حين تتلاقح الثقافات.. القوامة لمن؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 547 - عددالزوار : 23910 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5398 )           »          حدث في الثامن من ذي القعدة 669 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          كيف نحصن شبابنا من الآراء الشاذة؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9634 )           »          الفرع الأول: أحكام اجتناب النجاسات، وحملها والاتصال بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          من قام من نومه فوجد بللًا في ثوبه هل يجب عليه الغسل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          تفسير سورة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-04-2019, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,678
الدولة : Egypt
افتراضي حين تتلاقح الثقافات.. القوامة لمن؟

حين تتلاقح الثقافات.. القوامة لمن؟



من القواعد التاريخية التي نحفظها أنَّ التغيّر السياسي سهل وسريع، فلحظة واحدة تقلب نظام دولة من حال إلى حال، ومن تجمُّع إلى تفكك،ومن تفكك إلى وحدة، ومن نمط سياسي إلى آخر.
أمَّا التغير الاجتماعي، فهو من أبطأ أنواع التغيُّرات، ذلك أنَّه ليس من السهل على المجتمعات البشرية أن تغادر عادات أو تقاليد توارثتها ونشأت في رحابها، فتتغيّر الأنظمة السياسية وتبقى الأنظمة الاجتماعية بطيئة في حركتها، ما لم تأت قوة محفِّزة تسارع في خطاها وتدفعها دفعاً نحو التبدّل.
هذا هو الملاحظ، أو هذه هي القاعدة التاريخية التي درسناها، وتطبيقاً على ذلك: حين كانت وسائل الاتصال بدائية وبسيطة، حينها كانت المجتمعات تستطيع بسهولة أن تحافظ على بكارة مواردها الثقافية، حين ذاك كانت العادات والتقاليد والأعراف ثابتة أو شبه ثابتة.
وفي هذا الزمن الذي ازدادت فيه وسائل الاتصالات سرعة ونمواً وتنوعاً، لم يعد من السهل على مجتمع أن يحافظ على ثبات أعرافه وعاداته، فقد أصبح تلاقح الثقافات شائعاً ومؤكداً، وأصبح من الصعب على مجتمع أن يدّعي استقلالية أنماطه الاجتماعية حقيقة، قد يكون من محال التلاقح الثقافي بين المجتمعات تلاقح كامل تذوب فيه ثقافة في ثقافة أخرى، ولا يبقى من شخصيتها إلاَّ رسوم وأطلال تحكي قصّة ثقافة بادت وحضارة سادت، وقد يكون الاندماج جزئياً حين تتمسّك الأمم بشيء من عاداتها وترتخي يدها عن جزء آخر، لكنّ هذا الاندماج الجزئي سرعان ما يسري ليقضي على الجزء الآخر إذا لم تتوفّر عناصر قوة تحافظ على ما بقي.
ما فات ذكره قاعدة تاريخية وواقع ملموس ومشاهد، لكنّ الأمر الغائب هو أين موقع ثقافتنا في منظومة الثقافات المتعددة.. والتي بدأ تعدُّدها يقلّ باندماجاتها المختلفة؟
هل سيحلّ على ثقافتنا ما حلّ على غيرها من اندثار وغياب عن ساحة الحضارة العالمية؟
هل ستمضي التأثيرات قدماً تأكل من جماليات ثقافتنا؟
هل ستنحت رياح التغيّرات في ثقافتنا فتسلبها أصالتها وتفقد روحها المعنوية وتأثيراتها على حضارات الآخرين؟
هل سنسلّم نحن بأيدينا ثقافتنا للثقافة الأخرى حين نركب موجة التبديل والتغيير فتفقد ثقافتنا روحها ويُعلن عن دخولها في غيبوبة لا يعلم متى نصحو منها؟!
وتبعاً لما مضى كلّه، علينا أن ندرك أنَّ الثقافات والحضارات لا تستطيع أن تحافظ على وحدتها العضوية في زمن القرية الواحدة، وهذه حقيقة نسبية.
ونعلم أنَّ شتات الأمم وتفرّقها وقوّتها ووحدتها تبدأ من أصالة ثقافتها.
ونعلم أنَّ في هذا الزمن الذي يحسب فيه التبدّل والتغيّر بالساعات وليس بالأجيال، أنَّ ذلك كلّه يسير في سباق محموم بهدف فرض الثقافات أو سيادتها أو هيمنتها، فأين مكاننا نحن من ذلك؟
حين تندمج الثقافات وتتلاقح لماذا لا تكون القوامة إسلامية.. إسلامية؟
وهي لن تكون إلاَّ إذا:
تمسّكنا بالثوابت وأدركنا أنَّها ليست مجالاً للتغيير والتبديل واستلهام تجارب الآخرين، فأصالتها لا مجال للعبث به.
.. إذا أدركنا أنَّ الشعوب الأقوى هي من تفرض حضارتها، وأنَّ الشعوب الأضعف هي من تستقي ممارسات الآخرين وتجاربهم حسنها وسيئها، إذ تمارس دون وعي أو غربلة.
.. إنَّ خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، قاعدة رياضية يعلمها الرياضيون، وهي قاعدة حضارية، فالحضارة الأقوى هي الأغلب، والحضارة التي لا تفرض نفسها عرضة للاندثار والموت.
ولهذا كلّه من الممكن لثقافتنا أن تنال شرف القوامة على الثقافات الأخرى، إذا أحسنّا عرضها بدءاً من تمسكنا بها، ثمّ تقديمها للمجتمعات الأخرى مركِّزين على سلامة أهدافها ونقاء منبتها وأصالة وجودها وتكمّل مطالبها.
إذا عرضناها ، على هذا العالم المستغرق في عادياته حيث العالم الغربي، أو المستغرق في روحانياته الضالة، حيث العالم الوثني البوذي والهندوسي.
أقول: إذا عرضناها بتكاملها، فكم من القلوب العطشى سترتوي منها، وكم من النفوس الظمأى ستستقي منها، حينها إذا تلاقحت الثقافات فالقوامة إسلامية، والعولمة الثقافية إسلامية ـ إن شاء الله بما فضّلها الله على غيرها.

منقول
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.83%)]