التقوى: مسافة الأمان في رحلة الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1234 - عددالزوار : 134672 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5448 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8161 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2024, 11:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,970
الدولة : Egypt
افتراضي التقوى: مسافة الأمان في رحلة الحياة

التقوى: مسافة الأمان في رحلة الحياة

في خِضَمِّ بحر الحياة المُتلاطِم، تبرُز التقوى منارةً هادية، ودِرعًا واقيةً للنفس المؤمنة. ولعلَّ من أجمل ما قيل في وصف التقوى وأدقِّه أنها "مسافة أمان"؛ هي عبارة موجَزة، لكنَّها تحمل في طيَّاتها معانيَ عميقةً وحِكَمًا بالغة.


فكما أن السائقَ الحَصِيفَ يحرِصُ على ترك مسافة أمانٍ بينه وبين المَركبات الأُخرى، فكذلك المؤمنُ التقيُّ يسعى جاهدًا إلى ترك مسافة بينه وبين مَواطن الزَّلَل والخَطَر. هذه المسافةُ هي حِصنٌ مَنيعٌ يقي صاحبَها من الوقوع في هاوية المعاصي، ويحميه من الانزلاق في متاهات الشُّبُهات.

التقوى بهذا المفهوم تصبح دِرعًا واقيةً من الحوادث المُفاجئة في طريق الحياة؛ فهي تمنح صاحبَها البصيرةَ النافذة التي تُمكِّنه من رؤية المَخاطر قبل وقوعها، والحكمةَ التي تُعينه على تجنُّبها. وكما أن مسافة الأمان على الطريق قد تكون الفارقَ بين السلامة والخطَر، فإن التقوى هي الفيصلُ بين النجاة والهلاك في اختبارات الحياة.

إن التقوى مسافةُ أمانٍ تقي المرءَ من هَوْل المصائب وعِظَم المَخاطر؛ فهي تمنحه القوَّة الروحية والنفسية لمواجهة تحدِّيات الحياة بثبات وصبر. وحين تعصِفُ رياح المِحَن، يجدُ المتَّقي في تقواه مَلاذًا آمنًا وسكينةً للنفس.

وإن أعظم ما تقي منه التقوى هو نارُ الآخرة؛ فهي الوقايةُ الحقيقية من عذاب الله، كما قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133].

إن التقوى بهذا المعنى ليست مجرَّدَ شعارٍ نرفعُه أو ادِّعاءٍ نزعمُه، بل هي ممارسةٌ يومية وسلوك حياتي. إنها حالةٌ من اليقظة الدائمة والحذَر المستمرِّ، تجعل المرء في حالة استعدادٍ دائم لمواجهة تقلُّبات الحياة وتحدِّياتها.

فلنَسعَ جاهدين لبناء هذه المسافة الآمنة في حياتنا، ولنجعَل من التقوى زادَنا في رحلة العمر. فبها نحمي أنفسَنا من زلَّات الطريق، ونقي قلوبنا من أدران الدنيا، ونؤمِّن مستقبلنا في الآخرة. وكما أن مسافة الأمان في الطريق قد تبدو للبعض تأخيرًا أو تباطؤًا، فإن التقوى قد تبدو للجاهل تشدُّدًا أو تضييقًا، لكنَّها في حقيقتها سبيلُ النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.
_______________________________________
الكاتب: مصطفى يعقوب

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]