الحديث الحادي والعشرين/ الاستقامة لب الإسلام/ الأربعين النووية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1094 - عددالزوار : 127809 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4794 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2010, 09:46 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي الحديث الحادي والعشرين/ الاستقامة لب الإسلام/ الأربعين النووية

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لااله الا الله وحده لاشريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله بلغ الامانة وادى الرسالة ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده ، اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين



أما بعد : فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر ألامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الاستقامة لب الإسلام



عَنِ أَبيْ عَمْرٍو،وَقِيْلَ،أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَارَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَأَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ، قَالَ: "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"

تخريج الحديث أخرجه الإمام مسلم رحمه الله ,صحيح .


هذا الحديث على قلة ألفاظه ، حديث جامع، من أجمع الأحاديث يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله.



قوله:" قل لي في الإسلام"أي في الشريعة.في شرائع الإسلام، وأحكامه.

قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ يعني قولاً جامعاً لمعاني الدين يكون حداً فاصلاً مانعاً واضحاً بيّناً إذا عملت به كفاني في ديني ودنياي وآخرتي ولا أسأل أحداً غيركفيه.
فقال له صلى الله عليه وسلم وهوالذي أوتي جوامع الكلم:"قُل آمَنْتُ بِاللهِ" أي الإيمان الكامل وهذا في القلب .




قال أهل العلم:قول القلب: هوإقراره واعترافه.


"آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"يشمل قول اللسان وقول القلب وعمل الجوارح.

" ثُمَّ استَقِم"على طاعته، وهذا في الجوارح.




فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كلمتين:"آمَنْتُ بِاللهِ" محل الإيمان القلب"ثُمَّ استَقِم"وهذا في عمل الجوارح.


هاتان الكلمتان أوهذه الجملة البليغة العظيمة التي تحوي معاني كثيرة جمعت الدين كله.

"آمَنْتُ بِاللهِ" أي أقررت به على حسب ما يجب علي من الإيمان بوحدانيته في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.فالإيمان بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به، ويتضمن الإخلاص له في العبادة.فقوله صلى الله عليه وسلم" قُلْ آمَنْتُ باللهِ" أيجدد إيمانك بالله متذكراً بقلبك ذاكراً بلسانك لتستحضرَ جميع تفاصيل أركان الإيمان.
ثم بعدالإيمان"اِستَقِم"فرتّب الاستقامة على الإيمان ،فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق . فيكون الحديث جامعاً لشرطي العبادة وهما: الإخلاص والمتابعة.
"اِستَقِم" أي سر على صراط مستقيم، داومْ واثبت على عمل الطاعات، وانتهي عن جميع المخالفات فلا تخرج عن الشريعة لا يميناً ولاشمالاً.
وحقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ،مستمسكا بحبل الله ، كما قال ابن رجب رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهياتكلها.وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) الروم : 30
وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ،منها قوله تعالى ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك) هود:112.وقوله تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة) فصلت:30. أي عند الموت تبشرهم بقوله تعالى(لاتخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنت توعدون) فصلت:30. وفي التفسير أنهم إذا بشروا بالجنة قالوا: وأولادنا ما يأكلون وماحالهم بعدنا ؟ فيقال لهم( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فصلت:31 أي نتولى أمرهم بعدكم، فتقر بذلك أعينهم.
وقال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الأحقاف
وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل: (وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم)الحج : 54 وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد) إبراهيم : 1.
ولما كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله( فاستقيموا إليه واستغفروه) فصلت : 6 . قال ابن رجب : ” فيه إشـــارة إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامــة المأمور بها ، فيجبر ذلك الاستغفار المقتضي للتوبـــة والرجـــوع إلى الاستقامة ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخللهبالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير فهو كما قال النبي e لمعاذ ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها)، وقد أخبر النبيe أن الناس لن يستطيعوا الاستقامة حق الاستقامــة ،فقال صلى الله عليه وسلم( استقيموا ولن تحصوا)رواه أحمدوفي الصحيحين عن أبي هريرة . عن النبيe قال ( سددوا وقاربــــوا)رواه البخاري .
فالسداد هو حقيقة الاستقامــة ، وهوالإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصـــد ، والمقاربة أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يصب الغرض نفسه ، ولكن بشرط أن يكون العبد مصمماً على قصد السداد وإصابة الغرض ، فتكون مقاربته عن عمد.
وإذا أردنا أن تتحقق الاستقامة في البدن فلابد من استقامة القلب أولا ، لأن أصل الاستقامة استقامة القلب على التوحيد، ومتى استقام القلب على معرفة الله وعلى خشيته، وإجلاله ومهابته ومحبته، وتعظيمه وإرادته ورجائه ودعائه، والتوكل عليه والإعراض عما سواه، واستقام على معاني الخوف من الله ,استقامت الجوارح على طاعة الله ,لأن القلب هو ملك الأعضاء ، وهي جنوده،فإذا استقام الملك استقامت جنوده ورعاياه، قال رسول الله: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسدكله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"رواه البخاري ومسلم.
ثم يليه في الأهمية : استقامة اللسان ، وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان لأنه الناطق بما في القلب والمعبّر عنه فهو ترجمان القلب ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قَالَ قُلْ رَبِّيَ اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقِمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَاأَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ هَذَا.وقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أنس . أن النبي قال : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانــه.
و قالe" إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ , فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ ، فَتَقُولُ : اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا "رواه الترمذي .

إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ أي دخل في الصباح (فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ) جمع عضو كل عظم وافر بلحمه (كُلَّهَا ) تأكيد تُكَفِّرُ اللِّسَانَ) بتشديد الفاء المكسورة ، أي تتذلل وتتواضع له ، كما قيل(كفر اليهودي إذا خضع مطأطأ رأسه وانحنى لتعظيم صاحبه ) . وقيل: التكفير هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه)فَتَقُولُ) أي الأعضاء له حقيقة أو هو مجاز بلسان الحال (اتَّقِ اللَّهَ فِينَا) أي خفه في حفظ حقوقنا (فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ) أي نتعلق ونستقيم ونعوج بك (فَإِنِ اسْتَقَمْتَ) أي اعتدلت (اسْتَقَمْنَا) أي اعتدلنا تبعا لك (وَإِنِ اعْوَجَجْتَ) أي ملت عن طريق الهدى (اعْوَجَجْنَا) أي ملنا عنه اقتداء بك قال الطيبي : فإن قلت : كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين قوله eإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب قلت : اللسان ترجمان القلب وخليفته في ظاهر البدن ، فإذا أسند إليه الأمر يكون على سبيل المجاز في الحكم.


" ماهي مجالات الاستقامة؟

1_أمور العبودية يجب أن تكون لله سبحانه وتعالى-ولذلك قال تعالى﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ قبل قوله ﴿ اهدنا الصراط المستقيم ﴾ . إذاً لابد أن تتوجه العبادة لله - سبحانه وتعالى.

2- الاستقامة فى التشريع معناه الرضي و القبول بحكم الله - سبحانه وتعالى﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهمولذلك نفى الإيمان عمن يطلب التحاكم إلى غيره - سبحانه وتعالى – من المؤمنين﴿ وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم.
إذاً لابد من القبول بحكم الله - جل وعلافى النفس والمال وفى جميع أمور الحياة كلها لأن هذا الدين مبناه على الاستسلام لله - سبحانه وتعالى – فلا يكون مستقيماً إذا لم يرضى بحكم الله - جل وعلا.
3- الأستقامة على الأخلاق فعلى العبد أن يكون مستقيما في أخلاقه سواء كانت الأخلاق فيما بين الإنسان وبين أسرته أو بينه وبين الناس﴿وقولوا للناس حسنا ﴾.و قال النبى e وخالقالناس بخلق حسن).حتى الأخلاق فى التعامل مع الكفار. ولأهمية الأخلاق نص عليها فى الاقتداء بالنبى e فقال الله سبحانه وتعالى﴿ وإنك لعلي خلق عظيم ﴾ ﴿ لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة ﴾.
4- فى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وفى العمل لهذاالدين" يجب أن يكون المرء مستقيماً على منهاج رسول الله e وقد أعطاناالله سبحانه وتعالى المنهاج﴿ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ﴾ وفى الآية الأخرى ﴿ ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ﴾ .
5- الاستقامة في الحياة عموماً، بمعنى التكامل في مجالات الحياة،في التعامل مع الله , مع الأسرة .مع الناس مع الجيران هذه نقطة مهمة نأخذها من قوله e (ثم استقم).




__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-04-2010, 09:46 PM
الصورة الرمزية ام ايمن
ام ايمن ام ايمن غير متصل
مشرفة ملتقى السيرة وعلوم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
مكان الإقامة: العراق / الموصل
الجنس :
المشاركات: 2,056
افتراضي رد: الحديث الحادي والعشرين/ الاستقامة لب الإسلام/ الأربعين النووية

فضائل الاستقامـة بعد الإيمان


1- للاستقامة ثمار عديدة لا تنقطع ، فهي سبب لبسط الرزق وباب من أبواب الخير ، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب ، بل تشمل كل من حوله ،ويفهم هذا من قوله تعالى(وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) الجن .قال القرطبي : ” أي لو آمن هؤلاء الكفار لوسعنا عليهم في الدنيا وبسطنا لهم في الرزق.




2- سبب لنصر الله إذا استقام العبد على منهاج الله نصره الله﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوااللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾محمد:7. سنة كونية معادلة .هذه المعادلة تقول إن استقام العبد على منهاج الله نصره الله نكون مع الله يكون الله معنا ننصر الله ينصرنا الله، نحفظ الله يحفظنا.
3- وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة ، وهم ثابتون على كلمة التوحيد ،لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا ، كما قال الله تعالى( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ، نزلا من غفور رحيم) فصلت : 30 – 32 . فتتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم بالجنـة وعدم الخوف .


قوله [ تتنــزل عليهم الملائكـة ] :قيل : عند الاحتضار ، وقيل : يوم خروجهم من قبورهم ، وقيل : يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث ، واختار هذا القول ابن كثير وقال : ” وهذا القول يجمـــع الأقوال كلهــاوهو حسن جداً.

4- أنه لا خوف ولا حزن على المستقيــم.
أسباب الاستقامــة
1- دعاء الله بالثبات .كانe يقول(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك).
2- قراءة القرآن وتدبره .قال تعالى} .. لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً{.
3- أن من استقــام في هذه الدار على الهداية ، وفقه الله تعالى للهداية يوم القيامة.
قال ابن القيم رحمه الله : فمن هدي في هذه الدار إلى صراط الله المستقيــم ، الذي أرسل به رسله ، وأنزل به كتبــه ، هدي هناك إلى الصراط المستقيــم ، الموصل إلى جنتــه ودار ثوابــه ، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ، يكون ثبوت قَدَمــه على الصراط المنصوب على متــن جهنــم ، وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط.
4- الحث على مجالسة ومصاحبــة أهل الاستقامــة .
5- وجوب المداومــة على العمل الصالح وأن ذلك من أسباب الاستقامــة.
وأفضل العمل ماداوم عليه صاحبه .قالe (أحب الأعمال إلى الله أدومهــا وإن قل).
وهذا كان هدي النبيeإذا عمل عملاً أثبتــه .قالت عائشة(كان رسولاللهeإذا عمل عملاً أثبتــه) رواه مسلم.
قال النووي : ” وإنما كان القليل الدائم خيراً من الكثير المنقطع لأن بدوام القليل تدوم الطاعـــة والذكر والمراقبــة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافاً كثيرة.
وللمداومــة على العمل الصالــح آثار:
أولاً : دوام اتصال القلب بخالقــه ممايعطيه قوة وثباتاً واستقامــة.
ثانياً : تعهــد النفس عن الغفلة وترويضها على لزوم الخيرات حتى تسهل عليها.
ثالثاً : أن المداومة على العمل الصالح سبب للنجاة من الشدائد .
قالe ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاءفي الرخاء ) رواه الترمذي .
من فوائدالحديث

1- يرشدنا الحديث إلى وجوب الإيمان بالله تعالى والاستقامة على التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده.
2- حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعلّم دينهم والمحافظة على إيمانهم وعلى السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم. 3
- أن الإنسان ينبغي له أن يسأل عن العلم السؤال الجامع المانع حتى لا تشتبه عليه العلوم وتختلط، لقوله: "قَولاً لا أَسأَلُ عَنهُ أَحَدَاً غَيْرَك. 4
- ان الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين، الإيمان ومحله القلب ،والاستقامة ومحلها الجوارح، وأن الإيمان بالله لا يكفي بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه.



5- الأيمان والأستقامة ركنين أساسيين من أركان السعادة الدنيوية والآخروية.

6- أن النبي e أعطي جوامع الكلم حيث جمع كل الدين في كلمتين" آمَنتُ بِاللهِ، ثُمَّ استَقِم".

7- التعبير بكلمة الاستقامة دون التعبير المشهور عند الناس الآن بكلمة الالتزام، فإن الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين قالوا: فلان ملتزم، والصواب أن يقال: فلان مستقيم كما جاء في القرآن والسنة .



8- أنه ينبغي للإنسان أن يتفقد نفسه دائماً هل هو مستقيم أو غير مستقيم؟ فإن كان مستقيماً حمد الله وأثنى عليه وسأل الله الثبات، وإن كان غير مستقيم وجب عليه الاستقامة وأن يعدل سيره إلى الله عزّوجل.

فمن أخر الصلاة عن وقتها فهو غير مستقيم ، لأنه أضاع الصلاة.
ومن منع الزكاة فهو غير مستقيم لأنه أضاع الزكاة.
ومن يعتدي على الناس في أعراضهم فغير مستقيم، لفعل المحرم.
ومن يغش الناس ويخادعهم في البيع والشراء والإجارة والتأجير وغير ذلك فهذا غير مستقيم.
فالاستقامة وصفعام شامل لجميع الأعمال .

نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .


ما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمنى ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه .


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستغفرك ونتوب اليك






__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-05-2010, 12:13 AM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: الحديث الحادي والعشرين/ الاستقامة لب الإسلام/ الأربعين النووية

جزاك الله خيرا أختي الغالية
بارك الله لك ونفع بك
وفقنا الله لما يحب ويرضاه وتقبل منا صالح الاعمال
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-05-2010, 04:15 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الحديث الحادي والعشرين/ الاستقامة لب الإسلام/ الأربعين النووية

ماشاءالله لا حرمك الله الأجر واسأله سبحانه ان يحرم جسدك على النار وان تكوني من أهل الجنة بلا سابقة حساب ولا عذاب اللهم آمين اللهم آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 106.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 103.43 كيلو بايت... تم توفير 3.05 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]