درس في التفسير - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031581 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307805 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126362 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-06-2024, 11:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي درس في التفسير

درس في التفسير :
تبيين للناس

للأستاذ الشيخ : محمد بهجة البيطار

اخترنا في هذا التجديد للموقع بعض المقالات النادرة لعلماء بلاد الشام ، ونقدم للقراء الكرام ، نموذجاً من دروس الشيخ محمد بهجة البيطار في تفسير ثلاث آيات من كتاب الله عزَّ وجل .
قال الله تعالى)) : وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ، فبئس ما يشترون * لاتحسبن الذيـــــ، يفرحون بما أوتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب، ولهم عذاب أليم * ولله ملك السماوات والأرض ، والله على كل شيء قدير * ))آل عمران 187ـ189.
- في قوله سبحانه : (( و إذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينـــــنه للناس ولاتكتمونه )) في هذا أمران : العلم بالكتاب على غير وجهه – وهو نتيجة عدم البيــان-
وعدم العلم بالمرة- وهو نتيجة الكتمان-.
ثم إن البيان أو التبيين على نوعين : أحدهما: تنبيه لغير المؤمنيــــن به لأجــــــل دعوتهم إليه ، وثانيهما : تنبيه للمؤمنين به لأجل إرشادهم وهدايتهم ، بما أنزل إليهم من ربهم ، وكل من النوعين واجــــــب حتـــم لا هوادة فيــــــه .
وقوله : (( فنبذوه وراء ظهورهـــــم )) النبذ : الطـــــرح ، وقد جرت كلمة نبذه وراء ظهره مجرى المثل في ترك الشيء وعدم المبالاة به ، والاهتمام بشأنه ، كمـــــا يقال في مقابل ذلك جعله نصب عينيه ، أو ألقاه بين عينيه ، أي اهتم به أشد الاهتمام ، بحيث كأنه يراه في كل وقت ، فلا ينساه ولا يغفل عنه ، وفيه تنبيه إلى كون هـــذا هــــو الواجب الذي كان عليهم أن يقوموا به ، فيجعلوا الكتاب إماماً لهم ونصب أعينهم لاشيئــاً مهملا ملقىً وراء الظهر لا ينظر إليه ولايفكر في شأنه .
-(( واشتروا به ثمناً قليلاً )) : أي أخــــذوا به فائدة ومثـــوبة قليلة لا توازي عشـــــر معشار فوائد بيان الكتاب والعمل به ، فكانوا مغبونين في هذا البيع والشــــراء .
وهذه الآية بمعنى آية البقـرة : (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) الآية .
والمعنى : إن الذين يكتمون ما أنزل الله في الكتاب المنزل عليهم من وصف النبـــــي صلى الله عليه وسلم وبيان زمانه ، مما يشهد بصدق نبوته وكمال رسالته ، فعلوا هــــــذا حرصاً على رئاسة كاذبة ، وعرض زائل ، تراهم باعوا الخير والهدى بثمــن بخس قليل لاينفــع ، أولئك البعيدون في الضـلالة لا يأكلون في بطونهم إلا ما هو موجـــب لدخولهم النار .
وفي معناها قوله تعالى : (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاًَََََََ فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون )) .
كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه شديدي الحرص على دخول اليهود في ساحة الدين الجديد ، طامعين في انضوائهم تحت لوائه ، لأن دينهم أقرب الأديان إلـى دينهم في تعاليمـــه ومبادئه وأغراضه ، فهــــم يشـــاركونهم في الاعتقاد بالتوحيــــــد والتصديق بالبعث والنشور ، وكتابهم مصدق لما معهم ، فقص الله في هذه الآيات على المؤمنين من أنبائهم ما أزال به أطماعهم ، وأيأسهم من إيمانهم بذكر ما كان يحدث من أسلافهم مع نبيهم موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بين آن وآخر من تمرد وعناد وجحود وإنكار ، فتأتيهم الآية تلو الآية ، ويحل بهم من العقاب ما هم له بأهل ، فيطلبون من موسى عليه الصلاة والسلام أن يدعو الله تعالى ليدفع عنهم العذاب ، ويستجيبـــــوا لدعوته التي إذا ما رفعه عنهم عادوا سيرتهم الأولى معاندين جاحدين .
فلا عجب إذاً في إعراض الحاضـــرين عن هـــدي الله عز وجـــل الذي جئت به ، فالإعراض والاستكبار دأبهم ، ورثوهما مـــن أسلافهم الذين كانوا يحــرفون ويبدلون ويكابرون ، وهم يشاهدون الدلائل الحسية تترى بين يدي موسى على نبينا وعليــــــه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فأحــرى بهم أن يجحدوا ديناً دلائله عقلية وآيته الكبـــرى معنوية وهي : القرآن الكريم بما اشتمل عليه من تشريع فيه سهولة وتيسير للناس وفيه فصاحة أعجزت فصحاء العرب عـــن محاكاته ، فلجئوا إلى السيف والطعان بعـــد أن أعجزتهم الحجة والبرهان ، ومنها في خطاب بني إسرائيل : (( ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً وإياي فاتقون )) .
الآيات : هي الأدلة التي أيد الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم وأعظمها:
القرآن الكريم ، أي لاتعرضوا عن التصديق بالنبي وما جاء به ، وتستبدلوا بهدايته هـذا الثمن القليل الــذي يستفيده الرؤساء مـن مرؤوسيهم من مال وجاه ويرجوه المرءوسون من الخطوة باتباع الرؤساء ، ويخشونه من سطوتهم إذا هم خالفوهم .
(( وإياي فاتقون )) : بالإيمان واتباع الحـــق والإعراض عن لذات الدنيا متــى
شغلت عن أعمـــــال الآخـــــرة .
وقوله تعالى في ختام الآية التي نفسرها: (( لبئس ما يشترون )) : أي هو ذميم قبيح ، لأنهم يجعلون هذا العرض الفاني بدلاً من النعيم الباقي في الآخرة .
ثم قال تعالى : (( لاتحسبن الذين يفرحـــون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ، ولهم عذاب أليم )) . روى الشيخان وغيرهما عن طريق حُميد بن عبد الرحمن بن عوف أن مروان قال لبوابه : اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقل : لئن كان كل امرئ منا فــــرح بما أتي ، وأحــب أن يُحمد بما لم يفعل معذباً لنعذبن أجمعون ، فقال ابن عباس : مالكم وهذه ؟ إنما نزلت هــذه الآية في أهل الكتاب ، سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره ، فخرجوا قد أروه بأنهم قد أخبروه بما سألهم عنه ، واستحمـــــدوا بذلك إليه وفرحوا بما أوتوا من كتمان ما سألهم عنه .
وأخرج الشيخان أيضاً من حديث أبي سعيد الخُدري ، أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه ، وفرحوا بمقعدهم خلاف رســـول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قـدم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فنزلت هذه الآية ، ولا مانع أن تكون نزلت في الفريقين معاً ، قال الحافــظ ابــن حجــــر : وحكى الفراء : أنها نزلت في قول اليهود : نحن اليهود نحن أهل الكتاب الأول والصلاة والطاعة ، ومع ذلك لا يقرِون بحمد اللــــــــه تعالى .
بين الله تعالى هذه الحال بأسلوب عجيب ، بيـَن فيه حكماً آخر ، وهو : أن هـــؤلاء الفرحين المحبين للمحمدة الباطلة قد اشتبه أمرهم على الناس ، فهم يحسبون أنهم أولياء الله وأنصار دينه وعلماء كتابه ، وأنهم أبعد الناس عن عذابه ، وأقربهم من رضــوانه ، فبين الله كذب هذا الحُسبان ، ونهى عنه وسجًل عليم العذاب .
لولا أن حب المحمدة بالحق على العمل النافع من غرائز الفطرة التي يُستعان بها على التربية العالية لما قيًد الله الوعيد على حب الحمد بقوله : (( بما لم يفعلوا )) . فهـذا القيد يدل على أن حب الثناء على العمل النافع غير مذموم ، ولا متوًعد عليه ، وهذا هو الذي يليق بدين الفطرة ، بل جاء في الكتاب الحكيم ما يدل على مدح هذه الغريزة كقوله تعالى لنبيه : (( ورفعنا لك ذكرك )) وقوله في القرآن : (( وإِنه لذكر لك ولقومك )) .
نعم ، إنً هناك مرتبة أعلى من مرتبة من يعمل الحسنات ليحمد عليها ، وهي مرتبة من يعمل حُباً بالخير ذاته ، وتقرُباً به إلى الله تعالى . على أن المدح بالحــق لا يخلو في بعض الأحوال من ضررٍ في الممدوح ، كالغرور والعُجب و فتور الهمـة عن الثبــات و المواظبة على العمل الذي حُمــد عليه ، وقلً من يسلم من الاغترار بالمدح، ولاسيما إذا كان إطراءً ، وقلما يكون الإطراء حقاً ، وقلما يلتزم المطرون الحـق ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم المادحين فاحثوا في وجوههم التراب ) – رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث المقداد بن الأسود رضي الله عنه .
ثم إن المدح والذم من شأن المغرورين ، وليس المراد به هنا ارتياح نفس العامل وانبساطها لما يأتيه من العمل الذي يرى أنه محمود كما فــَهِم مــروان ، وإنما هو فرح البطر والغرور الذي يتبعه الخيلاء والفخر ، وهو ما نبًــه عليه القــرآن الكريم في شأن المصائب تصيب المؤمنين بقوله عز وجل : (( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحـــوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )) ومنه قوله تعالى : (( إذ قال له قومه لاتفرح إن الله لا يحب الفرحين )) ، ثم قال تعالى : ((ولله ملك السماوات والأرض وإليه ترجع الأمور )) . في هذا التذليل حجة على كون ا لخير في اتباع ما أرشد إليه تعالى ، وتسليةٌ للنبـــي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، ووعدٌ لهم بالنصر ، وفيـــه تعريضٌ بذم أولئك المخالفين الذين سبق وصفــهم في الآيات التي قبل هذه الآية ، وهـــو أنه لا يؤمنون بالله تعالى إيماناً صحيحاً ، يظهر أثــره في أخلاقهم وأعمالهم ، وإلا لما تركوا العمل بكتابه ، وآثروا عليه ما يستفيـــدون من حطام الدنيا ، فإن هذا لا يكون إلا من عدم الثقة بوعـــده تعالى والخوف من وعيده ، واليقيـــن بقدرته وتدبيره ، جلت حكمته ووسعــت كل شيء رحمته .
نقلاً عن مجلة التمدن الإسلامي الأجزاء 17-20 من المجلد 33
جمادى الأولى 1386 أيلول 196

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.36 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]