فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 66219 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14348 - عددالزوار : 757370 )           »          ركعتا الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فوائد قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شهر الله المحرم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأب السبب والسند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التربية بالموقف نماذج وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حقوق الوالدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          هل تندلع الحرب الكبرى؟ سقوط إيران يمهد لصدام إسرائيلي-تركي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طبائع اليهود ومكائدهم في الآداب العالمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-08-2009, 05:20 AM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي في المنتدى،

جزاكم الله خيراً،
فإنما هذا بحث حول صلاة الجمعة على المذاهب الأربعة،
رحم الله أئمتنا أجمعين،
بحث قمت به أيام الدراسة،
وأضعه الآن بين أيديكم على حلقات،
ولا يجب أن أغفل حقيقة هامة للغاية،
أني استعنت برسالة دكتوراة حول هذا الموضوع،
اعتمدت عليها في كيفية التقسيم والتبويب،
ثم إني لم أكتف بالنقل،
بل سعيت واجتهدت ورجعت إلى مراجع كثيرة لم تعتمد هناك،
لأخرج بهذا العمل المتواضع،
فتابعونا جزاكم الله كل الخير،
وباسمه تعالى،
متوكلين عليه،
نبدأ، فنقول:


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى من اقتص أثرهم، واقتفى نهجهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

لقد أكرم الله عز وجل الأمة الإسلامية، ومن عليها بأن جعل لها عيداً أسبوعياً تجتمع فيه على ذكره عز وجل، وجعل لنا فيه ساعة لا نوافقها بالدعاء، إلا واستجيب لنا بإذنه تعالى.

لذا، أحببت أن أكتب بحثاً في يوم الجمعة، يدفعني إلى ذلك الاستهتار الواضح الذي نراه اليوم في أدائها، فمن متعمد لتأخير قدومه إلى صلاة الجمعة، إلى من يلهو خارجاً طيلة الخطبة، فإذا انتهت دخل المسجد ليصلي، وصولاً إلى المتزاحمين للخروج فور انتهاء الصلاة، ناهيك عمن يتململ ويتضجر من الخطبة،إلى من يتكلم خلالها، ومن يصلي رفعاً للعتب، فإذا انتهت الصلاة أسرع للهو والعبث دون أن يشغل نفسه بذكر أو دعاء.

فكان لا بد من البحث في هذا الموضوع، لنبين فضائل وأحكام هذا اليوم الكبير، وشروطه وسننه ومنهياته، باعتمادنا المذهب الحنفي كأساس في هذا البحث، عارضين للخلاف الذي قد يرد بين أئمة هذا المذهب، مع التطرق لعرض آراء الأئمة في المذاهب الشافعية والمالكية والحنبلية، رحمة الله عليهم أجمعين.

كما عمدت إلى تبويب الأحاديث النبوية الشريفة في كثير من الأحيان، وتغاضينا عن ذلك قليلاً، نظراً لورودها والاحتجاج بها في الكتب الفقهية التي رجعنا إليها، ولما كان هذا البحث قائماً على أساس المذهب الحنفي، كان طبيعياً أن تكون مراجع المذهب الحنفي أكثر من مراجع المذاهب الأخرى مجتمعة، وما كان ذلك إلا لأن المشرف على الرسالة أراده كذلك.

وبالحديث عن هذه المراجع، فإني قد وجدت أمامي العشرات، فكان لا بد من اعتماد قسم منها، منعاً للتكرار أولاً، وكي لا ينقلب البحث إلى رسالة دكتوراة ثانياً، وقد أثبتنا هذه المراجع في نهاية البحث.

وهنا، لا بد لي من أن أتقدم بالشكر العميق لكل من وضع أمامنا المراجع اللازمة، داعياً الله عز وجل أن يوفقني ويتقبل مني، إنه سميع مجيب.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-08-2009, 05:20 AM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

وبعد أن عرضنا مقدمة البحث،
ننتقل إلى الباب الأول من الرسالة،

وسنعرض فيه فصلين اثنين،
الكلام في أحدهما عن فضائل يوم الجمعة وخصائصه،
أما الثاني، فسيكون للأحكام الخاصة بهذا اليوم العظيم،
وبعد الانتهاء منهما،
نبدأ مع فصول جديدة،
يتمحور حولها الباب الثاني
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-08-2009, 05:21 AM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

البـــــاب الأول


الفصل الأول
فضــــــائل يـــوم الجمعة


يوم الجمعة منحة إلهية للأمة الإسلامية، التي كرمها الله تعالى، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، فكان لا بد لها من عيد أسبوعي لها، فيه من أسباب الخير والثواب ما لا تجده في باقي الأيام، وقد فرض الله تعظيمه على اليهود والنصارى، فضلوا عنه ولم يهتدوا إليه، فهدى الله إليه هذه الأمة.


فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالناس لنا فيه تبع: اليهود غداً، والنصارى بعد غد} 1
قال الإمام النووي:{يمكن أن يكونوا أمروا به صريحاً فاختلفوا هل يلزم تعيينه أو يسوغ إبداله بيوم آخر، فاجتهدوا في ذلك وأخطأوا} 2



معنى الجمعة:
الجمعة بضم الميم وإسكانها وفتحها، فالضم اتباع لحركة الجيم، والسكون لأنها على وزن فعْلة، والفتح بلغة تميم، بمعنى فاعل، كما يقال همَزة ولمَزة لكثير الهمز واللمز، وهي في كل الأحوال تحمل معنى تَجَمُّع الناس وكثرتهم فيها.

سبب التسمية:
إذاً، سميت جمعة، لاجتماع الناس فيها، قاله النووي، وقيل لأن خلق آدم جمع فيه، وقيل لأن الله تعالى يجمع فيه بين العباد والرحمة، وكان يوم الجاهلية في الجاهلية يسمى العروبة.
وقال ابن حجر إن أصح الأقوال في سبب تسميته بيوم الجمعة أن خلق آدم جُمع فيه، ويليه عنده في القوة، القول بأنه سمي كذلك لاجتماع الناس فيه. 3



أيها الإخوة الأحبة، لقد خص الله تعالى يوم الجمعة بفضائل عظيمة، فضائل بينها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم،إذ لم يترك خيراً إلا ودلنا إليه، ولا يحرم نفسه من فضائل الجمعة إلا واحد من اثنين،إما أن يكون جاهلاً،أو يكون محروماً.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلث آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة} 4

وعنه أيضاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام، وفيه أُهبط، وفيه تِيب عليه، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة، إلا الجن والإنس، وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم يسأل الله عز وجل شيئاً إلا أعطاه إياه} 5


وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، وُقي فتنة القبر} 6

وعن أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة} 7

كما ورد في يوم الجمعة أيضاً: {هو خير أيام الأسبوع، ويوم عيد فيه ساعة إجابة، تجمع فيه الأرواح، وتزار القبور، ويأمن الميت فيه من عذاب القبر، من مات فيه أو في ليلته أمن من فتنة القبر وعذابه، ولا تسجر فيه نار جهنم، وفيه خُلق آدم، وفيه أُخرج من الجنة، وفيه يزور أهل الجنة ربهم سبحانه وتعالى}.

وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها}.

والجدير بالذكر أن أهل المدينة صلوها قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، إذ قالوا: {لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وكذلك للنصارى، فهلم فلنجعل لنا يوماً نجتمع فيه ونذكر الله تعالى ونصلي ونشكره}، فجعلوه يوم العروبة 8

وما زلنا أيها الأحبة،
ما زلنا مع الفصل الأول،
وبالتالي، فإن الكلام عن الفضائل،
لما ينته بعد،
فتابعوا التتمة أكرمكم الله تعالى،
لنعرف معاً، متى ذلك الوقت العظيم،
وقت ساعة الاستجابة.


يتـــــــــــــــبع


1- صحيح البخاري- كتاب الجمعة- باب فرض الجمعة.
صحيح مسلم- كتاب الجمعة- باب هداية الأمة.
2- فتح الباري: 2\355
3- المرجع ذاته: 2\353
4- صحيح مسلم- كتاب الجمعة- باب فضل يوم الجمعة.
5- النسائي- كتاب الجمعة- باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة.
6- الترمذي- كتاب الجنائز- باب ما جاء في من مات يوم الجمعة.
7- تفسير الطبري- الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة.
8- حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح 1\335

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-08-2009, 05:22 AM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة


متابعة الفصل الأول


فضـــــائل يــــــوم الجمـــــعة


أحبتي في الله، في معرض كلامنا السابق عن فضائل يوم الجمعة، اتضح لنا أن لهذا اليوم فضائل عظيمة، ليست ليوم غيره، إذ كان بدء خلق الإنسان، وإخراج آدم من الجنة، والتوبة عليه، وكذلك قيام الساعة، كل ذلك في هذا اليوم العظيم، كما أن فيه ساعة جليلة، من اغتنمها فاز فوزاً كبيراً، ألا وهي ساعة الإجابة.
ولكن، متى وقت هذه الساعة؟؟



هنا لنا الوقفة أحبتي في الله، لننظر إلى وقتها، الذي اُختلف فيه اختلافاً كثيراً، حتى لتصل الأقوال في وقتها، إلى حوالي الأربعين قولاً 1 والصحيح فيها أحد القولين، والله أعلم.


1- القول الأول: أنها من وقت جلوس الإمام على المنبر، إلى أن تقضى الصلاة.
وذلك لما ورد في صحيح مسلم، أن أبا موسى الأشعري، سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة} 2
كما أخرج الطبراني عن عوف بن مالك، قال: {إني لأرجو أن تكون ساعة الإجابة في إحدى الساعات الثلاث، إذ أذن المؤذن، وما دام المؤذن على المنبر، وعند الإقامة} 3

والمعتمد في المذهب الحنفي أن أصح الأقوال فيها، فيما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة 4

2- القول الثاني: أنها بعد صلاة العصر، لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.
{إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر} 5
{يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر} 6


ولنستمع معاً إلى حوار أبي هريرة مع عبد الله بن سلام، رضي الله عنهما، قال ابن سلام: " قد علمت أي ساعة هي، هي آخر ساعة في يوم الجمعة"، فقال أبو هريرة: " وكيف تكون آخر ساعة في يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي)، وتلك الساعة لا يُصلى فيها " ؟
فقال ابن سلام: " ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم (من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي) " ؟
لا، بل لقد ورد في ما يميز هذا اليوم عما سواه من الأيام، أنه لا تُكره فيه صلاة بعد الصبح، ولا بعد العصر، لما أخرجه ابن شيبة عن طاووس: " يوم الجمعة صلاة كله " 7

وورد أن بعض الصحابة اجتمعوا فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، ولم يختلفوا أنها آخر ساعة بعد العصر 8
وأياً ما كان الأمر، وسواء أرجح هذا القول لدينا أو ذاك، فما من شيء يمنع التماس ساعة الإجابة في هذين الوقتين، وإنما أخفيت ساعة الإجابة يوم الجمعة، ليجتهد في جميعه 9


نعم، قد رأينا أيها الإخوة أن الله سبحانه وتعالى جعله من الأمور التي أقسم بها في القرآن الكريم،إذ قال عز وجل: (وشاهد ومشهود) 10
وما دمنا قد فتحنا كتاب الله العزيز، فلننتقل إلى جزء المجادلة، ونراجع سوره، لنرى أن الله عز وجل أسمى سورة في القرآن باسمه، دون أيام الأسبوع جميعاً 11


أيها الأحبة في الله، لا يتمثل عظمة الصلاة وتفضيلها عما سواها، في صلاة الجمعة فقط، ولا لأن القراءة فيها جهرية، بعكس قراءات النهار جميعاً 12، بل نزيد على ذلك، ونرجع إلى أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، لنقرأ معاً ما يلي: {ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفوراً له} 13


ليس هذا فحسب، بل إن الله عز وجل فضل لنا هذا اليوم على أتم وجه، فحتى الذكر بعد الصلاة، وما نعلمه من ثوابه، فإن له لوناً آخر نهار الجمعة، فأفضل الذكر ثواباً ما كان بعد صلاة الجمعة، لما روي من حديث أنس مرفوعاً: {من قرأ إذا سلم الإمام يوم الجمعة، قبل أن يثني رجليه فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد والمعوذتين سبعاً، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأعطي من الأجر بعدد من آمن بالله ورسوله } 14

وكذلك الذكر الموجب للمغفرة، نراه ماثلاً أمامنا يوم الجمعة، إذ أخرج الطبراني عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قال قبل صلاة الغداة يوم الجمعة ثلاث مرات: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر} 15



تابعوا الفصل الثاني أكرمكم الله



1- فتح الباري: 2\416
2-صحيح مسلم- كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة
3- اللمعة في خصائص الجمعة: 1\ 83
4- حاشية ابن عابدين: 2-164
5- مسند الإمام أحمد: 10292
6- النسائي- كتاب الجمعة- باب الجمعة
7- اللمعة في خصائص الجمعة: 1\122
8- تحفة الأحوذي: 2\504، 505
9- حاشية الطحطاوي: 1\461
10- سورة البروج، الآية رقم 3
11- السورة رقم 62 في ترتيبها في المصحف، التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية الطاهرة
12- اللمعة في خصائص يوم الجمعة: 1\20
13- المرجع نفسه: 1\19
14- المبدع: 2\ 171
15- اللمعة في خصائص يوم الجمعة: 1\100
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-08-2009, 05:23 AM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

الفصل الثاني



أحــكام يــوم الجمــعة


ولما كان يوم الجمعة بهذه المنزلة العظيمة كما تابعنا، فقد اختصه الله عز وجل بشعائر وعبادات وأحكام لم يجعلها لغيره من الأيام، كأن تشرع القراءة في صلاة الصبح منه بسورتي السجدة والإنسان، لما ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنه {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعةألم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر}1



ولعل الحكمة في ذلك الإشارة إلى ما فيهما من ذكر خلق آدم وأحوال يوم القيامة، لأن ذلك كان ويقع يوم الجمعة، ذكره ابن دحية، وقال البعض: بل قصد السجود الزائد 2
لكن ينبغي للإمام ألا يداوم عليهما لئلا يظن البعض أن قراءة السجدة يوم الجمعة فرض، إذ قد يظن كثير ممن لا علم له أن المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة زائدة، ولذلك كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السور في فجر الجمعة دفعاً لتوهم الجاهلين 3.


أما في صلاة الجمعة، فتستحب قراءة الأعلى والغاشية كما ورد عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله 4 وقيل بل تستحب قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى، والمنافقون في الثانية 5

كما تستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: {إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين} 6

وفي ناحية قراءة القرآن أيضاً، نجد أنه تستحب قراءة الدخان ويس ليلة الجمعة، لما أخرجه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من قرأ ليلة الجمعة حم الدخان ويس أصبح مغفوراً له} 7



ومن الأحكام المتعلقة بهذا اليوم العظيم أنه يستحب الإكثار من الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها، لحديث أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: {إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي}
قالوا يا رسول الله، كيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: {إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل من أجساد الأنبياء} 8


وإذا ما أتينا إلى ناحية الصيام والقيام، نرى أنه يُكره إفراد يوم الجمعة بالصيام وليلته بالقيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم } 9
وعن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال لها: {أصُمتِ أمس؟ قالت لا. قال: تريدين أن تصومي غداً؟ قالت: لا. قال: فأفطري} 10


وننتقل إلى مسألة السفر، فإنه يُحرم لمن دخل عليه وقتها وهي تجب عليه، ويُباح قبل الزوال وبعده 11

أما لدى المالكية، فيجوز السفر يوم الجمعة قبل الزوال، وقيل يُكره، أما بعد الزوال، فإنه يُمنع باتفاق أهل المذهب كلهم.
وعند الشافعية أن السفر يوم الجمعة لا يجوز إلا مع إمكان أدائها في طريقه.
وذهب الحنابلة إلى أن من وجبت عليه الجمعة، لا يجوز له السفر بعد دخول وقتها، وفي السفر قبل الوقت ثلاث روايات: المنع،
الجواز، المنع إلا للجهاد. 12


كذلك، يُحرم البيع والشراء يوم الجمعة إذا أذن المؤذن عند جلوس الإمام على المنبر، لقول الله عز وجل:
[يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون] 13

لكن، هل يُحرم غير البيع من العقود كالإجارة والصلح والنكاح ؟

ذهب الجمهور من الأحناف يوافقهم المالكية والشافعية والحنابلة في أحد قولين إلى أن غير البيع - من العقود التي يُتصور أن تشغل المصلي - في حكم البيع من حيث التحريم.


هذا ولا تقام صلاة الجمعة إلا في المصر 14، وإن كان الشافعي يرى وجوب إقامتها في القرية 15، أما مالك فلا يجيز إقامتها في القرية إلا بشرط أن تكون القرية كثيرة، فيها سوق وجامع وأزقة 16
وماذا عن المعذورين إن كانوا جماعة؟ هل يصليها كل واحد لوحده، أو أن عليهم كسب ثواب الجماعة؟؟

يرى الأحناف، ويوافقهم المالكية، أنه يُكره أن يصلي المعذورون الظهر يوم الجمعة في المصر، لئلا يُتهموا بالرغبة عنها 17،
فيما يخالفهم الشافعي في ذلك، إذ يرى من السنة أن يُقيموها في الجماعة، لكن إن خفي عذرهم وجب عليهم إخفاؤها 18

وبكل الأحوال، لا تُقام معها جمعة في المصر، أو في القرية إلا لعذر 19،
وما من خلاف في ذلك.
وما زلنا مع أحكام يوم الجمعة



1- الاستذكار5\86، 87
2- اللمعة في خصائص يوم الجمعة 1\15
3- زاد المعاد 1\375
4- مسند أبي حنيفة 1\53
5- تحفة الفقهاء 1\162
6- الحاكم - كتاب التفسير- تفسير سورة الكهف.
7- اللمعة في خصائص الجمعة 1\100
8- مسلم- كتاب الصيام- باب كراهة إفراد يوم الجمعة بصوم لا يوافق عادته.
9- المرجع نفسه.
10- البخاري- كتاب الصيام- باب صوم يوم الجمعة.
11- تحفة الملوك 1\100
12- المقدمة الحضرمية 1\103
13- سورة الجمعة، الآية رقم 9
14- فتاوى السغدي 1\90
15- المقدمة الحضرمية 1\104، 105
16- الكافي 1\69
17- المبسوط للشيباني 1\189
18- المقدمة الحضرمية 1\103
19- المبسوط للشيباني 1\345
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-08-2009, 05:24 AM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

أحكام يوم الجمعة (متابعة).

إخوتي في الله،
قبل أن ننتقل بكم إلى المبحث الثاني،
مبتدئين به في وجوب صلاة الجمعة والترهيب من تركها،
رأينا أن نعرض عليكم طائفة أخرى من الأحكام المتعلقة بهذا اليوم العظيم،
مع ملاحظة أن أحكام هذه الجلسة خاصة بالمذهب الحنفي فحسب،
وبالاتكال على رب العباد،
وباسمه تعالى،
نبدأ عرض الأحكام.

إليكم هذه الأحكام يا إخوتي

لقد كان من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذا اشتد الحر أن يُبرد بصلاة الظهر، فماذا إن اشتد الحر يوم الجمعة، هل نُبرد بها أو لا نفعل ذلك؟؟
والإجابة هي أنه لا يُسنَ الإبراد فيها، ولو اشتد الحر، لما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله عنه،
{كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا اشتد الحر أبرد بالصلاة بغير الجمعة} 1

صلاة الجمعة يٌقصد بها اجتماع المسلمين، فماذا لو أتى العيد يوم الجمعة، فهل يلزم الاجتماع لصلاة العيد، ثم لصلاة الجمعة؟؟
والإجابة أنه لا يلزم إلا أحدهما، أما الخلاف، فيقع في أيهما أولى 2

من صلى الظهر يوم الجمعة قبل أداء المسلمين صلاتها من دونما عذر، هل تجوز صلاته هذه؟؟
البعض ارتأى أنها جائزة، مع كراهية أن يفعل ذلك 3،
فيما ارتأى البعض الآخر، ومنهم الإمام زفر، أن صلاته تلك لا تُجزئه، ولا بد له من أداء صلاة الجمعة، باعتبار الجمعة هي الفريضة أصالة، والظهر كالبدل عنها، ولا يُصار إلى البدل مع القدرة على الأصل 4

وهنا يبرز السؤال الآخر، إن صلى الظهر، ثم توجه لأداء صلاة الجمعة، فهل تبطل صلاته تلك أو لا؟؟
يقول الإمام أبو حنيفة إنها لا تبطل حتى يدخل مع الإمام 5 فيما يرى أصحابه أنها تبطل بمجرد توجهه إليها 6

لمن خاف أن تفوته صلاة الجمعة إن توضأ، هل يجوز له أن يتيمم؟؟
كلا، لا يجوز له ذلك، لأن صلاة الجمعة تفوت إلى خلف لها 7 ولأن الوضوء هناك يُتوصل به إلى صلاة الظهر الذي هو أصل فرض الوقت، فكان مخاطباً باستعمالها بالماء 8

لنفترض أن الناس غادروا جميعاً المسجد فجأة قبل إتمامهم الصلاة، فماذا يفعل الإمام في هذه الحالة،
وكيف يصلي؟؟
المسألة فيها تفصيل بسيط، ما قبل البدء بالصلاة وما بعد ذلك،
فإن كان الإمام قد افتتح صلاته أكملها كصلاة جمعة ولو نفر الناس جميعاً،
وإلا فعليه أداؤها كصلاة الظهر 9

المسجد ليس فيه مكان مخصص للنساء عادة، ومع هذا دخل بعض النساء في الصلاة، دون أن ينوي الإمام أن يؤمهن، فهل يصح اقتداؤهن به؟؟
أيضاً هناك قولان، أحدهما أنه يصح 10 والثاني يقول بعدم صحته،
والأكثرية على الرأي الثاني 11

معذور في صلاة الجمعة بطل عذره، صلى الظهر في عذره ذلك، ثم توجه لأداء صلاة الجمعة، فهل تفسد صلاته تلك؟؟
وبالتالي يتوجب عليه إما صلاة الجمعة إن أدركها، أو إعادة الظهر إن لم يدرك الجمعة؟؟
الواقع أن هذا ما يقوله الإمام أبو حنيفة ويأخذ به، أن مجرد توجهه إلى الجمعة أفسد صلاته للظهر، وعليه إعادتها إن لم يدرك الجمعة مع الإمام،
فيما يخالفه أصحابه في هذا، فالإمامان أبو يوسف ومحمد قالا إن صلاة الظهر لا تفسد إلا إذا أدرك الجمعة، فإن فاتته، فقد صلى الظهر بالفعل، ولا حاجة به لإعادة صلاته،
أما الإمام زفر، فيخالف كل منهم في ناحية، فصلاته للظهر لا تفسد سواء أدرك الجمعة أو لم يدركها،
فصلاته هي ما صلاه في بيته لعذره، فإن أدرك الجمعة، فهي نافلة له 12

ماذا لو فات الإمام شيء في صلاته أبطلها،
فهل يعيد صلاة الجمعة؟؟
نعم، وجب عليه أن يعيدها،
إنما لا يُلزم بإعادة الخطبة 13

قد علمنا أن المسافر لا تجب عليه صلاة الجمعة، ولو صلاها لا بأس بهذا، ولكن هل يحق له أن يصليها إماماً، وهي الغير واجبة عليه أصلاً؟؟
يرى زفر أنه لا يجوز ذلك، لهذا الاعتبار أنه ما من جمعة على المسافر،
لكن أصحاب المذهب الحنفي يردون عليه مستشهدين بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أقام الجمعة بمكة،
وقد كان مسافراً 14

وآخر هذه الأحكام هنا، متعلق فيما ينبغي على الإمام أن يفعل، فيما لو نسي أن يجهر بصلاته الجمعة، وإن كان يجب عليه إعادتها باعتبار أنها جهرية؟؟
الجواب هو كلا، بل لا يسجد حتى للسهو، دفعاً للفتنة 15
وما يزال الكلام مستمراً في الباب الثاني إن شاء الله تعالى
1- حاشية ابن عابدين 2\165 +
اللمعة في خصائض الجمعة 1\49
2- الدر المختار 2\166
3- بداية المبتدي 1\26
4- الهداية في شرح البداية 1\83
5- المرجع نفسه 1\85
6- بداية المبتدي 1\27
7- البحر الرائق 1\167
8- المبسوط 1\129
9- البداية 1\27 +
الهداية 1\85
10- البحر الرائق 1\299
11- المبسوط 1\185
12- فتاوى السغدي 1\94
13- شرح فتح القدير 2\62
14- المبسوط 1\249
15- حاشية الطحطاوي 1\69
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01-08-2009, 12:43 PM
الصورة الرمزية سامي
سامي سامي غير متصل
مشرف الملتقى الإسلامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: فلسـطيــن
الجنس :
المشاركات: 9,499
الدولة : Palestine
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

بارك الله فيك اخي الحبيب على العمل المبارك

نسأل الله تعالى ان يجعله في ميزان حسناتك

بالتوفيق
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21-08-2009, 11:54 PM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

أيها الإخوة في الله، دعونا نفتح معاً كتاب الله عز وجل، لنتلو معاً قوله تعالى في سورة الجمعة:
{يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} 1، ثم لنطرح على أنفسنا السؤال الهام جداً:
هل الأمر في هذه الآية يحمل محمل الوجوب أو أنه للاستحباب؟؟


للإجابة على هذا السؤال، نعرض عليكم الآن حديث الصحابي جابر رضي الله عنه إذ قال: {خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: واعلموا أن الله تعالى كتب عليكم يوم الجمعة في يومي هذا في شهري هذا في مقامي هذا، فمن تركها تهاوناً بها واستخفافاً بحقها وله إمام جائر أو عادل، فلا جمع الله شمله، ألا فلا صلاة له، ألا فلا صيام له، إلا أن يتوب، فإن تاب تاب الله عليه} 2



وليس هذا هو الحديث الوحيد المحذر لمن لا يصلي الجمعة، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه ينقل لنا تحذيراً قوياً رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه تحذيراً قوياً إلى هؤلاء المتساهلين بأداء هذه الصلاة العظيمة، {لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على قوم يتخلفون عن الجمعة بيوتهم} 3

للأسف أيها الإخوة الأحبة، بتنا نرى في أيامنا الكثير من أبناء الإسلام ممن يستهين بأداء صلاة الجمعة، متجاهلين كل التجاهل تحذيرات رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يفعل هذا، كقوله: {من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه} 4، وقوله صلى الله عليه وسلم كذلك: {لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله عل قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين} 5

وبعد كل هذا التهديد والوعيد لتارك صلاة الجمعة، يطرح أمامنا تساؤل هام حول (المعذور في أداء الصلاة)، وحكم تركه لها، بل من هم المعذورون أولاً، وبالمعنى الأصح ما هي شروط صحة الجمعة؟؟

شروط صحة أداء صلاة الجمعة تنقسم إلى قسمين، فمنها شروط من صفات المصلي، ومنها شروط ليست من صفاته، فأما الشروط التي من صفات المصلي، فهي ما يلي:

الذكورة، العقل، البلوغ،
الحرية، صحة البدن،
والإقامة.

فلا تجب على امرأة اتفاقاً، ولا على مجنون أو عبد أو مريض، كما أنها لا تجب على المسافر، كما لا تجب على من لم يحتلم 6، للأحاديث التالية:
- {الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: مملوك وامرأة وصبي ومريض}.
- {رُفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق}.
- {ليس على المسافر جمعة}.

هذا ولا خلاف بين الأئمة الأربعة في أن هؤلاء هم المعذورون في أداء صلاة الجمعة، وأنها لا تجب على أي منهم، إلا في رواية شاذة عند الحنابلة في الصبي المميز ولو كان ليس ببالغ، وقول في المذهب الشافعي عن وجوبها على المسافر إذا سمع النداء 7

فماذا لو كان أحد هؤلاء قلبه متعلق بهذه الصلاة، فأداها جماعة في المسجد رغم عذره المرخص له بتركها دون أن يأثم؟؟
الإجابة هي إن صلاها هؤلاء كفتهم، بل وتصح إمامتهم فيها كذلك، ما عدا المرأة، وتصح جماعتهم أيضاً 8


إلا أن ذلك كله مرهون بشرط جوهري للغاية، ألا وهو الإسلام، فلا تصح من الكافر العبادة، وكيف تصح، وقد قال الله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} 9
وقد ورد عن سيدتنا عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل كان يعمل الصالحات في الجاهلية: فهل ذاك نافعه؟؟
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: {إنه لا ينفعه، إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين}10

أيها الإخوة الأحبة، دعونا نعرض تساؤلاً هاماً في مسألة المعذورين، وفي حالة واحدة منهم، حالة العمى، فماذا لو وجد الأعمى من يقوده إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة، فهل تلزمه في هذه الحالة، ويسقط عذره؟؟

يرى الإمام أبو حنيفة، أن الأعمى معذور مطلقاً، فلا يلزمه شهود الجمعة سواء أوجد قائداً أو لم يجد، وذلك لأنه عاجز عن السعي بنفسه، ويلحقه من الحرج ما يلحق المريض.
فيما يخالفه الإمامان أبو يوسف ومحمد، باعتبار الأعمى قادراً على السعي، وإنما لا يهتدي الطريق، فهو كالضال إذا وجد من يهديه 11
وهما في رأيهما هذا يوافقان الرأي الشافعي 12


وبعد أن عرضنا لكم، إخوتي في الله، شروط الجمعة من حيث صفات المصلي، نعرضها لكم من الناحية الأخرى، ومن الشروط التي ليست من صفات المصلي، والتي توجزها النقاط التالية:
المصر الجامع، السلطان، الجماعة، الخطبة، الوقت، الاشتهار.

أما المصر الجامع، فقد ورد في كتب الأحناف أكثر من تعريف له، وأشهر التعاريف ما ورد في الدر المختار أن المصر ما لا يسع أكبر مساجده أهله المكلفين بها 13 وعليه فتوى أكثر الفقهاء.

ولا تصح صلاة الجمعة إلا في مصر جامع، حتى لو أن قوماً اجتمعوا في مسجدهم، فخطب لهم بعضهم وصلى بهم، لا تجزيهم صلاتهم، وعليهم أن يعيدوا الظهر 14 بل ويُكره أن يصلي المعذورون الظهر بجماعة يوم الجمعة في المصر الجامع 15.
أما الإمام الشافعي، فيرى أنه تُسن الجماعة في ظهر المعذورين، لكن يخفونها إن خفي عذرهم، لئلا يُتهموا بالرغبة عن الجمعة 16

فإن كان المصر الجامع مثلاً ممتلئاً، فإن فناء المصر يلحق به، لصحة صلاة الجمعة، ولكن هناك من فقهاء الأحناف من منع الصلاة فيه إذا كان منقطعاً عن العمران 17

فماذا لو كان بين أهل المصر الواحد خلاف ونزاع، وكان اجتماعهم في مكان واحد، ولو كان لصلاة الجمعة، سبباً للتهييج والفتنة، فما العمل في هذه الحالة؟؟
الإجابة أنه في هكذا حالة، فإنه تجوز صلاة الجمعة في المصر الواحد في أكثر من موضع، منهم من حصرها بموضعين لا أكثر 18، ومنهم من أطلق المسألة بلا تحديد، وأجاز إقامة صلاة الجمعة في هذه الحالة في مواضع كثيرة 19

إذاً، يرى الأحناف أن صلاة الجمعة لا تقام إلا في المصر الجامع، بينما يخالفهم كل من الشافعي ومالك بوجوب إقامتها لأهل القرى في قراهم، وحتى في المذهب الحنفي نفسه نجد قولاً يجيز إقامة صلاة الجمعة في أكثر من مسجد، استدلالاً بأن الإمام علي خرج إلى الجيانة، واستخلف من يصلي بالضعفة في المسجد الجامع 20

وينبغي لإقامة صلاة الجمعة إذن السلطان، قال بذلك الأحناف والأئمة، ثم وقع بينهم الخلاف في التفصيل، فماذا لو لم يأذن السلطان بالإقامة؟؟
رأى الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام ابن حنبل أنه يصح إقامة صلاة الجمعة ولو لم يأذن السلطان، وخالفهم الأحناف بالقول بعدم صحتها، ولكن الأئمة احتجوا بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه ذهب ليصلح بين بني عمرو بن عوف، فأقام الصحابة صلاة الجمعة بإمامة أبي بكر، كما ورد أن علياً صلى بالناس حين كان عثمان محصوراً 21

أما بالنسبة للجماعة، فلا تصح الجمعة بدونها، أما العدد الذي يعتبر جماعة، فقد اختلف فيه، وفي المذهب الحنفي أن الجماعة ثلاثة، فينبغي وجود ثلاثة رجال مع الإمام وفقاً لقول الإمام أبي حنيفة 22 ورأى أبو يوسف ومحمد أن الجماعة تتحقق بأن يكون الإمام والحضور ثلاثة، بل إن لهما قولاً أنه يكفي وجود واحد مع الإمام سواء أكان هذا الواحد رجلاً أو امرأة أو صبياً يعقل 23

أما باقي الأئمة الأفاضل، فقد اختلفوا في العدد، وكانت لهم أقوال عديدة، منها أن العدد الواجب توافره لأداء صلاة الجمعة هو أربعون رجلاً، وفقاً لما يراه الإمام الشافعي: " إن لم يدخل معه في الصلاة أربعين رجلاً لم يكن له أن يصلي الجمعة" 24
ويرد الأحناف أن مصعباً بن عمير أقام الجمعة بالحديبية، باثني عشر رجلاً لا أكثر 25.

وعند الحنابلة أقوال كثيرة في مسألة العدد الذي تتحقق به صلاة الجمعة،أما الإمام مالك، فلم يحدد العدد، فيما رأى بعض أصحابه أن الجماعة لا تنعقد إلا بثلاثين رجلاً، ومنهم من وافق الإمام أبي حنيفة بأن الجماعة تتحقق بثلاثة رجال إلى جانب الإمام 26

إخوتي في الله، ستكون لنا في المرة المقبلة إن شاء الله تعالى، وقفة مع خطبة الجمعة والأحكام الخاصة بها،
فتابعونا أكرمكم الله تعالى.


1- الآية رقم 9 من السورة الكريمة.
2- بدائع الصنائع 1\256 +
المبسوط للسرخسي 2\22
3- هذا الحديث أخرجه الحاكم وقال إنه صحيح على شرط الشيخين، ونجده في صحيح مسلم- كتاب المساجد- باب فضل صلاة الجماعة والتشديد في التخلف عنها.
4- الترمذي- أبواب الجمعة- باب ما جاء في ترك الجمعة بغير عذر.
5- مسلم- كتاب الجمعة- باب التغليظ في ترك الجمعة.
6- فتاوى السغدي 1\94
7- حلية العلماء 2\223
8- تحفة الملوك 1\91
9- سورة الفرقان، الآية رقم 23
10- مسلم- كتاب الإيمان- باب الدليل على أن من مات على الكفر لا ينفعه عمل.
11- المبسوط للسرخسي 2\22، 23.
12- المهذب 1\53
13- الدر المختار 2\136
14- المبسوط للشيباني 1\345
15- بداية المبتدي 1\27
16- المقدمة الحضرمية 1\103
17- حاشية الطحطاوي 1\277
18- المبسوط للسرخسي 2\26
19- البحر الرائق 2\154
20- المبسوط للسرخسي 2\26
21- بدائع الصنائع 1\257+
تحفة الفقهاء 1\161
22- نور الإيضاح 1\83
23- تحفة الفقهاء 1\277
24- المقدمة الحضرمية 1\105
25- المبسوط للسرخسي 2\25
26- الكافي 1\6
__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21-08-2009, 11:55 PM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
إخوتي في الله،
ما زلنا مع شروط صحة الجمعة التي ليست من صفات المصلي،
وحديثنا اليوم معكم حول خطبة الجمعة وكل ما يتعلق بها،
نعرضها لكم في هذه الحلقة،
فتابعوها أكرمكم الله تعالى.


* هل خطبة صلاة الجمعة واجبة؟

يرى الأحناف أنها واجبة، بل إن صلاة الجمعة لا تصح، إن لم يحضر ولو واحد لسماع الخطبة 1،
يخالفهم في ذلك نفر قليل من أصحاب الشافعي ومالك، قائلين بأن الجمعة عيد، وخطبتها كخطبة العيد، ثم إنها تصح لمن لم يحضر الخطبة، وهذا دليل على عدم وجوبها 2
إلا أن استدلالهم ضعيف جداً أمام الآية الكريمة والحديث الشريف، أما الآية الكريمة فهي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، وذكر الله هنا هو الخطبة، وأما الحديث، فهو صلوا كما رأيتموني أصلي)، ولم يصل الرسول صلى الله عليه وسلم الجمعة إلا بخطبة 3.
ومن هنا التأكيد أن صلاة الجمعة لا تصح بدون الخطبة 4

* ماذا يفعل الخطيب لو انتقض وضوءه؟؟ أيلزمه قطع الخطبة لإعادة الوضوء؟؟
الإجابة هي كلا، فالخطبة تصح بدون الوضوء لحصول المقصود منها، والطهارة فيها مستحبة كالأذان، ولكن يكره الخطبة من دون الطهارة، لمخالفة ذلك التوارث 5.
مع ملاحظة أن الشافعية يعدون في الأظهر عندهم، أن الطهارة واجبة 6.

* هل يجوز للخطيب أن يخطب وهو جالس؟؟
يقول الأحناف إن ذلك جائز، لكنه مكروه لمخالفته التوارث 7،
ويخالفهم كل الأئمة في ذلك، فالخطبة لا بد أن تكون من قيام لمن قدر 8، وهذا قول الشافعي ومالك ورواية عن ابن حنبل، لما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه لما سئل عن هذا، أجاب: أليس تتلو قوله {وتركوك قائماً}؟؟ وهذا أحدهم يدخل المسجد فيرى الإمام يخطب قاعداً، فيقول: "انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعداً وقد قال الله تعالى {وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً}9

* هل يجوز للخطيب أن يخطب بغير اللغة العربية؟؟
نعم، يجوز ذلك ولو كان قادراً عليها عند الإمام أبو حنيفة وفي قول لدى الشافعي 10
فيما ذهب المالكية والحنابلة والشافعية في الصحيح من مذهبهم، وصاحبا الإمام أبو حنيفة، أبو يوسف ومحمد، إلى اشتراط كونها باللغة العربية 11، حتى ليقول الإمام مالك أنه لو لم يكن فيهم من يحسن اللغة العربية سقطت عنهم 12

* هل يجوز للخطيب أن يكتفي بخطبة واحدة فقط؟؟
يقول الصحابي جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً خطبة واحدة، فلما أسنً جعلهما خطبتين يجلس بينهما، ومن هنا قول الأحناف بوجوب ذلك 13، خلافاً للشافعي ومالك، اللذان يريان وجوب الخطبتين 14.
وذهب أكثر المالكية، والحنابلة في رواية عنهم، إلى موافقة الأحناف 15، لأن ما استخلصوه من حديث جابر، يفيد أن الجلسة بين الخطبتين هي للاستراحة وليست بشرط 16.


* ما هي مفردات الخطبة؟؟ وهل يجوز للخطيب الاكتفاء فيها بكلمة واحدة؟؟
عند الأحناف: تجوز بكلمة واحدة، فلو اكتفى الخطيب بالتشهد، أو التسبيح، أو الحمد، جازت الخطبة لأن اشتقاق الخطبة من الخطاب، وإن كلمت أحداً بكلمة فقد خاطبته 17
فيما يرى الحنابلة وجوب أن تشتمل كل خطبة منهما على حمد الله تعالى، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقراءة آية والموعظة 18
وذهب المالكية إلى أنه يجزىء ما يصح أن تسميه العرب خطبة، أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والحمد والقراءة فمستحبة 19
أما الشافعي، فوضع فروضاً للخطبتين، الحمد والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، والوصية بالتقوى فيهما معاً، وقراءة آية في إحداها، والدعاء للمؤمنين في الثانية 20

* هل يجوز للخطيب أن يفصل بين أجزاء الخطبة؟؟ وبين الخطبة والصلاة؟؟

فيما عدا قول للأحناف أن الموالاة ليست بشرط، فإن المشهور في المذهب الحنفي، بل في المذاهب الأربعة، أن الموالاة بين أجزاء الخطبة، وبينها وبين الصلاة، أمر واجب، فلو فصل بينهما بفاصل طويل، بطلت الخطبة ووجب إعادتها 21

* هل يجوز للخطيب ألا يؤم الناس في الصلاة؟؟
عند الأحناف نعم 22، وهو قول للحنابلة، وأحد قولي الشافعي، ولا يجيز المالكية ذلك إلا لعذر.

* ماذا لو تحمس الخطيب، وظل يخطب إلى انتهاء الوقت؟؟
تصح خطبة الجمعة في وقت الظهر فقط، ولا تصح بعد ذلك، ولو كان بعضها فيه 23
وهذا قول الأحناف والشافعية والحنابلة، يخالفهم المالكية أن الخطبة والصلاة آخر وقتهما إلى غروب الشمس 24
وهنا التفصيل في صلاة الجمعة في هكذا حالة لدى الأحناف والمالكية والحنابلة، فلو أذن العصر، وهم في صلاة الجمعة، يقطع الإمام الصلاة، ويستقبل صلاة الظهر قضاء لدى الأحناف 25، ولدى الشافعي أن الإمام يبني الظهر عليها، بمعنى أنه لا يقطعها، وما صلى منها يزيد عليه إلى أن يتم ركعات أربع 26
والحنابلة مع الشافعية في قولهم هذا، ولكنهم يقولون إن أتم ركعة قبل أذان العصر، فإنه يتمها جمعة، وإلا فهي صلاة الظهر، ومنهم من أخذ برأي الأحناف في قطع الصلاة وإعادتها، ومنهم من أخذ برأي الشافعية في إتمامها ظهراً دون قطعها 27


إخوتي في الله، هنا ينتهي الكلام حول شروط صحة صلاة الجمعة والتي ليست من صفات المصلي، وإنما بقيت الإشارة إلى نقطة الأداءعلى سبيل الاشتهار، فلو أغلق الأمير مثلاً أبواب الحصن ليصلى وعسكره الجمعة، فإن ذلك لا يجوز له، إلا أن يفتح الأبواب، ليصلي معه العامة.


أيها الإخوة الأحبة، بانتهاء الكلام حول خطبة الجمعة، يتبقى أمامنا فصلان، أحدهما حول سنن الجمعة وآدابها، والثاني حول المنهيات في صلاة الجمعة،
فابقوا معنا في المتابعة،
سدد الله خطاكم إلى كل ما يحبه ويرضاه.


1- نور الإيضاح 1\83
2- المغني 1\171
3- المبسوط للسرخسي 2\24
4- فتاوى السغدي 1\900
5- الهداية شرح البداية 1\83
6- المقدمة الحضرمية 1\106
7- المبسوط للسرخسي 2\25
8- المقدمة الحضرمية 1\106
9- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 1\601 +
المجموع للنووي 4\522 +
كشاف القناع 4\324
10- حاشية ابن عابدين 3\19
11- المجموع 4\522
12- حاشية الدسوقي 1\601
13- المبسوط للسرخسي 2\26
14- الحاوي 3\45 +
الكافي 1\69
15- الإنصاف 2\386
16- المبسوط للسرخسي 2\26
17- فتاوى السغدي 1\93
18- المغني 3\ 175، 176
19- حاشية الدسوقي 1\601
20- المقدمة الحضرمية 1\105
21- حاشية ابن عابدين 3\24 +
مواهب الجليل 1\530 +
كشاف القناع 2\33
23- بداية المبتدي 1\26 +
شرح فتح القدير 2\62
24- المبدع 2\145 +
كشاف القناع 2\26 +
التاج والإكليل 2\157
25- بداية المبتدي 1\26 +
المجموع 4\430
26- التمهيد 8\71
27- الإنصاف 2\376، 377


__________________
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24-10-2010, 03:07 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: فلنضىء الشمعة، ولنصل الجمعة

بارك الله فيكم على المشاركة القيمة
هذه بعض الاحاديت لم تضعوا تخريجا لها
وجاء في صحيح سنن ابن ماجه للألباني عن النبي قال: «إن يوم الجمعة سيد الأيام, وأعظمها عند الله, وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئاً إلا أعطاه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يُشفقن من يوم الجمعة»الألباني: ناصر الدين/صحيح سنن ابن ماجه /
حديث : " الجمعةُ حقٌ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً : عبدٌ مملوكٌ ، أو امرأةٌ ، أو صبيٌّ ، أو مريضٌ " .
أخرجه أبوداود ، والطبراني ،
قال رسول الله :" رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم" رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم عن على وعمر رضى الله عنهما وصححه الألبانى برقم3512 فى صحيح الجامع
يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾سورة الجمعة:الآية 9.

نسأل الله تعالى أن يمنحنا بركات الجمعة وأن يشملنا فيها برحمته ورضاه ويوفقنا فيها لصالح الأعمال.
__________________



رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 129.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 123.72 كيلو بايت... تم توفير 5.75 كيلو بايت...بمعدل (4.44%)]