|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة سليمان بن جاسر بن عبدالكريم الجاسر يستحب في هذه العشر الإكثار من العبادة، فالعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فعلى كل مسلم بلغه الله- عز وجل - هذه العشر أن يحمد الله- عز وجل - على بلوغها، وهو صحيح معافًى، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»[1]. فإن أيامها معدودة، ما أسرع ذهابها، فالموفق من سارع إلى ما عند الله - عز وجل -. وكما قال الإمام أحمد - رحمه الله -: «الدنيا ساعة فاجعلها طاعة». ولا تنحصر الأعمال الصالحة في العبادة القاصرة على نفس العبد، وإنما المتعدية للغير. فمن الأعمال الصالحة والتي ينبغي للإنسان أن يحرص عليها في هذه العشر ما يلي: الإخلاص: فأول عملٍ يجب على الإنسان أن يستحضره هو إخلاص النية لله - عز وجل - في جميع عباداته، وأن لا ينوي بعبادته إلا وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة. وهذا هو الذي أمر به الله - عز وجل - في قوله: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]؛ أي: مخلصين له العمل. وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 18 - 19]. فالإخلاص لله - عز وجل - شرط لقبول أي عملٍ من الأعمال التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه ﻷ؛ ولذلك حرصنا على التذكير به ونحن مقبلون على هذا الموسم المبارك لنجدد النية ونخلصها لرب البرية؛ لأنه تبارك وتعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا وابتغى به وجهه سبحانه وتعالى؛ كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»[2]. ولنحذر مما حذر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا وهو الرياء، ففي صحيح البخاري من حديث جندب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من سمَّع سمَّع الله به، ومن يُرائي يُرائي الله به»[3]. نسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في الأقوال والأفعال والأحوال إنه ولي ذلك والقادر عليه. بر الوالدين: وهو من أهم الأعمال التي يجب على المسلم القيام بها، حيث جاء الأمر به بعد الأمر بالتوحيد في قول الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. وبر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله كما جاء في الصحيحين[4] من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها»، قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين»، قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». فلنحرص على بر الوالدين ولندخل السرور عليهما، ولنتذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر: أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة»[5]. فعلينا برهما إن كان أحياءً أو أمواتًا، فإن كانا أحياءً فبرهما بالإحسان إليهما وطاعتهما وإدخال السرور عليهما وخدمتهما والسعي في نيل رضاهما، فحقهما كبير وأجرهما عظيم، وإن كانا أمواتًا فالدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، والصدقة عنهما. صلة الأرحام: ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله»[6] متفق عليه. فليحرص المسلم على صلة أرحامه وإن قاطعوه لما جاء في صحيح البخاري - رحمه الله تعالى - من حديث عبدالله بن عمرو ابن العاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها»[7]. إصلاح ذات البين: وهو من الأمور الهامة التي حض عليها شرعنا الحنيف، فينبغي للإنسان أن يحرص على مصالحة الجميع ونسيان الخصومات في هذه الأيام فضلًا عن غيرها؛ لما ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبدلا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا! أنظروا هذين حتى يصطلحا»[8]. وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي أيوب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»[9]. كذلك ينبغي عليه أن يسعى في الإصلاح بين الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، وأجره عظيم عند الله تبارك وتعالى. قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10]. وفي الصحيحين من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط- رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فينمي خيرًا أو يقول خيرًا»[10] متفق عليه. البعد عن المحرمات: أن نبتعد كل البعد عن كل ما حرم الله تعالى علينا، مصداقًا لما ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «ما أمرتكم به فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا»[11]. وأن نبتعد أيضًا عن الشبهات لأنها ذريعة إلى الوقوع في المحرمات، لما ثبت في الصحيحين[12]، من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه. ألا وإن لكل ملكٍ حمًى. ألا وإن حمى الله محارمُهُ، ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب». ومن الحرام البين كبائر الذنوب ومنها: 1- ترك الصلاة أو تأخيرها عن وقتها: قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]. وقال سبحانه: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]. ولما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تحذيره من ترك الصلاة كما في حديث جابر- رضي الله عنه -: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»[13]. ولما ثبت عن بريدة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»[14]. قال عبدالله بن شقيق: «كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة»[15]. وقال عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه -: «من سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهنّ، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنهنَّ من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سُنَّة نبيكم، ولو تركتم سُنَّة نبيكم لضللتم، وما من رجلٍ يتطهر فيُحسن الطُّهُور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلفُ عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتَى به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصَّف»[16]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |