(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ بقلمى

[المسلمة الملتزمة]

الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء.

أحييكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي أخواتي

يقول عز وجل في منزل تحكيمه::::

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ،
إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق].

قال تعالى: " وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ".
وقال كثير من السلف ـ رحمهم الله ـ:
إن الذي على اليمين يكتب الحسنات، والذي على اليسار يكتب السيئات،
والله أعلم.

معنى هذا أن كل كلمة سنحاسب عليها سواء أكانت خيرا أم شرا .

وكل حرف يصدر منا كذلك

سواء بقصد أو بدون قصد

حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ،
وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)
رواه البخاري (6487) .

"قوله : (لا يلقي لها بالا) أي : لا يتأملها بخاطره ولا يتفكر في عاقبتها ولا يظن أنها تؤثر شيئا ،
وهو من نحو قوله تعالى : (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).

في حديث أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا،
وإذا اعوججت اعوججنا)) رواه أحمد.

إخوتى و أخواتى فلتقى الله فيما نكتب أى مشاركة سوف نحاسب عليها

وإلا فالسكوت أولى

قال سفيان الثوري رحمه الله:
"أول العبادة الصمت، ثم طلب العلم، ثم العمل به، ثم حفظه، ثم نشره"

إن كان يعجبك السكوت فإنه

قد كان يعجب قبلك الأخيار

ولئن ندمت على سكوت مرة

فلقد ندمت على الكلام مرارا

قال ابن كثير: " وذكر عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه فبلغه أن طاووس أنه قال:
يكتب الملك كل شيء حتى الأنين. فلم يئن أحمد حتى مات رحمه الله".

فيا الله ! يتحرز من أنين المرض الذي دفع إليه الألم..
فكيف لا نتحرز من ألفاظ لا يدفعنا إليها إلا التبسط والتفكه؟!

قال أبو الذيال رحمه الله: "تعلم الصمت كما تتعلم الكلام! فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك،
ولك في الصمت خصلتان: خصلة تاخذ بها علم من هو اعلم منك وتدفع بها جهل من هو اجهل منك"

ما ذل ذو صمت وما من مكثر

إلا يزل وما يعاب صموت

إن كان منطق ناطق من فضة

فالصمت در زانه الياقوت

أنا من خوف الوعيد *** في قيام وقعود
كيف لا أزداد خوفا *** وعلى النار ورودي
كيف جحْدي ما تجرّمت *** وأعضائي شهودي
كيف إنكاري ذنوبي *** أم تُرى كيف جحودي
وعليّ القول يُحصى *** برقيب وعتيد

قال الفضيل بن عياض: ما حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد.

فإن لم يسجن وأطلق له العنان فإنه يأكل الحسنات ويجلب السيئات وتفاجأ يو القيامة بذنوب كالجبال.

فلا ينجو من شرّ اللسان إلا من قيّده بلجام الشرع

قال تعالى

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

لكل من يتحاور تذكر هذه الاية الكريمة

ولندرك جميعا مانقول قبل فوات الاوان

قبل أن تتكلم اسأل نفسك....

ما غايتك من هذا القول!!

رضى الله.. أم هوى النفس!!؟

هل سيكون في ميزان حسناتك أم سيئاتك ؟؟

و أوصيكم و نفسي بتقوى الله فيما تكتبون و بالحكمة
مع المخالفين و الرحمة مع الإخوة المؤمنين .

اللهم انا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات

اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر

اللهم اجعل لنا توبة مقبوله قبل الممات... وحياة فى رضاك وبرضاك تملأ قلوبنا
اللهم اجرى كلمة التوحيد على السنتنا مادامت تتحرك...
واجرها فى قلوبنا مادامت تنبض...
واجرها على اسماعنا مادامت تسمع...
وارزقنا اليقين وثبتنا على دينك الذى تحب وترضى

بقلم أختكم / المسلمة الملتزمة