أيتها المريضة لا لانتظار الزواج ... - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14463 - عددالزوار : 761555 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 637 - عددالزوار : 67290 )           »          الجاليات المسلمة: التأثير والتأثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 467 - عددالزوار : 144950 )           »          تفسير سورة العلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          النهي عن الوفاء بنذر المعصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الدرس السادس والعشرون: الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الخلاصة في تفسير آية الجلابيب وآية الزينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          فضل التبكير إلى صلاة الجمعة والتحذير من التخلف عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          مختصر رسالة إلى القضاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الرقية الشرعية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الرقية الشرعية قسم يختص بالرقية الشرعية والعلاج بكتاب الله والسنة النبوية والأدعية المأثورة فقط

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 31-03-2011, 12:51 PM
الصورة الرمزية المسلمة الملتزمة
المسلمة الملتزمة المسلمة الملتزمة غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
مكان الإقامة: راحلة الى الله "فأدعوا لى "
الجنس :
المشاركات: 2,962
افتراضي أيتها المريضة لا لانتظار الزواج ...


انتهى حفل الزفاف وعادت إلى بيتها حزينة مرهقة من كثرة التفكير، أسندت رأسها للكرسي وبدأت تبكي وتندب حظها العاثر ومر شريط حياتها أمام عينيها تسترجع الذكريات.
كانت صغيرة وجميلة ومتفوقة في دراستها، ترفل في السعادة وتظن أن الأيام كلها محملة بالفرح، لم تعلم أن الأيام تخبئ لها الألم والحزن، وأن الابتلاء قاب قوسين أو أدنى منها.

فجأة تغير كل شيء وانقلبت حياتها رأساً على عقب

، أصيبت بالعين ...ثم أصيبت بالمس،... تبدل حالها واختفت ضحكاتها ...وحل مكانها الدموع، تعثرت في دراستها،

وقل خطابها

وابتعد عنها الأصحاب والأحباب،

لم تعرف ما أصابها وبدأت تطرق الأبواب الخاطئة للعلاج، تسمع من هذه وتقارن حالتها بتلك، تجرب هذه الوصفة، وتشرب ذاك الدواء ولا شفاء !
كانت تتلقف علاجها من ألسنة الآخرين ونسيت أن ما ينفع غيرها لا ينفعها، وأن الله مسبب الأسباب، هو من ابتلاها وهو من سخر لها سبل العلاج – الصحيحة – إذا أحسنت البحث والاختيار.


بدأت علاجها مع أحد الرقاة الفضلاء الذين يعالجون بالكتاب والسنة، تشجعت في بداية الأمر والتزمت بكل ما طلبه منها الراقي

لكن مع مرور الوقت...

وقلة الصبر....

تسلل اليأس لقلبها ...واستعجلت الشفاء
.

نسيت أن الفرج بعد الكرب وأن النصر مع الصبر،

تركت ذلك العارض يتمكن منها ويشغلها عن العلاج، يوسوس لها ليلا ونهارا ليحزنها، فلانة شفيت وأنت لم تشفِ،

وفلانة تزوجت وأنت تمر سنوات عمرك عجافا تحملين لقب عانس لا زوج ولا بيت ولا ولد، تركت علاجها فساءت حالها أكثر وزاد شعورها بالنقص وأصبح شغلها الشاغل المقارنة مع الأخريات وانتظار زوج قد يتأخر مجيئه وقد لا يأتي !

كانت تردد الحمد لله على ابتلائه، أنا صابرة، كلام تكرره ولا تعرف معناه فعلاً، فحمد الله على الابتلاء يكون بالصبر والرضا بما كتبه الله وقدره، وقولها أنا صابرة يتعارض مع ضيقها ويأسها،

مرت سنوات عمرها كأرض قاحلة لا ينبت فيها زرع ولا ينضح فيها ضرع، أغلقت دونها الأبواب، وظلت تقف في محطة انتظار ما لا يجئ، وما أصعب انتظار المجهول،

كان يمر بها العابرون وهي تقف وحيدة حزينة متألمة خائفة، خائفة من كلام الناس، خائفة من الغد، خائفة من الوحدة، تملكها خوفها والخوف عدو خفي لا يرحم يسبب الهم والغم، ضاقت عليها الدنيا بما رحبت والدنيا لا تضيق بمؤمن، كان عليها أن تغير حياتها أن تتدرج في مسالك الدارجين بين الصبر واليقين،


فتحت كتاب الله وبدأت تقرأ آياته الكريمة لتهدأ نفسها وتغمر السكينة قلبها، قرأت قصة مريم ابنت عمران عليها السلام، (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) [آل عمران : 42-43]

مريم التي طهرها الله واصطفاها على نساء العالمين، وأمرها بالسجود والقنوت والعبادة، فالقرب من الله وأداء حقه من العبادة يكون سببا في دفع الضر وتحمل البلاء والابتلاء، حملت بعيسى ابن مريم عليه السلام دون زوج وهل هناك ابتلاء أكبر من هذا الابتلاء ! صبرت وتحملت مشاق الحمل وابتعدت عن الناس،

لم تنته قصة مريم عليها السلام، وعندما أجاءها المخاض ألجأها طَلْقُ الحمل إلى جذع النخلة فقالت: يا ليتني متُّ قبل هذا اليوم, وكنت شيئًا لا يُعْرَف, ولا يُذْكَر, ولا يُدْرَى مَن أنا؟

مريم الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين اشتد بها الكرب وتمنت الموت، كانت لحظات ضعف عابرة، والضعف من طبع البشر لكن قوة إيمانها كانت أكبر من ضعفها وصبرها كان أقوى من مصابها، جاءها الفرج بعد الشدة، ونالت جزاء صبرها فالنصر صبر ساعة وقد صبرت عليها السلام وتحملت شهور الحمل وألم المخاض، أوحى الله لها أن لا تحزني، تحتك جدول ماء وحَرِّكي جذع النخلة تُسَاقِطْ عليك رطبًا غَضًّا جُنِيَ مِن ساعته، فكلي من الرطب, واشربي من الماء وطيبي نفسًا بالمولود.
لم تتزوج مريم عليها السلام لكن شرفها الله وأنزل سورة باسمها وذكر قصتها في أكثر من موضع وأصطفاها على نساء العالمين وأي شرف أكبر من هذا الشرف !


فهمت أن الإنسان بعمله، وأن الله لم يحرم عباده شيئا إلا لخير لهم يقول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة : 155]

أي: ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف، ومن الجوع, وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها, أو ذهابها, ومن الأنفس: بالموت أو الشهادة في سبيل الله, وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب, بقلَّة نتاجها أو فسادها. وبشِّر - أيها النبي- الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة.
أي أن الابتلاء سنة الله في خلقه، وأن الصبر على الابتلاء عاقبته البشرى من الله سبحانه وتعالى بحسن العاقبة فالله عز وجل يقول: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر : 10]
أي: إنما يُعطَى الصابرون ثوابهم في الآخرة بغير حدّ ولا عدّ ولا مقدار، وهذا تعظيم لجزاء الصابرين وثوابهم. ألا يستحق الأمر الصبر ألا تستحق تلك الفتاة أن يكون ثوابها في الآخرة بغير حد ولا عد ولا مقدار ! لكن بالصبر والتوكل والأخذ بالأسباب، بالصبر على المرض والصبر على تأخر الزواج، والتوكل على الله حق التوكل فما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطأها لم يكن ليصيبها والأخذ بأسباب العلاج وتغيير حياتها المعتمة الكئيبة، الزواج نعمة من نعم الله وتكوين بيت وإنجاب أطفال حلم كل فتاة، لكنه نعمة وهناك الكثير من النعم غيره، فلماذا تعليق القلب به وتعطيل الحياة وعدم الانهماك فيها ! والله سبحانه وتعالى مقسم الأرزاق،
فتأخر الزواج أو عدمه ليس نهاية العالم، ما أدراها أنها لو تزوجت ستسعد وستكون حياتها أفضل، إذا كان المرض يمنعها أحيانا من أداء حق الله في العبادة فهل تستطيع أداء حق الزوج ! وكيف تضمن صبره وتحمله، أليس هناك من تزوجن وزاد مرضهن بسبب عدم تفهم أزواجهن لهذا المرض ؟


فكرت طويلا وقالت: لماذا أحصر نفسي في زاوية ضيقة وأرفض الخروج وتتبع ذلك الضوء الذي يلوح لي من بعيد، هناك دراستي أكملها، وهناك عمل ينتظرني، أساعد فيه، أنفع نفسي وأنفع غيري، وهناك أبواب الخير كثيرة ومواربة تنتظر من يفتحها، فلماذا لا أفعل ! وهناك الأهم من هذا كله، هناك أنا نعم أنا التي تحدد هويتها وتفرض نفسها وتترك أثراً طيبا بوجودها وبعد ذهابها، علي أن أتعلم كيف أحب نفسي وأحترمها وأسعى لأن أكون الأفضل، أن أبعد الحزن والهم والغم عني وأحافظ على صحتي، أن ألون أيامي بألوان الفرح لتنبت سنوات عمري وتزهر، لتنضح لبنا سائغا للشاربين فلا يعلم الغيب إلا الله شبحانه، وربما تخبئ لي الأيام القادمة الزوج الصالح الذي يعوضني انتظاري وصبري، والسعادة التي طال انتظارها.

أغلقت كتاب الله بعد أن هدأت، وعاهدت نفسها على البدء بداية جديدة يملؤها التفاؤل والرضا، بدأت تخطو خطواتها نحو الضوء ...
عرفت كيف يكون الصبر ضياء، أضاء قلبها بنور اليقين وأضاءت نفسها بصدق التوكل وأضاء عقلها بالفهم الصحيح، وأضاءت حياتها بالعمل للدنيا والآخرة معا وهي تردد: الحياة تستحق أن تعاش والآخرة تستحق أن أعمل وأجهز نفسي لها، والسعادة تنبع من داخلي وتعم الكون، والفرج قريب قريب ... إنما النصر صبر ساعة !


__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 97.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.76%)]