تعد من باب الضرورات وتقدر بقدرها.



أما ما ذكرته الأخت السائلة عما قيل لها بأن الصيام في فصل الصيف لا يجب وذلك لطول نهاره؛ فهذا قول غير صحيح مخالف لأمر الله ورسوله فكل من كان من غير أهل الأعذار فهو مكلف بصيام شهر رمضان سواء طال يومه أم قصر.



والله تعالى أعلم.



المصدر: مجلة البحوث الفقهية المعاصرة العدد 80