تدبر معاني حروف الجر في القرآن الكريم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5430 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8159 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1214 - عددالزوار : 134318 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير > هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن
التسجيل التعليمـــات التقويم

هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-09-2019, 06:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,947
الدولة : Egypt
افتراضي تدبر معاني حروف الجر في القرآن الكريم

تدبر معاني حروف الجر في القرآن الكريم (١) وأصلح لي في ذريتي



عواطف حمود العميري



حروف المعاني، ذلك العالم الساحر، باب لطيف نوعه، دقيق علمه، تتغير به المعاني؛ فيجعل من القاصي البعيد دانيًا، بأبهى صورة وأيسر وسيلة.

ومنها حروف الجر، فهي على ضآلتها ولطف بنيتها، تأبى إلا أن تزهر في غيرها، وتكسو بظلالها من خلفها، فتجدها تقطع لك المسافات، وتجلب المعاني الكثيرات، بأناقة وبلاغة، من غير حشو ولا إطالة، ولنا معها وقفات، نسأل الله التيسير والإعانة، مع رضًا وقبول منه جل جلاله.

جاء دعاء عظيم في سورة الأحقاف منه قوله تعالى: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]؛ حيث توسط حرفي الجر الدعاء، ففيمَ أفاد ذلك؟
قال ابن عاشور[1] رحمه الله تعالى: "واللام في ﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾ [الأحقاف: 15] لام العلة[2]؛ أي: أصلح في ذريتي لأجلي ومنفعتي؛ كقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1]، ونكتة زيادة هذا في الدعاء أنه بعد أن أشار إلى نعم الله عليه وعلى والديه، تعرَّض إلى نفحات الله، فسأله إصلاح ذريته، وعرَّض بأن إصلاحهم لفائدته، وهذا تمهيد لبساط الإجابة كأنه يقول: كما ابتدأتني بنعمتك وابتدأت والدي بنعمتك ومتعتهما بتوفيقي إلى برهما، كمِّل إنعامك بإصلاح ذريتي، فإن إصلاحهم لي، وهذه ترقيات بديعة في درجات القرب"؛ ا. هـ.

﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾ [الأحقاف: 15]؛ أي: يا رب أصلحهم لأجلي ولأجل مصلحتي؛ كي أسعد في الدنيا والآخرة ويسعدوا، فيظهر هنا افتقارك الشديد لله عز وجل لكل حسنة تصب في ميزانك، وهذا الافتقار يحبه الله؛ لأنه يدل على اعترافك بفقرك وغناه، وعلى ذل العبد بين يدي مولاه، وهذا من أسباب إجابة الدعاء، فلا يكون الداعي كالمستغني بعمله الواثق من قبوله، بل هو يطرق كل باب ويبتغي كل وسيلة، ولولا حرف اللام، ما اشتمل الدعاء على هذه المعاني، ولاقتصر الدعاء على معنى سؤال الله صلاح الذرية بمعزل عن حاجتك وفقرك.

فلأجل فقري وذلي[3] أصلحهم لي يا ربي فينفعوني؛ فإن الولد الصالح ينفع والده في حياته، فيبرُّه ويقوم برعاية مصالحه ومتطلباته، بل الأعظم من ذلك أن يعين والده على أمر دينه، سواء بالاستجابة لما يأمره به والداه من طاعة الله، أو بتذكيرهم ونصحهم والسعي في زيادة صلاحهم، وكذلك ينفع والده بعد موته، ليس فقط بالدعاء له، ولكن إذا كان الوالد سببًا في صلاح ولده، فإن كل عمل صالح يقوم به هذا الولد يصب في ميزان والده، الذي كان سببًا في صلاح ولده، سواء كان الأم أو الأب أو هما معًا.

ومن سعي الآباء والأمهات لصلاح أولادهم هذا الدعاء، فرجع نفع هذا الدعاء على داعيه في الحال والمآل.

فتأمل أيها القارئ كيف جمع هذا الحرف (لي) كل هذه المنافع والمصالح، وظهور الذل والافتقار، بأيسر طريقة وأوجز صورة.

ولما كان صلاح الولد مهمًّا لهذه الدرجة، جاء الحرف الثاني (في): ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]:
قال ابن عاشور رحمه الله عنه:
ومعنى ظرفية[4] ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]: أن ذريته نزلت منزلة الظرف، يستقر فيه ما هو به الإصلاح ويحتوي عليه، وهو يفيد تمكن الإصلاح من الذرية وتغلغله فيهم، ونظيره في الظرفية قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ﴾ [الزخرف: 28].ا.هـ.

فلا يُحوَّل عنهم الصلاح ولا يزول ما بقي لي نسل، حتى أراهم قرة عين لي في حياتي وفي ميزاني بعد مماتي، فسبحان الله ما أعظم أدعية القرآن على إيجازها!

وقفنا مع حرفين دون التعرض للكلمتين، فما ظنك بالدعاء كاملًا، قال الله تعالى:
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]، هذا، والله تعالى أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.




[1] العلامة المفسر محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور، ولد في تونس سنة (1296) هـ، الموافق (1879)م، من أعلام المفسرين المعاصرين، سُمي تفسيره اختصارًا بـ"التحرير والتنوير"، وهو تفسير قيم، أمضى في تفسيره قرابة الأربعين عامًا، وقد اشتمل على كثير من الفوائد واللطائف والتحريرات، مع الحرص على تلمس الحِكم من الأحكام والتشريعات، والإكثار من النقول عن الأئمة والعلماء في شتى العلوم؛ سواء كانت شرعية، أو لغوية، أو بلاغية، أو غيرها من فروع العلم، لكن الشيخ رحمه الله عقيدته أشعرية في الأصول، وربما خالف أصحابه الأشاعرة في بعض المسائل، أو بعض التقريرات؛ فقد كان عالِمًا كبيرًا، محققًا مجتهدًا، ينفرد ببعض التحقيقات، ويُورد بعض انتقادات على ما يقرره أصحابه أو بعضهم.



[2] جاء في "الجنى الداني في حروف المعاني" لابن أم قاسم المرادي رحمه الله تعالى:
"اللام الجارة، ولها معانٍ كثيرة، وقد جمعت لها - من كلام النحويين - ثلاثين قسمًا، فأذكرها كما ذكروها، وأشير إلى التحقيق في ذلك:
الأول: الاختصاص: نحو: الجنة للمؤمنين، ولم يذكر الزمخشري في مفصله غيره، قيل: وهو أصل معانيها.
الثاني: الاستحقاق: نحو: النار للكافرين، قال بعضهم: وهو معناها العام؛ لأنه لا يفارقها.
الثالث: الملك، نحو: المال لزيد، وقد جعله بعضهم أصل معانيها، والظاهر أن أصل معانيها الاختصاص، وأما الملك فهو نوع من أنواع الاختصاص، وهو أقوى أنواعه، وكذلك الاستحقاق؛ لأن من استحق شيئًا فقد حصل له به نوع اختصاص"، وأردف لهذا معاني حتى أوصلها للثلاثين رحمه الله تعالى، ثم ختم الباب بتنبيه:
"التحقيق أن معنى اللام في الأصل هو الاختصاص، وهو معنى لا يفارقها، وقد يصحبه معان أخر، وإذا تؤملت سائر المعاني المذكورة وُجدت راجعة إلى الاختصاص، وأنواع الاختصاص متعددة، ألا ترى أن من معانيها المشهورة التعليل؟ قال بعضهم: وهو راجع إلى معنى الاختصاص؛ لأنك إذا قلت: جئتك للإكرام، دلت اللام على أن مجيئك مختص بالإكرام؛ إذ كان الإكرام سببه، دون غيره، فتأمل ذلك، والله أعلم"؛ ا.هـ.




[3] والفقر والذل للمولى جل جلاله وصفان لا ينفكان عن العبد؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والفقْرُ لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبدًا *** كما الغِنى أبدًا وصفٌ له ذاتي



[4] في: حرف جر، وله تسعة معان: الأول: الظرفية، وهي الأصل فيه، ولا يثبت البصريون غيره، وتكون للظرفية حقيقة نحو: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، ومجازًا نحو: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ ﴾ [البقرة: 179]؛ (الجنى الداني في حروف المعاني).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 21-12-2021 الساعة 08:03 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 154.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 152.46 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (1.14%)]