الحب المحرم و ما يخلفه من عذاب

[محمد عبد الرازق1]

للفتاة عذريتان : عذرية تتبع جسدها و اخرى تتبع نفسها
اما الاولى فتنفض عندما ترتبط باخر فيمارسان ما احله الله في اطار رابطة زواج شرعي اذا كانا عفيفين او في اطارعلاقة زنا اذا كانا شقيين
اما الثانية فيقصد بها نقاءها النفسي حيث لم تكن تعلقت بعد باي شخص اخر الى درجة الحب و لم يتعلق قلبها بغير ربها وافراد عائلتها
قد لا نولى العذرية النفسية اي اهتمام غير ان ما اشرنا اليها (العذرية النفسية) اذا فقدتها اي فتاة بان وهبت كل مشاعرها و كيانها لشخص لم يحرص عليها بالحلال او استغلها كوسيلة للتسلية. فانه يصبح من الصعب جدا ان يتعلق قلبها بغيره حتى انها تظلم في كثير من الاحيان من يتقدم الى خطبتها و هو ينوي وصالها لا بافتتانها و انما بالاسلوب الذي يبيحه لنا ديننا الحنيف . و اول ما تعتقد ممن و قعت في هذا الفخ ان اي احد لن يكون مكافئا في صفاته و خصاله حبيبها و قد تحول حبه الى ما يعبر عنه اساتذة علم النفس بالوسواس القهري و المشاعر المتسلطة فتصبح عبدة لذلك الشخص الذي رسمته على انه فارس احلامها و ما ذلك الا وهم و تيه ينكد به الشيطان حياة المسلمة . لذلك فقد حذر ديننا الحنيف كل من سولت له نفسه ان يفتن مؤمنا او مؤمنة و وعدهم الله بالعذاب حيث يقول تعالى في محكم تنزيله
(إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) و كم هم كثر اولئك الذين تلاعبوا بمشاعر غيرهم فسقوهم متعة الوصال ثم و ما ان فتنوهم اعرضوا عنهم و هجروهم تاركين فيهم شوقا و فراغا عاطفيا اليما . تدخل الكثيرات في حلقة مفرغة لا تكاد تخرج منها الا من رحم ربي ممن وثقن بالله و عدن اليه ناشدينه الرحمة و المغفرة راجين ان يصرف عنهن ما اهمهن و ما اودعه الشيطان فيهن من وهم الحب .
ان المشاعر الصادقة لا تحصل الا بالدوام و العشرة بين الازواج .. هذين الزوجين ممن قال فيهم الله الطيبون للطيبات فيترتقيان معا سلم الحياة و يتعلق كل منهما بالاخر بما قدمه كل طرف من تضحية و حب و احترام و دعم نفسي و عاطفي و تكتمل سعادتهما باولاد يشتركان هاجس تربيتهم . مع ذلك يبقى ان تتقن الفتاة اولا و عائلتها ثانيا اختيار الزوج الصالح لابنتهم و استخارة الله في ذلك . ختاما نسال الله ان يحفظ بنات المسلمين من كل فتنة و غم .