تحيّة للمرأة العاملـــــــة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طريقة عمل الفطير الشامى فى البيت بخطوات بسيطة.. دلعى أولادك بطعم حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-02-2019, 04:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,531
الدولة : Egypt
افتراضي تحيّة للمرأة العاملـــــــة

تحيّة للمرأة العاملـــــــة


نُـور الجندلي





تغيبت معلمة الصفّ عن طالباتها في الصّف الأول، وأتت المعلمة المناوبة معتذرة للطالبات قائلة:

- معلمتكن اليوم مريضة، وستعود عندما تتعافى بإذن الله...

رفعت إحدى التلميذات يدها سائلة:

- وهل تمرض المعلمة؟!

لقد عبّرت تلك الصغيرة بتساؤلها عن أفكار كثيرة تدورُ في رأس الصغار عادة. فالمعلمة والطبيبة والممرضة كائنات لا يجدر بهن أن يعانين من ضعف أو مرض، كما أنهن يمتلكن إجاباتٍ لكل الأسئلة التي تخطرُ على البال. إنهن نساء قويات ينجحن في كل شيء، ويعرفن كل الأشياء، ولا يمكن أن يمرضن أو يتعبن.

في الحقيقة ليس الأطفال فقط هم الذين يمتلكون هذه الفكرة، بل الكبار أيضاً. لا أتحدثُ من فراغٍ ههنا، فكم يظلم المجتمع المرأة العاملة من حيث لا يدري.

حولي نماذج كثيرة من النساء العاملات، قد استنزفت قواهن ما بين البيت والوظيفة. تخرج الواحدة منهن من الصباح الباكر إلى عملها، تكدّ وتجتهد وتتعب، لتترك لها بصمةً في الحياة، وتعود منهكة مكدودة، لتتسلم دواماً إضافياً في المنزل، ما بين تنظيف وطهي وغسيل وكيّ. وما إن تنتهي من إطعام عائلتها وجبة الغداء، حتى يحين موعد تدريس الصغار، ومتابعة فروضهم الدراسية، فتتسلم بذلك عملاً آخر أشق من الذي سبقه، تقوم به على أكمل وجه وأتمّه، وتبقى على هذا المنوال حتى تحين ساعة نوم الأطفال، فتقدم لهم وجبة العشاء وتطمئن إلى أنهم قد أغمضوا عيونهم في أسرّتهم، لتتسلم العمل الأخير في يومها، فتتفقد غرف المنزل، ترتيباً وتنظيفاً حتى تُنهك قواها، لتختم يومها باحثة عن الوسادة، مستسلمة لنومٍ عميق.

ذلك مشهدٌ عابرٌ من حياة امرأة عاملة مكافحة، قد اقتطعت من صحّتها وقوّتها وعمرها ووقتها نصيباً كبيراً، لتكون مثالية، لتحظى بالامتياز، وقد استحقته وإن لم يكن أحد ليعترف بذلك. فالمجتمع دائم اللوم لها إن بدا منها تقصيرٌ أو خلل.

إن مرضت فهي تحاولُ جاهدة الضغط على نفسها، والذهاب إلى العمل بجسد واهن، وقوى خائرة، ذلك أن أيام الإجازات محددة لها، والساعات المحددة لتغيبها محدودة، لا يسمح لها بأن تمرض أكثر، ولا أن تتغيب وإن مرض أحد أطفالها. لا يسمح لها إلا بإجازة قصيرة، قد تقضيها في أغلب الأوقات لتقوم بحملة التنظيف السنوية لبيتها.

لقد نجحت في إقناع الجميع بأنها المرأة الحديدية التي لا تُكسر. وهذه القناعة قد دفعت الجميع لأن يثقلوا كاهلها بطلبات مرهقة لها. دون الالتفات إلى الضغوط النفسية والمتاعب البدنية التي تتعرض لها طوال النهار.

إن امرأة كهذه تستحق التقدير والاحترام، وأن تُعان قدر الإمكان في سبيل التقليل من مهامها، ودعمها بما تحتاج إليه حتى تواصل مسيرتها بذات العطاء.

ونحن نرى ونسمع هذه الأيام عن نماذج مؤسفة من نساء بلا هدف، بلا وظيفة، بلا عمل، قد تخلين عن كل مهمة في الحياة، وتفرغن لرعاية نفوسهن المدللة، فما عادت الأم تؤدي دورها، ولا المعلمة تهتم بطالباتها، ولا الطبيبة توفق بين حياتها العملية والخاصة، ووقعنا في أزمة عدم التوافق، واختل ميزان الحياة، وهاهي الأسرُ إلا ما رحم ربي في طريقها للانهيار...

ولاشك بأن مسألة التوفيق بين كل هذه المهام ليست بالسهلة اليسيرة، لكنها مهمة غير مستحيلة، بتنظيم الوقت وتحديد الأولويات، وترك مساحة للترويح عن النفس، والجلوس مع الأسرة، لتوطيد العلاقة وتآلف القلوب، وإن كان ذلك على حساب بعض النجاحات، أو المادة، فكل شيء قد يزول ويتلاشى، إلا المحبة، وما زُرع في القلوب، فهو يبقى حيّا راسخاً.
إنني وأنا أوجه تحية شكرٍ وتقديرٍ للمرأة العاملة، أوجه نداءً لربات البيوت كي يتأملن ذلك الجانب الذي لا يرونه غالباً من حياة النساء العاملات، ولأقول لهن بأن البركة بالعطاء، وبأن لديهن متسعاً بل فائضاً من الوقت ليحققن الأعمال التي تصبو إليها نفوسهن، والنجاحات التي يطمحن إليها، وبأن كل الظروف مواتية لهن ليضعن لهن بصمة في الحياة أيضاً، فلا أعذار بعد اليوم، بل جدّ وعمل...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]