|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التحرش بإمام مسجد عدنان بن سلمان الدريويش السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ تعرض لحوادث تحرش كثيرة، جعلته يشك في أي تصرف ممن حوله، ومع ما هو عليه من طاعة واستقامة؛ فهو إمام مسجد، لكن حياته ملؤها البؤس والكآبة، وهذا يجعله يشك في وعد الله بالحياة الطيبة للمؤمنين، ويسأل: لماذا قدَّر الله أن تكون حياتي هكذا؟ ♦ التفاصيل: أنا شابٌّ أحفظ خمسة وعشرين جزءًا من القرآن، إمام مسجد، أفعل الخيرات؛ من فروض ونوافل، ولا آلو، وقعت لي بعض مواقف التحرش؛ فأصابني وسواس جعلني أشُكُّ في أي تصرف، وأفسِّره على أنه تحرش، ويُدخلني في دوامة من الأسئلة والوساوس، جعلتني أشكُّ أن الله خلقني كي يعذبني، تسيطر عليَّ فكرتان؛ الأولى: أنني أخطأت إذ لم أدفع عني نفسي، والأخرى: أنني كنت قادرًا – في المرات الأخيرة – على الدفاع عني نفسي، ولكن تعوَّدت عدم الدفاع، انقلبت حياتي إلى بؤس وكآبة، أوقفاني عن العبادة، وإذا ما رأيت الذين يتحرشون بي كيف حياتهم سعيدة، يلح عليَّ الوسواس بأن حياتي سيئة، مع ما أفعله من طاعات، وإذا رأيت الذين يعصون الله كيف حياتهم طيبة، أشك في وعد الله للمؤمنين بالحياة الطيبة، أليس الله أرحم بي من نفسي؟ فلماذا قدَّر لي أن تُدمَّر حياتي؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله يا بني، وأسأل الله العظيم الرحيم أن يفرِّج همَّك، وينفِّس كربتك، وأن يهديك الصراط المستقيم، في البداية أشكرك على تواصلك وحسن ظنك بإخوانك في موقع الألوكة، وأسال الله أن يوفِّقنا في الرد على استشارتك، ولي معك يا بني وقفات: • الابتلاء والصبر لهما مزية عند الله، لا ينالها إلا الصالحون، فإذا رأيت أن الله ابتلاك ببعض المصائب، فاصبر واحمَدِ الله على ذلك؛ جاء عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال: ((قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، فيُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبًا، اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة، ابتُلِيَ على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة))؛ [صحيح الترمذي]. • يُصاب بعض الأشخاص ببعض الأفكار السلبية المتكررة، أو الصور الْمُلِحَّة المتكررة، تأتي في ذهن الشخص، وتفرض نفسها عليه، مع محاولته مقاومتها ودفعها عنه، وهذه الأفكار يمقتها الشخص ويقاومها، ويعتقد خطأَها، ولكن لا يفلح في التخلص منها؛ لأنها تفرض نفسها عليه بقوة، وتنغِّص عليه حياته، وهذا يسمى علميًّا الوسواس. • الفرق بين أفكار الوسواس والأفكار الضالة: أن أفكار الوساوس يمقتها المصاب ويقاومها، ويعتقد سفاهتها وعدم صحتها، أما الضلالات، فإن المصاب بها مقتنع بها، ويحارب من أجل إثباتها، ويعتقد صحتها وواقعيتها، مع أنها مجرد خيال ووهم. • من أهم أسباب تكرار هذه الأفكار: البيئة التي عاش فيها الشخص، سيما بيئة الأسرة، فإذا كان أحد الوالدين عنده وسواس، فإنه يُعلِّم أولاده ويُربِّيهم على هذا النمط دون شعور منه، مما يجعلهم يقلدونه، ومن الأسباب أن يكون الشخص مصابًا بمرض عصبي، وهذا سهل علاجه. • ومن الأسباب النفس والشيطان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ [ق: 16]، لكن الفرق أن وسواس النفس والشيطان يزولان بالاستعاذة منهما، وتكون في الشهوات، لكن إذا كان الشخص متأثرًا ببيئته، أو مصابًا بمرض، فإن هذه الوساوس تتمكن من الشخص. • يا ولدي، عليك أن تعيش مع ناس متفائلين وإيجابيين، لا ينظرون للحياة بتشاؤم أو سوء نية، وابتعد عن أصدقائك المتشائمين، أو حاول التقليل من مخالطتهم. • لا تصدِّق أيَّ فكرة سلبية، سواء في التحرش أو غيرها، إلا إذا كان هناك علامات ودلائل تثبت أن هناك تحرشًا، أما مجرد الأوهام أو الخيالات، أو أنك تعرف هذا الشخص جيدًا ومستحيل يصدر منه مثل هذا السلوك، أو أن هذا التلامس أو الكلام أو الإشارة لم يكن واضحًا، فرجاء يا بني لا تقف عند هذه الأفكار، ولا تناقشها ولا تستسلم لها. • أما لو كان التحرش حقيقيًّا، وكانت هناك دلائل وبراهين، فأنصحك أن تدافع عن نفسك بالكلام والصراخ، أو تدفعه عنك، ثم تبتعد عنه، أو تطلب من شخص يساعدك، ثم اقطع علاقتك معه، أما إذا كان من الأقارب، فقلِّل الاحتكاك به، ولا تجتمع معه وحدك، وتذكَّر أنك لو دافعت عن نفسك، فإنه سيخاف منك، ولن يقترب مرة ثانية. • احذر من وساوس الشيطان، وعليك بالاستعاذة منه، وقراءة القرآن، والابتعاد عن المعاصي، واجعل ثقتك ويقينك بالله بأنه سينصرك على نفسك وعلى الشيطان. • يا بني، لو نظرنا للناس بسوء نية للقريب والبعيد، فإننا لن نجد من نعيش معهم أو نحبهم أو نأمن معهم، اجعل قلبك سليمًا، وابتعد عن سوء الظن بالغير. • انتبه من المواقع المشبوهة على الإنترنت، أو الحوارات والمحادثات مع من يحمل نفس الأفكار السلبية، التي تزيد من الوسواس وكُرْهِ المجتمعات. • أنصحك باستشارة مستشار أو مرشد متخصص نفسي أو تربوي، يساعدك على تخطِّي المشكلة، وإن احتجت للطبيب النفسيِّ، فلا تتردد، فكم من الأشخاص تعالجوا وانتهت مشكلتهم بعد توفيق الله! • الانشغال ببعض البرامج والأنشطة الثقافية والدينية والرياضية، وتطوير الذات؛ فإن ذلك يساعدك كثيرًا على نسيان المشكلة، والتركيز على تطوير مهاراتك وقدراتك. • الاستعانة بالله في السر والعلن، والدعاء بأن يخلصك من هذه المشكلة، ولا تستعجل الإجابة؛ فإنك لا تدري ما الخير في ذلك. أسأل الله العظيم أن يفرِّج همَّك، ويرفع قدرك، ويسعدك في الدنيا والآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |