فَــوضَى ... الأقــلاَم .. !

[الورده الحمراء]

المُقدمات الضَالة تؤدي إلى نِهايات فَاشِلة ،
داِئمًا لديّ قَناعةٌ مَحضة بأن البِداية أصعبُ جِداً من النِهاية
فَحينَ نَبدأ بـِ كِتابة ذَات فَائدة قَد نَستهلكُـ
عُمراً طَويلاً لإنهاءها بـِ الِشكل الذي نَطمحُ إليه ،
وبـِ ذات الوَقت نَستطيعُ إنهاءهُا بـِ حَركةِ مِن قَلمٌ مُتمرد ،
ومِن هَذا المُنطلق يُستَحسن
أن نُمارسُ طُقوس سُكونُ قَلم قبل أن نعصفَ بـ الوَرق .. !

حِين نَكتبُ بـِ ضَمير .. فإن رَايتنا تُصبحُ
بَيضاء وأيادينا وُقلوبنا والأهم صَفحاتُنا دونَ الحَاجة
لـِ الوَخز عَبر السُطور،
خَاصة حين يَكونُ النَقد مُوجهًا
كـ رَصاصة غير عَشوائيّة ،
نُحاولُ تَفاديها بـِ زرعِ وَردة في مَدالج السطور ،
كَي لانُصاب بـِ طَلقة نَار سَطريّة !

الفرق بين القَلمُ الحُر والقًلم المُتمرَد
كـ الفَرق بِينَ رام الله وشيكاغو ،
كَثيرون يَعتقدوَنَ أن القَلم حِين يكونُ حُراً ..
يُصبحُ مُتمرداً وأرى أنه شتان بين الحُريّة والتَمرد ..
بعضُ الأقلام .. تكتبُ لـِ هدف إكتساب
المَعرفة ومُقارعة الفِكر فَتكون عَلى قارعة
الوَرق َكـ وَميضُ يُنير عتمَة ،
تَنصبُ مِن مِحبرة مَوهبة التذوق الكَامل لـِ عطر الحديثْ ،
وبَعضُها تَكتب لأجل مَصلحة مُعينة ..
كـَ إكتسابِ شُهرة ومَديح وإصطياد في
مَاء عَكر وأيضاً لـِ غَاية في نَفس يَعقوب ،
وأُخرى تفيض بِـِ أحبارها من أجل إكتساح
سَاحة يَعتبرُ صَاحبها أنه خَصم فَتتخبطُ يمنةً ويُسرة ،

أقلام فَوضويّة عَابِثة ،
تلكـ التي تَهتُكُ صَفحاتُ الآخرين ..
بـِ سَن رأسِها الحَاد بـِ مِسن المَكيدة
تَتوجسُ الأسِئلة وتُجيد فَن المُراوغة
وسَل السِلاح مَتى ماخَططت لـِ إراقة
الخَاطر وكَسره، وَ المُصاحبة لـِ لغُة
مَن يُريد أن يَركب َالصعّب فَـ أهلاً به .. !!
فـَ تكونُ كـَ كَلمة أخطأتها يَد كيبورد
مُبَتذلة تُفضِي إلى نِهاية غَيرُ مَحمودةٌ عَواقُبها ..

مُرفقة أخيرة :-

القَلمُ الحُر كـ نَغمة بِيانوو
تَعزف أنَاملهُ لَحنٌ عَذب ذُو شُجون ،
لايَنحاز ذلكـ الـ( حُر ) لـِ فَوضى الحَواس
ويَعبرُ طَريقاً لايَصلُ بهَ إلأ لـِ نَفس صَاحبهَ
والمُتَذوقِين بُـ حريَة رأيهُ ..
فَقط لأنهُ يُريقُ في أحبارهِ ذات الـ( إنسَان ) ،