نظام الصيام الغذائي بخفف أعراض أمراض المناعة الذاتية (ومنها الصدفية)

[بسام زيد]

نظام الصيام الغذائي بخفف أعراض أمراض المناعة الذاتية (ومنها الصدفية)

فيونا ماكدونالد 30 أيار / مايو 2016
أظهرت أبحاث جديدة أن اتباع نظام غذائي يشمل فترات صيام يمكن أن تساعد على محاربة أمراض المناعة الذاتية والتي هي مجموعة من الاضطرابات المناعية ، مثل مرض الذئبة والتصلب المتعدد، والتي تحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي للمريض بمهاجمة جسد المريض نفسه.
أجريت الدراسة الأولية على فئران المخبر ، ثم ألحقت هذه الدراسة بدراسة اخرى أجريت على البشر ووجدت أن الوجبة المحدودة السعرات الحرارية كانت أيضا قادره على عكس أعراض مرض التصلب
المتعدد... وفريق البحث متحمس للانتقال بالبحث بسرعة إلى مستوى تتم فيه التجربة على عدد اكبر من الأشخاص.
قال الباحث فالتر لونجو من جامعة جنوب كاليفورنيا : "خلال اتباع نظام الصيام، يتم في الجسم إنتاج كورتيزون الجسم الطبيعي الذي يبدأ عملية قتل خلايا المناعة الذاتية المسؤولة عن المشكلة .. وهذه
العملية ستؤدي أيضا إلى إنتاج خلايا مناعية بديلة صحيحة الاداء"
النظام الغذائي الذي جربه لونغو وفريقه يقوم على خفض السعرات الحرارية المستهلكة إلى نصف قيمتها لمدة ثلاثة أيام من أصل سبعة أسبوعياً .
وبمرور وقت قليل على ابتداء تطبيق هذا النمط على كل من الفئران والبشر .ظهرت علامات مبكرة تدل على أن هذا النظام يمكن أن يساعد على عكس بعض أثار الضرر الناتج بسبب المناعة الذاتية.
وكان الفريق فيما سبق قد عمل طويلاً على قضية الصوم، ففي أبحاثهم في وقت سابق تبين لهم أن الوجبات الغذائية منخفضة السعرات الحرارية لا تخفض الدهون فقط.. بل أيضا تؤدي لأبطاء علامات
الشيخوخة والمرض لدى البشر.
يقول لونغو: كان لدينا تساؤل .. إذا كان الصوم يقتل الكثير من الخلايا المناعية ويفعّل الخلايا الجذعية، فهل من الممكن أن ربما سيقتل الخلايا السيئة وثم تولد بعدها خلايا جيدة جديدة؟".
لاختبار تلك المسألة .. استخدم فريق البحث مجموعة من فئران المخبر مصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، حيث وشعت هذه الفئران لمدة ثلاثة أسابيع على نظام غذائي يحوي فترات صوم ، مما يعني
أنها ستصوم لمدة 9 أيام من أصل فترة 21 يوما.
بالمقارنة مع مجموعة ثانية من فئران المخبر (بدون نظام صيام) .. كانت فئران المجموعة الاولى (بنظام صيام) قبل نهاية الدراسة قد انخفض لديها أعراض المرض ، حيث تسبب نظام الأكل هذا في
الشفاء الكامل للـ 20 في المئة من الحيوانات المريضة. نشرت نتائج هذه الأبحاث في مجلة Cell Reports
لمتابعة الدراسة على البشر ..تم الاختبار على 60 شخصا مصابا بمرض التصلب المتعدد (الذي يعتقد أنه يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي أغلفة الخلايا العصبية) حيث وضع هؤلاء الأشخاص على نظام صوم غذائي لمدة أسبوع، تليها ستة أشهر من حمية الغذاء الاعتيادي لسكان البحر الأبيض المتوسط. أو ستة أشهر من اتباع نظام غذائي عالي الدهون. أو ستة أشهر من اتباع نظام غذائي عادي.
النتيجة كانت أن المرضى الذين صاموا ثم طبقوا حمية البحر الأبيض المتوسط ظهر لديهم تحسن في نوعية حياتهم النفسية والبدنية.. مقارنة مع المجموعات الأخرى.
بقول لونغو: إن هذه الخطوات هي خطوات واعدة جداً ولكن من المهم جداً أن ندرك أن مثل هذه التجارب مازالت في المراحل المبكرة .. ولا يمكن اعتبارها حمية علاج يمكن أن نطبقها في المنزل حتى الآن.
لقد كان عدد المجرب عليهم صغيراً .. وكذلك لا نعلم فيما اذا كانت ستة أشهر من حمية غذاء سكان البحر الأبيض المتوسط وحدها كافية بدون فترة الصوم للوصول إلى التحسن ذاته . كما أن تحسناً قد لوحظ عند بعض الأفراد من مجموعة الحمية على الأغذية عالية الدهون .. مما يعني أن علينا إجراء المزيد من البحث لنعرف ماذا يحصل هنا. كما أن الفريق لم يستطع أن يبين بدقة كيف أدت الحمية منخفضة السعرات الحرارية المذكورة إلى النتائج الصحية الإيجابية تلك .. يجب على الفريق أن يبين ذلك إذا كانتهذه الطريقة ستستخدم فعلاً كأسلوب علاج للمرض.
الفريق متحمس حول امكانية تحقيق نتائج .. مما يدفعهم للدخول بتجارب على مستوى أوسع .. ويدعون مؤسسات صحية أخرى للبناء على نتائج تجاربهم الأولية لمعرفة مالذي يحصل بأقصى سرعة ممكنة.
نحن متفائلون .. وما لا نريده هو أن يطبق المرضى هذه الطرق بدون إشراف وبدون المعرفة أن دراسات أوسع ضرورية للتأكيد أن الحمية هي علاج فعال ضد مرض التصلب اللويحي أو أي مرض مناعة ذاتية آخر .
المصدر: http://www.cell.com/cell-reports/abs...showall%3Dtrue
ترجمة وتلخيص : بسام زيد