|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أيام معلومات حسام جابر 1- بين نداء الخليل ودعائه: في مثل هذه الأيام المباركات من كل عام تتحرك قوافل الحجيج من كل حدب وصوب.. ميممة وجوهها شطر البيت الحرام لأداء مناسك فريضة الحج.. معلنة خضوعها لرب البربة.. ملبية للنداء الخالد.. الذي أطلقه أبو الأنبياء الخليل ابراهيم - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - قال تعالى ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج:27]. قال الشوكاني: "قَالَ الْوَاحِدِيُّ: قَالَ جَمَاعَةُ الْمُفَسِّرِينَ: لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بِنَاءِ البيت جاء جِبْرِيلُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، فقال: يا ربّ وما يُبَلِّغُ صَوْتِي؟ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلَاغُ، فَعَلَا الْمَقَامَ فَأَشْرَفَ بِهِ حَتَّى صَارَ كَأَعْلَى الْجِبَالِ، فَأَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَشَرْقًا وَغَرْبًا، وَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ إِلَى الْبَيْتِ فَأَجِيبُوا رَبَّكُمْ، فَأَجَابَهُ مَنْ كَانَ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ"[1]. لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ. ثم قال: " يَأْتُوكَ رِجالًا هذا جواب الأمر، وعده اللَّهُ إِجَابَةَ النَّاسِ لَهُ إِلَى حَجِّ الْبَيْتِ مَا بَيْنَ رَاجِلٍ وَرَاكِبٍ، فَمَعْنَى رِجَالًا مُشَاةً جَمْعُ رَاجِلٍ... وَقَدَّمَ الرِّجَالَ عَلَى الرُّكْبَانِ فِي الذِّكْرِ لِزِيَادَةِ تَعَبِهِمْ فِي الْمَشْيِ، وَقَالَ: يَأْتُوكَ وَإِنْ كَانُوا يَأْتُونَ الْبَيْتَ لِأَنَّ مَنْ أَتَى الْكَعْبَةَ حَاجًّا فَقَدْ أَتَى إِبْرَاهِيمَ، لِأَنَّهُ أَجَابَ نِدَاءَهُ "[2]... ومن لم يتيسر لهم الحج من المسلمين هذا العام فإن أفئدتهم تهوى وتخفق نحو هذه البقاع، وتشرئب أنظارها إليها، تحقيقاً لدعوة الخليل الخالدة -عليه السلام- ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [ابراهيم: 37]، والتي تتحقق منذ ذلك الحين إلي وقتنا هذا! فنراها في الرغبة العارمة في حج بيت الله الحرام من قبل الصغار قبل الكبار! ولنا في ماليزيا خير شاهد على هذا الشوق المصحوب بالعمل من أجل أداء فريضة الحج! فلقد كان المسلمون في ماليزيا يدخرون الأموال لأداء فريضة الحج إما بطرق تقليدية (كتجميعها وإخفائها في الوسائد، أو تحت البلاط، أو في أوعية فخارية مدفونة) وإما عن طريق شراء الأراضي والمواشي التي يبيعونها فيما بعد إذا حان وقت أداء الفريضة. وكانوا يلجأون لهذه الطرق حرصا منهم على تنقية مدخراتهم من شائبة الربا لعدم وجود بدائل أخرى أمامهم. لكن كثيرا ما كان الحال ينتهي بهؤلاء بعد العودة من الحج إلى متاعب اقتصادية وعدم استقرار معيشي بسبب استغراق هذه الرحلة كامل مدخراتهم وأملاكهم. وإزاء هذا الوضع الذي كان يتنافى مع مقاصد الشريعة، ينهض رجل من مسلمي ماليزيا المتخصصين في الاقتصاد الريفي في جامعة الملايا، ويقدم عام 1958 بحثاً إلى الحكومة يقترح فيه إنشاء مؤسسة ادخارية تمكن الحجاج من أداء الفريضة بيسر بحيث لا يحتاج فيه الحاج إلى بيع كل ما يملك. ذلكم كان الأستاذ أونكو عبد العزيز. ولعل قصة هذا الرجل تذكرنا بقصة نجاح رجل بنجلادش محمد يونس، الذي خدم مجتمعه بفكرة بنك الفقراء، ورفع اسم بلاده عاليا من خلال فكرة فذة وصادقة. بعد خمس سنوات من تقديم أونكو عبد العزيز فكرته، بدأت هذه المؤسسة الادخارية عملها في أواخر عام 1963. ويمضي الزمان بها لتصبح اليوم إحدى المؤسسات المالية الراسخة والقوية في الاقتصاد الماليزي، بل الفريدة من نوعها في العالم.. ألا وهي (هيئة صندوق ادخار وشؤون الحجاج في ماليزيا)[3]. 2- فرص للمحرومين: وكعادة الإسلام في تشريعاته فإنه (يفتح) لعباده من العبادات والخير ما يعوضهم عن بعض ما (يفوتهم) من الخير والعبادات والتي تتطلب قدراً من (الإستطاعة) المادية أو البدنية. ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: " أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ»[4]. فالأول وهلة قد يظن البعض من هذا الحديث أن ثمة (صراع) بين الفقراء والأغنياء! الأمر الذي سيتطلب بعده (ثورة) من الفقراء على الأغنياء! ثم تنتصر (البروليتاريا) أي الطبقة الكادحة التي سوف تحكم العالم أجمع، ويكون الفردوس الذي يحلم به الناس جميعاً، كل بحسب طاقته، ولكل بحسب كفايته كما زعمت الشيوعية !! ولكن حقيقة الأمر مختلفة تماماً! ففي المجتمع الإسلامي تسود حالة من (التنافسية) على الدرجات العلى من الجنة! وهو موضع سؤال فقراء المهاجرين (ذهب أهل الدثور بالأجور). فالغني والفقير كليهما يُمتحن بالمال! الأول يمُتحن بكثرته والثاني يمُتحن بقلته، وكل بحسب طاقته ووسعه. فهنا (وَّسع) النبي صلى الله عليه وسلم من مفهوم الصدقة ليشمل الصدقة بالعمل الصالح. فمن فاتته الصدقة بالمال، فهناك الصدقة بالأعمال الصالحة، كالأذكار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل وفي قضاء الإنسان شهوته بنيَّة صالحة يكون صدقة منه على نفسه وعلى غيره. والآن.. إذا فاتك المكان فلا يفوتك الزمان! فإذا فاتك المكان (الحج في مكة) فلا يفوتك الزمان (العشر الأول من ذي الحجة). 3- الفضائل العشر للأيام العشر: 1- أفضل أيام العام: روى أبوداود عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. فهذه دعوة نبوية (للمحرومين) من الحج.. بأن يقبلوا على الأعمال الصالحة كما يقبل عليها حجاج بيت الله الحرام. وصدق من قال: من فاته الوقوف بعرفة.. فليتقرب إلى الله الذي عرفه. إن لم تطف بالبيت لأنه عنك بعيد... فلتقصد رب البيت فإنه أقرب إليك من حبل الوريد. وإن لم تسعَ بين الصفا والمروة... فلتسع في الخير أينما تجده. وإن لم ترجم إبليس بالجمرات... فلترجمه بفعل الخيرات وترك المنكرات. وإن لم تذبح هديك بمنى... فلتذبح هواك فتبلغ المنى. 2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]. وقال تعالى ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: 203]. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:" وذكر ابن عباس: أن الأيام المعلومات المذكورة في سورة الحج هي أيام العشر، والأيام المعدودات المذكورة في سورة البقرة هي أيام التشريق. وفي كل منهما اختلاف بين العلماء: فأما المعلومات: 1) فقد روي عن ابن عباس، أنها أيام عشر ذي الحجة، كما حكاه عنه البخاري. وروي - أيضاً - عن ابن عمر، وعن عطاء والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة. وهو قول أبي حنيفة والشافعي وأحمد - في المشهور، عنه. 2) وقالت طائفة: الأيام المعلومات: يوم النحر ويومان بعده، روي عن ابن عمر وغيره من السلف. وقالوا: هي أيام الذبح. وروي - أيضاً - عن علي وابن عباس، وعن عطاء الخراساني والنخعي وهو قول مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد - في رواية عنه. ومن قال: أيام الذبح أربعة، قال: هي يوم النحر وثلاثة أيام بعده. وقد روي عن أبي موسى الأشعري، أنه قال - في خطبته يوم النحر -: هذا يوم الحج الأكبر، وهذه الأيام المعلومات التسعة التي ذكر الله في القرآن، لا يرد فيهن الدعاء، هذا يوم الحج الأكبر، وما بعده من الثلاثة اللائي ذكر الله الأيام المعدودات، لا يرد فيهن الدعاء. وهؤلاء جعلوا ذكر الله فيها هو ذكره على الذبائح. 3) وروي عن محمد بن كعب، أن المعلومات أيام التشريق خاصة. والقول الأول أصح؛ فان الله سبحانه وتعالى قالَ - بعد ذكره في هذه الأيام المعلومات: ﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ [الحج:29]. والتفث: هو ما يصيب الحاج من الشعث والغبار. وقضاؤه: إكماله. وذلك يحصل يوم النحر بالتحلل فيه من الإحرام، فقد جعل ذلك بعد ذكره في الأيام المعلومات، فدل على أن الأيام المعلومات قبل يوم النحر الذي يقضى فيه التفث ويطوف فيه بالبيت العتيق. والتطوف بالبيت العتيق، والقران يدل على أن الذكر فيها قبل ذلك. فلو كانت الأيام المعلومات أيام الذبح لكان الذكر فيها بعد قضاء التفث ووفاء النذور والتطوف بالبيت العتيق، والقران يدل على أن الذكر فيها قبل ذلك"[5]. 3- أنها الأيام المتممات: قال تعالى: ﴿ وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 142]. قال الزمخشري: "وروى أن موسى عليه السلام وعد بنى إسرائيل وهو بمصر إن أهلك الله عدوّهم، أتاهم بكتاب من عند الله فيه بيان ما يأتون وما يذرون، فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب، فأمره بصوم ثلاثين يوماً وهو شهر ذى القعدة، فلما أتم الثلاثين أنكر خلوف فيه فتسوك، فقالت الملائكة: كنا نشم من فيك رائحة المسك فأفسدته بالسواك. وقيل: أوحى الله تعالى إليه أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك، فأمره الله تعالى أن يزيد عليها عشرة أيام من ذى الحجة لذلك. وقيل: أمره الله أن يصوم ثلاثين يوماً، وأن يعمل فيها بما يقرّبه من الله ثم أنزلت عليه التوراة في العشر وكلم فيها. ولقد أجمل ذكر الأربعين في سورة البقرة، وفصلها هاهنا. ومِيقاتُ رَبِّهِ ما وقته له من الوقت وضربه له. وأَرْبَعِينَ لَيْلَةً نصب على الحال أى تمَّ بالغاً هذا العدد. وهارُونَ عطف بيان لأخيه. وقرئ بالضم على النداء اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي كن خليفتي فيهم وَأَصْلِحْ وكن مصلحاً. أو أصلح ما يجب أن يصلح من أمور بنى إسرائيل، ومن دعاك منهم إلى الإفساد فلا تتبعه ولا تطعه"[6]. وقال الشوكاني: "هَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا كَرَّمَ اللَّهُ بِهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَشَرَّفَهُ. وَالثَلَاثِينَ: هِيَ ذُو الْقَعْدَةِ وَالْعَشْرُ هِيَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ، ضَرَبَ اللَّهُ هَذِهِ الْمُدَّةَ مَوْعِدًا لِمُنَاجَاةِ مُوسَى وَمُكَالَمَتِهِ، قِيلَ: وَكَانَ التَّكْلِيمُ فِي يَوْمِ النَّحْرِ، وَالْفَائِدَةُ فِي فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً مَعَ الْعِلْمِ بِأَنَّ الثَلَاثِينَ وَالْعَشْرَ أَرْبَعُونَ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّ الْمُرَادَ أَتْمَمْنَا الثَلَاثِينَ بِعَشْرٍ منها، فبين أن العشر غير الثلاثين، وأربعون لَيْلَةً مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ، أَيْ: فَتَمَّ حَالُ كَوْنِهِ بَالِغًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. قَوْلُهُ وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي أَيْ: كُنْ خَلِيفَتِي فِيهِمْ، قَالَ مُوسَى هَذَا لَمَّا أَرَادَ الْمُضِيَّ إِلَى الْمُنَاجَاةِ وَأَصْلِحْ أَمْرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحُسْنِ سِيَاسَتِهِمْ وَالرِّفْقِ بِهِمْ وَتَفَقُّدِ أَحْوَالِهِمْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ أَيْ: لَا تَسْلُكُ سَبِيلَ الْعَاصِينَ وَلَا تَكُنْ عَوْنًا لِلظَّالِمِينَ. وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَواعَدْنا مُوسى الْآيَةَ قَالَ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَأَخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ مِثْلَهُ. وَأَخْرَجَ ابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْآيَةِ قَالَ: إِنَّ مُوسَى قَالَ لِقَوْمِهِ: إِنَّ رَبِّي وَعَدَنِي ثَلَاثِينَ لَيْلَةً أَنْ أَلْقَاهُ وَأَخْلُفَ هَارُونَ فِيكُمْ، فَلَمَّا فَصَلَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ زَادَهُ اللَّهُ عَشْرًا، فَكَانَتْ فِتْنَتُهُمْ فِي العشر الذي زَادَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَى ثَلَاثُونَ لَيْلَةً كَانَ السَّامِرِيُّ قَدْ أَبْصَرَ جِبْرِيلَ، فَأَخَذَ مِنْ أَثَرِ الْفَرَسِ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ السامريّ"[7]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |