متى سنتحرر من هذه الثقافة (ثقافة النعامة) ونواجه واقعنا الأليم

[زارع المحبة]

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذه الأغنية[1] ليس أبو الشيماء وحده مَـن يغنيها بل هناك الكثيرون, ولكني سمعتها منه هو أكثر من غيره في هذا القسم .

كلما طرحتُ في هذا الملتقى مشكلة لنبحث عن أسبابها وإيجاد الحلول لها يتدخل أبو الشيماء ليقول , ثم يتبعه الآخرون فيقولوا معه :

إن الأسباب هي عدم تقوى الله وضعف الإيمان وعدم التمسك بأحكام الشرع .

قد يكون ما ذكره أبو الشيماء أحد الأسباب , لكن ليس هو السبب الأوحد دائما .

فمثلا فشل الزوجين في زواجهما ليس بالضرورة أن يكون السبب هو عدم تقواهما لله واتباعهما لشرعه ؛ فأنا أعرف فتاة في قمة التقوى وغاية التدين, صوامة قوامة تحفظ القرآن الكريم وتلتزم بآدابه , تزوجت من فتى يشابهها خلقا ودينًا ولكن زواجهما لم يستمر سوى لأيام فقط ؛ فهنا لا بد أن يكون هناك سبب أو أسباب أخرى غير التقوى كعدم التوافق النفسي أو الاجتماعي أو الجـنسي أو....

وكذلك فشل الطالب في دراسته ليس بالضرورة أن السبب هو الفجور وعدم التقوى , فقد يكون السبب في الأستاذ الذي لا يُحسن التدريس , وقد يكون السبب صعوبة شديدة في المُقرر الدراسي , وقد يكون السبب تغيبٌ أو مرضٌ أو نقص ذكاء أو قصورٌ في الذاكرة لدى الطالب ....وقد يكون بسبب تلك الأمور كلها مجتمعة .
وما قيل عن حال الفرد يقال عن حال الجماعة أو المجتمع ككل ؛ فإذا كان المسلمون اليوم متخلفون عن ركب الحضارة فليس السبب الوحيد هو فقدان الإيمان والتقى , بل هناك من الأسباب الكثير والكثير جدا .
وإذا كنا جادين حقا فلنبحث عن جميع الأسباب ثم معالجتها ولا نعلق فشلنا بالتقوى ونـُـلصق تهمنا بالدين , فنخدع أنفسنا ونكذب على رب العالمين .

ولهذا فإني اعتبر إلقاء اللوم على التقــــوَى هو تهرب من المسؤولية وتبَــنِ صريح لثقافة النعامة .

فمتى سنتحرر من هذه الثقافة (ثقافة النعامة) ونواجه واقعنا الأليم ؟؟؟

دمتم في رعاية الله وحفظه .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

أمضاء : الزارع (كركور)

[1]) وبديهي أن المراد بالأغنية هنا هو الكلام الذي يتكرر كثيرا حتى يُمَل؛ فعندما يُكرر عليك أحدهم نفس الخطاب تقول : هذه أغنية حفظناها وسئمنا منها , فالتعبير مجازي وليس هناك أغنية حقيقة بل أكبر ظني أنا أبا الشيماء يتبنى مذهب تحريم الغناء , والله أعلم .