|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العنصرية سبب منع الزواج أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: شاب أجنبي يحبُّ فتاة وتُحبه، لكن أهلها لا يريدون أن يزوِّجهما؛ لأنه أجنبي، وهو يسأل: ما الحكم في ذلك؟ ♦ تفاصيل السؤال: مشكلتي يسيرة؛ فقد أحببتُ فتاة، وأحبتني، ونريد الزواج، لكن ما يحجز بيننا وبين الزواج أنني أجنبي، وأهلها لا يزوجون الأجانب، لا أريد أن أزكي نفسي، لكني وفق معايير الحياة الدنيا، أعدُّ إنسانًا ناجحًا، عاقلًا، متزنًا، عائلتي طيبة، وعندي القدرة المالية على تكاليف الزواج، ونتعاون على البر والتقوى معًا، فما الحكم الشرعي في ذلك؟ فالعنصرية هنا هي السبب الوحيد لعرقلة زواجٍ لاثنين لا يريدان إلا العفة، ولسنا في عمر طائش أو في عمر تعلقٍ؛ فنحن قد تجاوزنا الخامسة والعشرين من العمر، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الابن الفاضل، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا على حرصك على القرب من الله عز وجل، أسأل الله أن يرضى عنك، ويرزقك الخير، ويرضيك به، ويبارك لك فيه. بالطبع هذه العنصرية التي تتحدث عنها ليست من دين الله في شيء، فالله عز وجل لا ينظر إلى صورنا ولا إلى قبائلنا، ولا إلى أموالنا، بل إلى قلوبنا، ولا فضل لمسلم على آخر إلا بالتقوى. ومن عدل الله عز وجل ورحمته بنا أنَّه جعل الدين والتقوى والصلاح أهم معايير اختيار شريك الحياة، ثم يأتي بعد ذلك ما يحقق للأسرة الاستقرار، من معايير التكافؤ التي تعارف عليها الناس بالمعروف دون إفراط أو تفريط، وهذا يختلف من مجتمع لآخر، ومن زمان لآخر، وكلها أمور يجب أن يكون الشرع هو الضابط الأول والأخير لها، أمَّا ما تعارف عليه الناس في بعض المجتمعات من معايير عنصرية وقبلية، فلا شأن للدين بها، بل الدين منها براء. عمومًا يا بُني خُذْ بالأسباب، وصلِّ صلاة الاستخارة، وادْعُ الله أن يوفقك للخير، ثم حاول مرة أخرى مع أهل هذه الفتاة، لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا؛ فإن أصروا على الرفض بسبب هذه المعايير القبلية أو المجتمعية الخاصة بهم، ففوض أمرك لله، واشغل نفسك ببعض الأمور التي يمكنها أن تساعدك على عدم الاسترسال في التفكير، والاستغراق في مشاعر الحزن، وادْعُ الله أن يرزقك من فضله، ويرزقها من فضله؛ وتذكر قول الله عز وجل: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ [البقرة: 216]. الآن دعني أذكرك بأمر مهم جدًّا يغفل عنه بعض شبابنا الذين يسيرون في طريق الالتزام، ويسعون لإرضاء الله عز وجل، ويحرصون على طاعته؛ وهو أنه لا يجوز لشابٍّ وفتاة أن يقيما علاقة معًا تحت دعوى أنهما يساعدان بعضهما على الخير وعلى التوبة، والقرب من الله عز وجل، أو حفظ كتاب الله وتدبره، أو غير ذلك. الشيطان - يا بُني - يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، وهو يتربص بنا، وينصب لنا فخاخه الخادعة، حتى إذا ما مررنا على هذه الفخاخ بحسن نية سقطنا في هُوَّةٍ عميقة، وأصبحت ظلمات المعاصي تحوطنا من كل جانب؛ لذلك احرص حين يتعلق قلبك بفتاة ما، وترى فيها ما يجعلك مطمئنًا لأن تكون هذه الفتاة زوجة لك في المستقبل، وأمًّا لأبنائك، وشريكة لحياتك - احرص على أن تبدأ علاقتك بها بما يُرضي الله عز وجل وبما لا يدع للشيطان فرصة لاستدراكما في خطواته المسمومة، وخذ خطوة تغلق على الشيطان هذا الباب، وذلك بالتواصل مع أهلها مباشرة. أسأل الله أن يوفقك لِما هو خير لك، ويرضيك به، ويرزق قلبك السعادة والهناء.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |