|
|||||||
| الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
|
مع الناس: سأفشي السلام وأطعم الطعام وأجيب دعوة من دعاني، وسأعود المريض، وأغيث الملهوف، وسأسعى في خدمة الأرملة والمسكين وكل محتاج.. سأتقن عملي وما تخصصت فيه، وسأكون قدوة لغيري في الصدق والأمانة والوفاء بالوعد. سأعمل على إقامة دولة الإسلام المنشودة والتي غربت شمسها منذ عشرات السنين، وهذا لن يتأتى بالأماني والأحلام، بل بالعمل الدؤوب المتواصل، وسأضع يدي في يد العاملين للإسلام الذين يقتفون أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية إقامته للدولة الأولى. سأقوم بواجب الدعوة إلى الله في كل وقت، وسأعمل على التخلق بقوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31].. لن أتصرف تصرفات حمقاء تؤدي إلى نفور الناس من الإسلام، بل سأدعو إلى الله على بصيرة، وسأراعي فقه الواقع والأولويات في تعاملي معهم. لن أستعجل نصر الله.. فالنصر له وقته المحدود وسنته الجارية، فهو أولًا وأخيرًا من عند الله {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 126]، ولن يتنزل على عباده المؤمنين إلا إذا استكملوا شروطه والتي من أهمها نصرة الله على نفوسهم {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} [محمد: 7]، وكذلك حسن الإعداد واستنفاد الأسباب المتاحة {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]. سأكون دائم الاهتمام بأحوال المسلمين في كل مكان، وسأتتبع بصفة خاصة أخبار فلسطين والمسجد الأقصى. مع النفس: .. سأقف لنفسي بالمرصاد.. فلن أعجب بحالي، ولن أغتر بعبادتي.. وسأقاوم محاولاتها لدفعي إلى الإعجاب بها والشعور بتميزها على الآخرين... سأخوفها من حبوط العمل وسوء الخاتمة، وسأجاهدها دومًا على لزوم الصدق والإخلاص.. ..سأغض بصري عما حرم الله، وسأحفظ لساني من الغيبة والنميمة والكذب وسائر الآفات، وسأجعله رطبًا بذكر الله.. .. وسأحرص على حضور قلبي مع لساني وقت الذكر.. ..سأعمل دائمًا على تصحيح نيتي وتنقيتها من الشوائب، فلن أقوم بعمل خوفًصا من الناس أو حياء منهم، أو طلبًا لمنزلة عندهم، فجميعهم لا يملكون لي ولا لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، أما عملي فأثره هو الذي سيبقى معي بعد الموت، لذلك سأعض عليه بالنواجذ. .. لن أنام إلا على توبة واستغفار فلعل روحي تُقبض أثناء نومي.. وسأكون دومًا على استعداد نفسي للقاء الموت، وسأكتب وصيتي لأهلي وأولادي، وسأضع كفني في دولابي. .. لن أيأس من رحمة الله ولن أقنط إذا ما غلبتني نفسي يومًا فارتكبت معصية أو تركت واجبًا، بل سأسارع بالتوبة والإنابة إلى الله، وأتبع السيئة الحسنة لتمحها كما وعدنا مولانا {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. ضرورة التوازن والاعتدال: ومع هذا كله فسأكون بمشيئة الله معتدلًا ومتوازنًا في أموري كلها، فأعطي البدن حقه من النوم والراحة والاستجمام، وأعطي زوجتي حقها وكذلك الأولاد، فلن أكون عبوسًا معهم، ولن أضيق عليهم، فالإسلام دين الوسطية لا يصادم الفطرة بل يُلبي احتياجاتها في إطار لا يفسدها.. وكما أن التفريط مذموم فكذلك الإفراط والتشدد فكلاهما على طرفي الوسط. .. وسأضع دائمًا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نصب عيني والذي قال فيه لعثمان بن مظعون رضي الله عنه: "يا عثمان! أرغبت عن سنتي؟! فإني أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان! فإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لضيفك عليك حقًّا، وإن لنفسك عليك حقًّا، فصم وافطر، وصل ونم"[23]. آداب العبودية: .. سأستعين بالله عز وجل على القيام بما أمرني به وترك ما نهاني عنه، وسألح عليه في السؤال ألا يكلني إلى نفسي طرفة عين، فهو - سبحانه – حين يترك الإنسان لنفسه فإنما يتركه للضعف والذنب والفجور {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]. سأجتهد في الدخول عليه – سبحانه – دخول المسكين الفقير المفلس، وسأتضرع إليه تضرع من لا صلاح ولا فلاح له إلا بيده.. سأستغيث به استغاثة الملهوف المشرف على الغرق. وسأعمل على شكر نعمه بقلبي وجوارحي ولساني. مفهوم السعادة: فإذا ما سأل سائل: ولَم تعذب نفسك كل هذا العذاب؟ وهل الالتزام بالإسلام يعني الحرمان وحبس النفس في هذا الإطار الضيق؟! فسأقول له: بل راحة نفسي وسعادتها أريد، فالسعادة التي يشعر بها العبد الطائع لربه، المتبع لأوامره لا تقتصر فقط على حياته بعد موته، بل هي بشرى له في الدنيا قبل الآخرة يذوق حلاوتها وينعم بها {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]. فمن ثمار الطاعة الدنيوية: انشراح الصدر، ونور في الوجه، وطمأنينة وراحة للبال، وسكينة للنفس، ولا يشعر بهذا كله إلا من ذاق حلاوة الإيمان.. فمن ذاق عرف {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62 - 64]. فحقيقة السعادة التي يسعى إليها الناس هي سكينة النفس وراحة البال والبعد عن الهم والغم، ولقد كنت أيام كنت في الدنيا لا أشعر بهذه المعاني، فكل سبب دنيوي يجلب السعادة سرعان ما يزول أثره وتبقى النفس مضطربة، حائرة، تائهة في أودية الدنيا. ولو افترضنا أن الأمر كما يعترض السائل بأنني سأحبس نفسي في إطار ضيق وسأحرمها من كثير من اللذات والشهوات فإن الأمر يستحق أكثر من ذلك، فالحياة هنا في القبر رهيبة: ضيق وظلمة ووحشة وألم.. ألا يستحق كل هذا وغيره التضحية بشهوات رخيصة؟!! لقد انكشفت أمامي الحقيقة كاملة، فلن أطيع الشيطان، ولن أسير وراء وساوسه، وسأجعل حياتي وحياة أولادي كلها لله قدر استطاعتي، وسأعمل على تأمين مستقبلهم، ولكن بفهم جديد للمستقبل. .. لن أشغل ذهني بالتفكير في الرزق ومتطلبات الحياة المستقبلية، بل سأكون ابن وقتي، وسأغتنم أي فرصة للتزود بالتقوى، وسيكون لي مع موسم الخير شأن آخر كيوم الجمعة، وشهر رمضان، وعشر ذي الحجة، وأيام الحج والعمرة، و... . مَنْ سيوفي بوعده؟ .. وفي خضم هذه التخيلات وما فيها من وعود؛ إذ بنا نفيق فنجد أننا مازلنا في الدنيا ولم نغادرها، وإذا بالفرصة التي كنا نتمناها ونحلم بها ما زالت سانحة أمامنا.. فمن منا يا ترى سيوفي بوعده ويعمل على تحقيق حلمه، فيشمر عن ساعديه، ويقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها يوم أن جاءه جبريل عليه السلام في غار حراء: "مضى عهد النوم يا خديجة". .. ترى هل سنعتبر بما قد توهمناه، ونفعل ما عزمنا عليه، أم أن الأمر لن يعدو عن كونه تخيل وحُلم سرعان ما يزول أثره من النفس، ثم يعود كل منا إلى سابق حاله من الغفلة والسكرة بالدنيا لنُفاجأ بعد ذلك بملك الموت وقد جاء لقبض الروح، وساعتها لن ينفع الندم، ولن يُجاب لأحد طلبه بالعودة إلى الدنيا، والتاريخ خير شاهد، والقرآن أقوى دليل {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100]. {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المنافقون: 10، 11]. |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |