من أنواع النعم في سورة النحل.. نعمة بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1166 - عددالزوار : 130807 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2025, 12:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,849
الدولة : Egypt
افتراضي من أنواع النعم في سورة النحل.. نعمة بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم

من أنواع النعم في سورة النحل.. نعمة بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- (1)




كتبه/ وائل عبد القادر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن نعم الله -تعالى- على عباده كثيرة موفورة لا يُحصيها حاصٍ، ولا يعدُّها عادٍ، وصدق الله -تعالى- حين قال: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 18).
فكم من معروف أسداه، وكم من خير أعطاه، وكم من مريض شفاه، وكم من مبتلٍ عافاه، وكم من ظالم قصمه، وكم من مظلوم نصره.
والمتأمل في سور القرآن يجد أن أكثر سور القرآن وأطولها ذكرًا لنعم الله تعالى هي سورة النحل، التي أطلق عليها أهل التفسير سورة (النِّعَم)، حيث عددت الكثير من نعم الله تعالى على عباده فيما يظهر من أفعال الله تعالى الدالة على قدرته وعظمته ومنته وفضله على العباد. فكم تقرأ: (الله خلق لكم - سخر لكم - جعل لكم - ...)، فتعددت نعمه وكثرت آلاؤه؛ سواء منها ما كان في الدِّين أو في الدنيا. فأسبغ على العباد من نعم الدين التي تُصلح بها القلوب وتُزكَّى بها الأنفس، وكذا أسبغ عليهم من نعم الدنيا التي تُصلح بها معايشهم وسبل حياتهم.
ولا يشك المسلم في أن ما أنعم الله تعالى به على العباد في الدين أعظم وأجل مما أنعم من نعم الدنيا، فحاجة الناس لصلاح قلوبهم وتزكية نفوسهم أحوج ما يكون؛ خاصة في أزمنة الفتن وغربة الدِّين؛ فله الحمد -جل وعلا- على ما أنعم في الدين والدنيا.
وقد افتتحت آيات هذه السورة المباركة الحديث عن النعم بنعمة الله تعالى في إرسال الرسل بالوحي الذي سماه (روحًا)؛ لأنه حياة القلوب وغذاء الأرواح على الحقيقة، فقال -تعالى-: (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) (النحل: 2). وهي كقوله -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا) (الشورى: 52).
فامتن -تعالى- على عباده بإنزال الكتب وإرسال الرسل لدعوة الناس إلى توحيد الله تعالى وإفراده وحده بكل أنواع العبادة، وذلك في كل أمة كما صرحت بعد ذلك آيات السورة ذاتها؛ فقال -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل: 36). وكان الواجب على العباد أن يقبلوا نعمة الله تعالى ويتهيأوا للانقياد والاستسلام لما جاءت به الرسل، لا سيما مع ما حبا الله تعالى به الرسل من مكارم الأخلاق ومحبة الخير للعباد.
ورغم ذلك انقسم الناس في قبول هذه النعمة إلى فريقين، فقال -تعالى-: (فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل: 36). وقد بينت الآيات هذا الاختلاف والتفرق، فأخبر تعالى عن قول الذين هداهم بقوله: (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا) (النحل: 30).
وأخبر عن الذين حقت عليهم الضلالة بقوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) (النحل: 24)، فردوا نعمة الله تعالى وبدلوا هذه النعمة كفرًا، فصاروا وبالًا على غيرهم، فأحلوا قومهم دار البوار، فاستحقوا وعيد الله -تعالى- في السورة: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) (النحل: 25).
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "ومن استقرأ أحوال العالم تبيَّن له أن الله لم ينعم على أهل الأرض نعمة أعظم من إنعامه بإرساله -صلى الله عليه وسلم-، وإن الذين ردوا رسالته هم من قال الله فيهم: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) (إبراهيم: 28).
وقد ضربت الآيات في ختامها مثلًا لقريش في جحودها لرسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدم قبولها لدعوته، بل وتنكرها له وهو الصادق فيهم، الأمين على كلِّ ما تحت يديه من نفائس أموالهم؛ فعادوه وآذوه وأخرجوه من مكة حتى نصره الله تعالى وأظهره عليهم، فبدلًا من أن يشكروا نعمة الله تعالى عليهم في إرسال رسول منهم، فعلوا ما فعلوا معه.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-05-2025, 07:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,849
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من أنواع النعم في سورة النحل.. نعمة بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم

من أنواع النعم في سورة النحل.. نعمة بعث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- (2)



كتبه/ وائل عبد القادر
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
قال -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ . وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) (النحل: 112، 113).
قال الإمام الطبري -رحمه الله-: "يقول الله -تعالى ذكره-: ومثَّل الله مثلًا لمكة التي سكانها أهل الشرك بالله، هي القرية التي كانت آمنة مطمئنة، وكان أمنها أن العرب كانت تَتَعادَى، ويَقْتُل بعضها بعضًا، ويَسْبِي بعضها بعضًا، وأهل مكة لا يُغَار عليهم، ولا يُحَارَبُون في بلدهم، فذلك كان أمنها. وقوله: (مُطْمَئِنَّةً) يعني قارة بأهلها، لا يحتاج أهلها إلى النُّجْعِ -أي: المذهب في طلب الكلأ- كما كان سكان البوادي يحتاجون إليه، (يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا) يقول: تأتي أهلها معايشهم واسعة كثيرة. وقوله: (مِنْ كُلِّ مَكَانٍ) يعني: من كل فَجٍّ من فجاج هذه القرية، ومن كل ناحية فيها" (تفسير الطبري).
ثم قال -رحمه الله-: "القول في تأويل قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ?لْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ): يقول -تعالى ذكره-: ولقد جاء أهل هذه القرية التي وصف الله صفَتها في هذه الآية التي قبل هذه الآية، (رَسُولٌ مِنْهُمْ) يقول: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم، يقول: من أنفسهم يعرفونه، ويعرفون نسبه وصدق لهجته، يدعوهم إلى الحق، وإلى طريق مستقيم، (فَكَذَّبُوهُ) ولم يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله. (فَأَخَذَهُمُ ?لْعَذَابُ) وذلك لباس الجوع والخوف، مكان الأمن والطمأنينة والرزق الواسع الذي كان قبل ذلك يرزقونه، وقتل بالسيف، (وَهُمْ ظَالِمُونَ) يقول: وهم مشركون؛ وذلك أنه قتل عظماؤهم يوم بدر بالسيف على الشرك".
فعلى هذا -عباد الله- ينبغي للمسلم أن يستشعر عظم هذه النعمة التي امتن الله -تعالى- بها علينا من إرسال رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- بجميل الصفات وعظيم الأخلاق؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم.
قال الله -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) (آل عمران: 164).
فشكر هذه النعمة يستوجب متابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- والانقياد لشرعه وطريقته، وإعلان محبته، والذب عن سنته، والتأسي به في أخلاقه وسمته.
فصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه وسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.31 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]