الأمثال القرآنية المضروبة لتوحيد العبادة وما يضاده من الشرك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1124 - عددالزوار : 129822 )           »          الصلاة مع المنفرد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاكتفاء بقراءة سورة الإخلاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أصول العقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام يبيح مؤاكلة أهل الكتاب ومصاهرتهم وحمايتهم من أي اعتداء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تحريم الاعتماد على الأسباب وحدها مع أمر الشرع بفعلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3097 - عددالزوار : 369995 )           »          وليس من الضروري كذلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          محرومون من خيرات الحرمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-01-2020, 06:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,797
الدولة : Egypt
افتراضي الأمثال القرآنية المضروبة لتوحيد العبادة وما يضاده من الشرك

ملخص الرسالة


الأمثال القرآنية


المضروبة لتوحيد العبادة وما يضاده من الشرك

إبراهيم بن عبدالله الجربوع




المقدمة:
إن الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أَمَّا بَعْدُ:
فإن خيرَ الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.

ثم إنه من المعلوم أن الله - تبارك وتعالى - خلق الخلق لعبادته وحده دون ما سواه، وأرسل الرسل لتحقيق تلك الغاية؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وأنزل إليهم الكتب؛ لئلاَّ يتوجه المَرْءُ بطاعته وعبادته إلا لمولاه، حبًّا وخضوعًا وانقيادًا، "فأصل الدِّين وقاعدتُه يتضمن أن يكونَ اللهُ هو المعبودَ، الذي تحبُّه القلوبُ وتخشاه، ولا يكون لها إلهٌ سواه، والإلهُ: ما تَأْلَهُه القلوب بالمحبة والتعظيم، والرجاء والخوف، والإجلال والإعظام، ونحوِ ذلك، والله سبحانه أرسَلَ الرسل بأنه لا إله إلا هو، فتخلو القلوبُ عن محبةِ ما سواه بمحبتِه، وعن رجاء ما سواه برجائِه، وعن سؤالِ ما سواه بسؤاله، وعن العمل لما سواه بالعمل له، وعن الاستعانة بما سواه بالاستعانةِ به"[1].

ومن الأساليبِ العظيمة التي تضمَّنها كتابُ الله العزيز بيانًا للتوحيد، وتحذيرًا من الشرك:
أسلوبُ ضربِ الأمثال التي تُخاطِب العقول لتجلية الحسن وتشبيهه بأحسن التشبيهات، والتَّنْفيرِ من القبيح وتشبيهِه بأقبحِ التشبيهات؛ لتُدرِكَ القلوبُ الواعيةُ ذلك البَوْنَ الشاسعَ بين الأمرين، والفرقَ الواسع بين الحالَيْنِ والضدَّيْن.

ولما كانت الأمثال وضربُها من الأهمية بمكانٍ في أوساطِ الأساليبِ البلاغيَّة، فهي من أقوى الأساليبِ في تقريبِ المعاني وإبرازِها، وسرعةِ تفهيمِ المخاطَبِ وإيصالِ المعنى المرادِ له؛ فقد اعتَنَى بها كتابُ الله أيَّما عنايةٍ، قال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴾ [الروم: 58].

"فالأمثالُ جزءٌ من البيان الإلهيِّ، تُسهِمُ في إبراز الحقائقِ الإيمانيَّة من خلال أسلوبِها المتميِّز الفعَّالِ في تشخيصِ الحقائق والإقناع، والفصلِ عند الاشتباهِ والخلاف، وخاصة قضايا الإيمانِ التي وقَعَ فيها الخلافُ؛ كالأصولِ التي ينبني عليها الإيمانُ بالله، وأسباب الهدَى والضلال، وتوحيد الألوهيَّة وما يُضادُّه من الشركِ، والبعث بعد الموت، وحقيقة الأنبياء والأولياء، وأن ليس لهم ولا فيهم من خصائص الألوهيَّة شيء، وحال الدنيا وسرعة زوالها، وسوء عاقبةِ الاغترار بها، ونحو ذلك من القضايا الهامة"[2].

أسبابُ اختيار الموضوع:
وقد يسَّر الله بمنِّه وكرَمِه أن درَسْتُ في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبويَّة، وواصَلْتُ الدراسةَ في مرحلة الماجستير بقسمِ العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين، وبما أن مَن التَحَقَ بهذه المرحلة يَلزَمُه أن يقدِّم بحثًا في جانبٍ من جوانب العقيدة، فقد وقَع اختياري على هذا الموضوع: "الأمثال القرآنية المضروبة لتوحيد العبادة وما يُضادُّه من الشرك"؛ لما له من الأهميَّة البالغة، التي سأَذكرُ شيئًا منها في الفقرةِ التالية.

أهميَّةُ الموضوع:
لهذا الموضوع أهميَّةٌ كبرَى، وفائدةٌ عُظْمَى، تتجلَّى في عدة أوجه، أهمُّها:
1- يَستَقي هذا الموضوع أهميَّتَه من أهميَّة الكتاب العزيز؛ حيث إنه يبيِّنُ أسلوبًا من أساليبِه، ويوضِّحُ معانيَ بعضِ آياته.

2- كما تتجلَّى أهميتُه من جهةِ تعلُّقِه بأشرفِ العلومِ: توحيدِ اللهِ عز وجل، فهذا البحثُ يتعلَّقُ ببيانِ توحيدِ العبادةِ، من خلال أسلوبٍ من أساليبِ بيانِه استخدَمَها القرآن الكريم.

قال الشيخ سليمان بن عبدالله - رحمه الله[3] -: "وقد أفصَحَ القرآنُ عن هذا النوع كلَّ الإفصاح، وأبْدَى فيه وأعاد، وضرَبَ لذلك الأمثال، بحيث إن كلَّ سورة في القرآن ففيها الدَّلالة على هذا التوحيد، ويسمى هذا النوع: توحيدَ الإلهيَّة؛ لأنه مبنيٌّ على إخلاصِ التَّأَلُّه - وهو أشدُّ المحبة - لله وحدَه"[4].

3- ومما يؤكِّد على أهميَّة هذا الموضوع أنه يُعنَى بأسلوبٍ طالما اعتَنَى به العربُ؛ لما له من أثرٍ في إيضاحِ المعاني، وتقريبِها في ذهن السامع؛ مما يؤدِّي إلى سرعة الفَهم، ووضوحِ الأمر، هذا الأسلوب هو أسلوبُ ضربِ الأمثال.

قال الماوردِيُّ - رحمه الله[5] -: "وللأمثالِ من الكلام موقعٌ في الأسماع، وتأثيرٌ في القلوب، لا يَكادُ الكلامُ المرسل يبلُغُ مَبلغَها، ولا يؤثِّرُ تأثيرَها؛ لأن المعانيَ بها لائحة، والشواهدَ بها واضحة، والنفوسَ بها وامقة، والقلوبَ بها واثقة، والعقولَ لها موافِقة؛ فلذلك ضرب الله الأمثال في كتابه العزيز، وجعلَها من دلائل رسلِه، وأوضَحَ بها الحُجَّةَ على خلقه؛ لأنها في العقول معقولة، وفي القلوب مقبولة"[6].

4- ومما يزيد الأمرَ أهميَّة: أن الله - عز وجل - قد امتَدَح مَن عقَلَ الأمثال الواردة في كتابه الكريم، قال - جل شأنه -: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 43].

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله[7] -: "وهذا مدحٌ للأمثال التي يضرِبُها، وحثٌّ على تدبُّرِها وتعقُّلِها، وأنه عنوانٌ على أنه من أهل العلم، فعَلِمَ أن من لم يَعْقِلْها ليس من العالمين"[8].

5- أن قسمَ العقيدة بالجامعة الإسلامية سبَقَ وأن سُجِّلَتْ فيه عدَّةُ دراساتٍ مختَصَّةٍ بالأمثالِ المتعلِّقة بأركان الإيمان الستة، وقد بدَأَ هذا المشروع المبارك فضيلة الدكتور/ عبدالله بن عبدالرحمن الجربوع - حفظه الله - فكان بحثُه لمرحلةِ الدكتوراه في الأمثال القرآنية المتعلِّقة بالركن الأول من أركان الإيمان الستة، وفي ختام البحث أوصَى بالكتابة في خمسة موضوعات، وهي:
أولاً: الأمثالُ القرآنيَّة المضروبة لتوحيد العبادة وما يُضادُّه من الشرك، وهو الموضوع الذي تناولتْه هذه الدراسة.
ثانيًا: الأمثال القرآنيَّة المضروبة لكتُبِ اللهِ، ويدخُلُ فيها أمثالُ العلم.
ثالثًا: الأمثال المضروبة للرسل.
رابعًا: الأمثال المضروبة لليوم الآخر.
خامسًا: الأمثال المضروبة للدنيا وسرعة زوالها.

وموضوعُ هذا البحث مرتبِطٌ بأهم هذه الأمثال، وواسطة عِقْدِها؛ وذلك لأن الله تعالى ضرَبَها لتعظيم شأنِ حقِّه تعالى، والتحذيرِ من الإخلالِ به.

وببحثه على منهج البحوث السابقة، نكون قد استَكْمَلنا دراسةَ هذه السلسلة المباركة.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 124.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 122.29 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.38%)]