ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1164 - عددالزوار : 130740 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-03-2011, 08:10 PM
الصورة الرمزية أم اسراء
أم اسراء أم اسراء غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
مكان الإقامة: اينما شاء الله
الجنس :
المشاركات: 3,066
افتراضي ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ارجوا من كل واحد منا اعادة قراءة هذه الاية عدة مرات واستشعار و تدبر معناها
قال الله تعالى في سورة النساء *ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و آمنتم و كان الله شاكرا عليما* الآية 147 .
هي آية استفهامية بمعنى التقرير للمنافقين‏.‏ أي ما هي المنفعة من تعذيبكم إن شكرتم وآمنتم
فنبه الله سبحانه و تعالى أنه لا يعذب الشاكر المؤمن، وأن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه شيء ‏.‏
وقال أحد الصالحين ‏:‏ أربع من كن فيه كن له، وثلاث من كن فيه كن عليه؛ فالأربع اللاتي له‏:‏ "فالشكر والإيمان والدعاء والاستغفار، قال الله تعالى‏
{‏ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم‏}‏ وقال الله تعالى‏{‏وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون‏}‏الأنفال‏:‏ 33‏]‏ وقال تعالى‏{‏قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم‏}‏الفرقان‏:‏ 77‏]‏‏.‏
وأما الثلاث اللاتي عليه‏:‏ فالمكر والبغي والنكث؛{‏فمن نكث فإنما ينكث على نفسه‏}‏الفتح‏:‏ 10‏]‏‏.‏وقال تعالى‏{‏ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله‏}‏فاطر‏:‏ 43‏]‏ وقال تعالى‏{‏إنما بغيكم على أنفسكم‏}‏يونس‏:‏ 23‏]‏‏.‏ ‏}‏وكان الله شاكرا عليما‏}‏ أي يشكر عباده على
طاعته‏.‏ ومعنى ‏}‏يشكرهم‏}‏ يثيبهم؛ فيتقبل العمل القليل ويعطي عليه الثواب الجزيل، وذلك شكر منه على عبادته‏.‏ ‏ والله أعلم‏.‏
و أود كذلك إدراج الشرح الوافي و الرائع لهذه الآية لشيخنا لفضيلة الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي حيث يقول/
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ في سورة النساء الآية السابعة والأربعون بعد المئة ، يقول سبحانه و تعالى :

كيف يتوقف عذاب الله عز وجل ؟ عن كل إنسان ، آمن به وشكره ، هذا الجواب أيها الإخوة .
هذا الكون بسماواته وأرضه ، مسخر للإنسان تسخرين ؛ تسخير تعريف .... وتسخير تكريم ....
أضرب لكم مثلاً ، لو أن لك صديقاً مهندساً في الإلكترون ، قدّم لك جهاز هاتف من أعلى مستوى ، قدمه لك هديةً ، وهذا الجهاز نادر ، ويؤدِّي خدمات كثيرة ، ينوب مناب إنسان ، أنت أمام هذه الهدية العالية مستواها ، أمام شعورين ؛ شعور امتنان لأن هذا الجهاز قدم لك هدية ، وشعور إكبار لهذا العلم الدقيق الذي وراء هذا الجهاز .
هذا معنى قولي ... تسخير تعريف ... وتسخير تكريم ...
فالكون له مهمتان ؟
المهمة الأولى أن تتعرف إلى الله من خلاله .
والمهمة الثانية أن تنتفع به .
رد فعل التعرف ، إيمان ، ورد فعل الانتفاع ، الشكر .
فإذا آمنت وشكرت ، فقد حققت الهدف من وجودك ، وحينما تحقق الهدف من وجودك يتوقف العلاج الإلهي .

"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم " .
أنت متى تتيقن ، أن كل أنواع المعالجات ، والمضايقات ، والشدائد ، والمصائب ، تتوقف ضدّك ! حينما تحقق الهدف من وجودك .
إنَّ الأب الذي يتمنى لابنه أن يكون طبيباً ، يضيِّق عليه ، يشدِّد عليه ، متى يتوقف التضييق والتشديد ؟ إذا دخل كلية الطب ، ونال علاماتٍ عالية ، فقدْ حقق الهدف من تخطيط الأب ، لذلك متى يتوقف العلاج ؟ متى يتوقف التشديد ؟ التعقيب ؟ المضايقة ؟ الإلجاء ؟ الهم ؟ الحزن ؟
حينما يحقق الإنسان الهدف من وجوده ، وهذه آيةٌ دقيقةٌ .
الله سبحانه وتعالى لا يعذب عباده إلا لهدف كبير ، لأنّ الشر المطلق لا وجود له في الكون .
مثلاً أب طبيب جراح ، وله ابن يتمتع بصحة جيدة ، فهل يضعه على منصة التشريح ، ويخدره ويفتح بطنه بلا سبب ؟ مستحيل .
أبٌ طبيبٌ جراح ، قلت : أب لأن في قلبه رحمة لا حدود لها تجاه ابنه ، وقلت : طبيب لأنه يعلم وهو جراح أيضًا ، أيضع ابنه على المشرحة ، ويفتح بطنه بلا سبب ؟ أما إذا رأيت أباً يفتح بطن ابنه ، فالمعنى أنّه يعاني من التهاب زائدة
.
" ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليما ".
يعني إذا أردت أن يتوقف العلاج الإلهي ، والشدة الإلهية ، فعليك بتحقيق الهدف من وجودك ، وتحقيق الهدف من وجودك في هذه الآية ، يتمثل بإيمانك بالله ، كرد فعلٍ على أن الكون مسخرٌ لك تسخير تعريف ، وبشكره كرد فعلٍ على أن هذا الكون مسخر لك تسخير تكريم ، والله عز وجل يقول :
"وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه "
( سورة الجاثية : 13 )
بنص القرآن الكريم .
أيها الإخوة ؛ رأى النبيُّ عليه الصلاة والسلام – مما يؤكد هذا المعنى – مرةً هلالاً فقال
: هلال خيرٍ ورشد ، هلال خيرٍ ورشد ،
يعني هذا الهلال يرشدني إلى الله ، وأنتفع به في عد الأيام والأسابيع ،
"لتعلموا عدد السنين والحساب ".
( سورة يونس : 5 )
الآن مرحلة ثانية : أية مهمةٍ أعظم ، أن تهتدي بالكون ، أم أن تنتفع به ؟ الحقيقة الأجانب الغربيون ، انتفعوا بالكون أشد الانتفاع ، يعني ما من أمةٍ وصلت إلى أعماق البحار ، وصلت إلى الأقمار ، استغلت المناجم ، الفلزات ، المعادن ، كل شيء مستخدم ومسخر إلى أعلى درجة ، وقد أثبت الله لكم ذلك
:
"يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا ".
( سورة الروم : 7 )
لكن مهمة الكون لتعريفك بالله ، أعظم مليون مرة من مهمة الكون في الانتفاع به .
لو كان دخلك محدودًا ، حيث لا يسمح لك أن تأكل العسل ، وأمسكت كتاباً عن النحل ، وقرأت عن عجائب النحل ، كيف أن كل كيلو عسل ، محصلة طيران أربعمئة ألف كيلو متر ، لو أننا كلفنا نحلةً واحدة ، أن تصنع لنا كيلو عسل ، لاحتاجت أن تطير حول الأرض عشر مرات ، وأن هذه النحلة ، فيها أجهزة لا يعلمها إلى الله ، لا تقف على زهرةٍ امْتُصَّ رحيقُها ، توفيراً لوقتها وجهدها ، أكرِّر : لا تقف على زهرةٍ امتص رحيقها ، وأن النحلات العاملات ترقص رقصاتٍ ، تُعلم بقية النحلات العاملات ، كم هي المسافة بينهم وبين الأزهار ، هناك بحث قائم بذاته اسمه "رقص النحل" ، والشيء الذي لا يصدق أنها تصنع هذا الشمع ، بشكل سداسي منتظم ، ليس فيه فراغات بينية ، هناك ملكة ، وهناك ذكور ، وهناك عاملات ، بعض العاملات وصيفات للملكة ، يأتين بغذاءٍ ملكيٍّ خاص ، مأخوذٍ من غبار الطلع ، وبعض العاملات تنظف الخلية ، فإذا وجدنَ فيها حشرةً كبيرةً ، يغلفنها بطبقة شمع حتى لا تؤذي وتتفسخ ، وبعض العاملات تُهوِّي هذه الخلية ، وبعض العاملات تحمل ، والموضوع طويل الذيل ، وقد أُلِّفتْ كتب كثيرة حول النحل وطريقة عمله وأسلوب حياته .
فلو أن إنساناً قرأ كتاباً عن النحل ، فخشع قلبه ، وانهمرت عيناه ، ولم يسمح له دخلُه أن يأكل لعقة عسلٍ واحدة ، بينما إنسان آخر كاد ينفزر من أكل العسل ، من الذي حقق الهدف من وجود النحل والعسل ؟ هو الذي عرف الله من خلال هذه الآيات .
لذلك أن تعرف الله من خلال الكون أعظمُ بكثير من أن تنتفع به ، كل أهل الدنيا انتفعوا بالكون ، الكفار ، الملحدون ، ما من إنسان إلا وينتفع بالكون ، لكن المؤمن وحده ، هو الذي يهتدي بالكون إلى الله ، هو الذي يعبر بالكون إلى المكون ، من النظام إلى المنظم ، من التسيير إلى المسير ، من التربية إلى المربِّي ، من النعمة إلى المُنعم .
فيا أيها الإخوة الأكارم ؛ يجب أن نعلم أنّ كأس الماء ، كأس الحليب ، رغيف الخبز ، قطعة الجبن ، البرتقالة ، التفاحة ، ابنك الذي أمامك ، الفراش الذي تنام عليه ، اللحاف الذي تتدثر به ، ثيابك التي تلبسها ، الشمس والقمر ، الليل والنهار ، البحار ، الأسماك ، الأطيار ، كل شيءٍ حولك يدل على الله ، فحينما لا تُعمل فكرك في الكون ، فقد عطلت أكبر شيئاً فيك ، وهو أنه دليلك إلى الله عز وجل ، أما إذا انتفعت منه فقط ، فشأنُك شأنُ أهل الدنيا الذين ينتفعون بالكون ، الكفار ينتفعون بالكون ، الملحدون ينتفعون بالكون ، الانتفاع بالماء والهواء ، والزراعة ، والصناعة ، كل إنسان ينتفع بالكون .
النبي الكريم يقول
:
هلال خيرٍ ورشد .
تنتفع به ، لكن ينبغي أن تهتدي به أيضاً ، فالإنسان إذا أكل شيئًا ، أو شرب شيئًا ، أو نام ، فالنوم والأكل والشرب نعمة ، وإذا نظر فالنظر نعمة ، إذا استمع فالاستماع نعمة ، إذا تكلم فالتكلم نعمة .
يأكل وينام ، هناك أجهزة معقدة أيّما تعقيد ، عملية هضم معقدة ، البنكرياس والكبد ، والصفراء ، والحركة المعوية ، والعصارات الهاضمة .
الإنسان إذا لم يفكر في تكوين جسمه ، لا ينتفع بعقله ، لذلك هذه الآية من أدق الآيات .
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً ".
حينما تؤمن ، وحينما تشكر ، فإيمانك ردُّ فعل أن الكون مسخر تسخيرَ تعريف ، وشكرك ردٌ على أن الكون ، مسخر تسخير تكريم ، فإذا آمنت وشكرت ، توقف العلاج الإلهي .
قال الله تعالى :
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ".
هل أدركنا لماذا إن شكرتم وآمنتم ، فلِمَ لمْ يقل الله عز وجل إن شكرتم وصبرتم ، إن شكرتم وأطعتم ؟ بل قال
: إن شكرتم وآمنتم .
لأن الشكر دليلٌ أنك تأثرت بهذا الكون الذي سخر لك تسخير تكريم والإيمان دليل ... أنك تأثرت بهذا الكون الذي سخر لك تسخير تعريف ، فإذا آمنت وشكرت ، ما يفعل الله بعذابك ؟
هذه الآيات الكريمة أيها الإخوة : مرةً ثانية وثالثة ، يقول عليه الصلاة والسلام :
بلغوا عني ولو آية
أجل ولو آية .
أنا أعطي آية واحدة خلال الدرس ، لا أضيف آية ثانية ، فإذا استوعب الإنسان معناها وعقل الغاية منها ، وحدثها بها زوجتَه ، أولاده ، جيرانه ، شركائه ، فما منا أحد إلا عنده سهرة أو سهرتان في الأسبوع ؟ لقاء ، لقاءان ، هل منا أحد بلا عمل ؟ أماله أصدقاء ، جيران ،
" بلغوا عني ولو آية" ، هكذا قال عليه
الصلاة والسلام ، وإذا ما تذكرت معناها في شريط مسجل ، وشرحت هذا المعنى لجلسائك فقد بلغتَ غاية كبرى ، فلذلك نأخذ القرآنَ آية ، آية ، نحن نمشي في القرآن بالتسلسل ، إن شاء الله ، فكلما حان وقتُ درس جديد ، نختار آية من هذه الآيات الأساسية ، التي تعد ركناً من أركان الإيمان ، ونعالجها حتى نقطف ثمراتها .
والحمد لله رب العالمين
انتهى كلام فضيلة الدكتور النابلسي

فاللهم لك الحمد و الشكر كما ينبغي لجلال و جهك و عظيم سلطانك
و اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طييبا مباركا فيه


فال
لهم يسر لنا دخول جنتك برحمتك ياأرحم الراحمين
اللهم صلي على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم انك حميد مجيد
-
و الحمد لله رب العالمين-






منقول للفائده
__________________

مهما يطول ظلام الليل ويشتد لابد من أن يعقبه فجرا .
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 85.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.12 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.01%)]