الرق الخفي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          طريقة عمل الفطير الشامى فى البيت بخطوات بسيطة.. دلعى أولادك بطعم حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-10-2023, 05:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,531
الدولة : Egypt
افتراضي الرق الخفي

الرق الخفي

في سنة 1849م أسَّست (هاريت توبمان) جمعيةً سرية لتحرير العبيد في الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاعت تحرير المئات منهم، وعندما سُئلت عن الصعوبات التي واجهتها، ذكرت أن أصعبها هو: (كيف تقنع العبد أنه ليس عبدًا؟).

مع غرابة هذا الأمر، إلا أنه متكرر في التاريخ البشري، وذكر ابن خلدون في مقدمته قريبًا من هذا؛ فالأمم الضعيفة مُعجَبة بالأمم القوية، لدرجة ذوبان الهُوِيَّة، وهذا ملاحَظ في الدول المحتلة، فهم وإن قاوموا المحتلَّ زمنًا، فإنهم مع الأيام يتزيَّون بزِيِّه، ويتكلمون لغته، ويقلدون عاداته وتقاليده، ويماثلونه في طريقة الأكل والزواج والاحتفال، مع أنه قتل رجالهم، ويتَّم أطفالهم، واغتصب نساءهم، واستباح خيراتهم.

إن للقوة سطوةً على العقول، تُعمي وتُصِمُّ، وتُذْهِب المنطق، وكلما زاد انبهار الفرد بالقوة المسيطِرة، زاد إحساسه بالدونية؛ ما يدفعه إلى جَلْدِ ذاته، وتحقير أُمَّتِهِ، وجَعْلِ ذلك قربانًا يتبرأ فيه من ذلك الشعور، وبدون وعي ينتقل من الرِّق الجسدي إلى الرِّق الخفيِّ؛ وهي المرحلة الأخطر، فالمستعبَد جسدُهُ يبغي الخلاص، وربما حانت له مع الزمن فرصة، أما المستعبد عقله، فقد سُلِبَ أعزَّ ما لديه؛ فهو راضٍ برِقِّه، مفاخِر به، داعٍ إليه، ورامٍ بالجهل كل من خالفه، بل معادٍ لأي فكرة تحاول إيقاظه، منصِّبًا الثقافةَ المسيطرة معيارًا للصواب والخطأ.

إنها عبودية يصنعها الإنسان لنفسه، فيُقَوْلِبُ نفسَه داخل معتقدات وقيم، يعتقد أنه ينال من خلالها قبول الثقافة المسيطرة ورضاها.

قيود وهمية، تسيطر عليه، وتكبِّل فكره، وتشُلُّ تفكيره؛ وسياج متخيَّل يصعُب عليه الخروج منه؛ بسبب رضوخه لضغوط الثقافة المسيطرة، فلا يرى نفسه إلا من خلال مقاييس تلك الثقافة الدخيلة، بقوانينها وقيودها التي ولَّدتها مراحل ظرفية خاصة بتلك الحضارة.

ورغم أنه لبِس لِباسًا لا يناسبه بل يشوهه؛ لأنه فُصِّل على مقاييس غيره، إلا أنه متباهٍ مفتخر.

في المراحل الزمنية القديمة التي مَرَّ فيها المسلمون بنكبات، تجدهم كارهين للمحتل، محتقرين له ولظلمه، مبغضين لعاداته وثقافته المخالفة لدينهم، من غدر وخيانة، ونقض للعهود، أو عبادة صليب، وقلة غَيرة، وسفور نساء، وشرب خمر، وأكل خنزير كما عند الروم، أو عبادة نار ونكاح محارم كما عند الفرس، أو عبادة أوثان وأكل مَيتةٍ كما عند المغول.

وكان الإسلام بشموخه، وكمال شريعته، وكتابه المحفوظ، وعزته التي يُوجِدها في قلوب أتباعه، هو الحصن الحصين، الذي يَأرِزُ إليه المسلمون عند كل خَطْبٍ، مما جعلهم عصيِّين على التطويع، راسخي القيم، ثابتي المبادئ، كالنخلة مع شدة الريح يتمايلون، ولكن لا ينكسرون، وكلما كان الإنسان معتصمًا بالحبل المتين، كان عَصِيًّا على الانصهار الثقافي الذي يذهب بدينه، ويمحق هُوِيَّته، ويصادر عقله، وبذلك كسرت قاعدة التأثير، وأصبح المحتل متأثرًا بدل أن كان مؤثرًا، فدخل كثير من المغول في الإسلام، وكان لهم أثر كبير في كسر تلك الهجمة التي جاؤوا من أجلها.

وإذا انتقلنا للعصور المتأخرة وهي عصور الانهزام الفكري، فإن البعض يحاول أن يوائم بين الإسلام وبين الحضارة السائدة في عصره، ولو كان في زمن حمورابي وقوانينه في العراق، أو في زمن (حورمحب) وقوانينه في مصر، أو زمن جنكيزخان وقوانينه (الياسا)، لعسف النصوص واخترع الفهوم التي تقرب بينها وبين الإسلام على حساب الإسلام.

وحيث إن الحضارة الغربية هي المسيطرة في هذا العصر، فإن ثقافتها ومنطقها ومنطلقاتها هي المعيار الذي يُحتكَم إليه، ويريد تطويع الإسلام عليه.

فتجده ينطلق من منطلقات غربية سببها تسلُّط كَنَسِي لدين محرَّف، ويريد أن يطبِّقها على دين يعجِز عنه التحريف، ويقيس كتابًا مقدسًا خاضت فيه الأيدي وتَهَوَّكَتْهُ العقول، على كتاب مقدس تكفَّل الله بحفظه، حرفًا ومعنًى، وتحدى الأوائل والأواخر أن يأتوا بمثله أو بعضه، أو يجدوا فيه مثلبًا أو تناقضًا في أحكامه وأخباره: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].
__________________________________________________ _
الكاتب: إبراهيم بن سعد العامر








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.26 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]