كل عام وأنتم في فلسطين

[بشرى فلسطين]

بسم الله الرحمن الرحيم
كلها ساعات معدودة ، ويرحل شهر الرحمة والغفران وتُطوى أعمالنا فيه ، ويأتي العيد بما يحمله من فرحة وبهجة وسعادة .
الكل مستعدٌ لاستقبال العيد ، اشترينا لأطفالنا أجمل الثياب والألعاب ، ولم ننسَ أن نصنع الكعك والحلوى ،ولن ننسى الذهاب للملاهي والمتنزهات مع الأهل والأصحاب في أيام العيد السعيد.
نعم ، كل هذه الأمور من المباحات ، فديننا الإسلامي دين اليسر والتيسير .
ولكن ..
هل تذكرنا إخوة لنا داخل فلسطين ، حُرِمَ أطفالهم من اللباس الجديد وحلوى العيد، وهل تذكرنا أهلنا في غزة المحاصرة وكيف سيستقبل أطفالها العيد وهم تحت هذا الحصار الخانق.
فكيف لنا أن نفرح وإخواننا محرومون من أقل حقوقهم علينا ، فقد علمنا نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم- هديا عظيما ، ودروسا بالغة في الأخوة الإسلامية
قال صلى الله عليه وسلم :{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر }
فهل نستحق أن يعتبرنا أهل غزة إخوة لهم ؟
وماالذي قدمناه لنصرتهم؟
فقد بخلنا عليهم حتى بالدموع ، وصمتنا عن كلمة حنونة نواسيهم بها ، حتى وإن لم تصنع شيئا .
ستبقى أفضل من عار الصمت الذي لازمنا
فيا أهل فلسطين في الضفة وغزة :
أنتم في قلوبنا يا أبطال العالم ، بل أنتم تاج تضعه الأمة على رأسها وتتفاخر به بين الأمم ،
أنتم العيد لكل عيد، فلا عيد لنا إلا بينكم ، وفيكم تكمل فرحتنا
وإليكم ستكون عودتنا ، وعلى يديكم أوبتنا إن شاء الله
يا فلسطين ... يا جنة الله في أرضه .. يا جامعةً لخيرة الخلق وأشجعهم ... يا دُرَةً في جبين العالم .. يا مهد الكرامة والكبرياء
نحن لك عائدون .. ولتحريرك سائرون .. ولأهلك محبون
ولا نامت أعين الجبناء.
وإليك أنتَ يا أغلى ما في فلسطين ، إليك يا طفلا ولد ليكون رجلا - فلا طفولة في فلسطين- ربما تغبط أطفال العالم لأنهم يفرحون في العيد يلبسون ويلعبون ، وأنت في حصارك مرهون ، ومن العيد محروم
أقول لك:
أنت شمس الدنيا .. ابتسم لتشع على الكون بالنور ، بل أنت بدرا مضيئا وسط سواد الكون وعتمته ، كم أحمل لك من احترام ، يكفيك فخرا أنك ولدت رجلا ، وغيرك يعيش ويموت وهو لا يعرف ما معنى الرجولة.
يكفيك فخرا بأن أطفالنا يتخذونك نبراسا وقدوة ، وينظرون إليك بإجلال وتقدير .
ويكفيك عزا أنك تحيا كريما وتموت شهيدا ، بينما هناك رجال يعيشون بذلٍ ويموتون كما تموت الأنعام.
وأنتم يا أسرانا البواسل
يا من قضيتم زهرة شبابكم في الزنازين ، كل عام وأنتم المنتصرون ، والعيد هو يوم تحريركم ، والفرحة لا تكتمل إلا بالدعاء لكم بالفرج القريب
أنتم نجوم الوطن ، فديتموه بأرواحكم ، فحق لكم أن تتربعوا في القلوب
لن ننساكم ، ولن ننسى جراحكم النازفة ، ولن ننسى آهاتكم المكبوتة
ولتتيقنوا أن كل قطرة دم نزفتموها سيدفع المحتل ثمنها سيلا من دمائهم ، وكل دمعة ذرفتموها سنُبكيهم بمثلها أضعافا
أحييكم يا أبطال فلسطين ، فأنتم على الحق ، وسيأتي يومٌ تتكسر فيه القيود ، والحق لا بدّ يوما أن يعود
ولن أنسى إخوتي في الشتات :
أعرف أن العيد في الغربة مرٌ كالعلقم ، وكل عيد يمر عليكم يذكركم بمحنتكم التي فيها ولدتم ، فأنتم دون شعوب العالم على الذكريات الأليمة ترعرعتم ، وبقصص المآسي والدماء تفردتم ،
إليكم يا فلسطيني الشتات أقول كل عيدٍ وأنتم في فلسطين ، كل عام وأنتم بين أهليكم ، وكل سنة وأنت فوق أراضيكم
لن ننسى يوما عدوا قهر وقتل وشرد ، ولن ننسى شعبا أبيد وشُتت ، ولن ننسى أيضا أننا شعبٌ يملك عزيمةً لا تُقهر
لك الله يا فلسطين ، كم أحبك وكم أهواك ، فأنت الروح التي بها أحيا ، وأنت القلب الذي ينبض
سأفرح بالعيد ويفرح أطفالي به ، فقط لأني على يقين بأن فلسطين ستعود ، طال الزمان أو قصر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : بشرى فلسطين