قيمة الإنسان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طريقة عمل الفطير الشامى فى البيت بخطوات بسيطة.. دلعى أولادك بطعم حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          4 طرق سهلة لإعادة استخدام قشور الليمون فى المنزل.. تعرفى عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل البطاطا المشوية بالعسل والمكسرات فى الفرن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2023, 11:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,529
الدولة : Egypt
افتراضي قيمة الإنسان

قيمة الإنسان

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:
يقول ربنا سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7]، تأمل في كلمة {لِيَبْلُوَكُمْ}، فاللام عند أهل اللغة تُسمَّى لام السبب والعلَّة، والمعنى أن خلق السماوات والأرض إنما هو من أجلك أيها الإنسان لكنك تجهل حقيقة ذاتك ووجودك.

وكم تواردت كلمة (لكم) في كتاب الله تعالى؟ والتي ترشد وتدل على عظيم ما أسنده الله تعالى لك أيها المخلوق المكرم؛ الإنسان.

حين تكلَّم الباري سبحانه عن الأرض والسماء قال سبحانه: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ} [البقرة: 22] وحين جاء على ذكر النجوم قال سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا} [الأنعام: 97]، وحين ذكر الليل قال جل وعلا: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: 67]، وحين ذكر الفُلك قال سبحانه: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ} [إبراهيم: 32]، وحين ذكر الأنعام قال سبحانه: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5]، وقال أيضًا: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الزمر: 6] وحين ذكر النبات والزرع قال جل وعلا: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 11]، وحين ذكر الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم قال جل وعلا: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [النحل: 12].

وأنت تتأمَّل فيما مضى من آيات، تجد نفسك أيها الإنسان في واحة عظيمة مخلوقة من أجلك وأنت السيد المستخلف على تلك الأمانات، بل أنت الكون كله بصورة مصغرة، فأنت الأرض وأنت السماء، فجسدك من طين كما قال المولى سبحانه: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} [الأنعام: 2]، وقال سبحانه: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12]، وقال جل وعلا: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} [ص: 71].

وروحك وهي الجزء المكمل لقصة وجودك نفحة من السماء، قال جل وعلا: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29].

فصِرتَ أنت -أيها الإنسان- الأرض وأنت السماء، بل أنت عناصر الطبيعة المبثوثة في مخلوقات الله تعالى، والناظر في جدول عناصر الطبيعة الكيميائية يراها (118) عنصرًا، يحمل الإنسان منها بحسب ما اكتُشف لغاية اليوم نصفها تقريبًا، ففيه (هيدروجين وأوكسجين ونتروجين وكاربون وكبريت وفسفور ومغنسيوم وكالسيوم وكلور وصوديوم وبوتاسيوم... وغيرها)، وهنا نكتشف أن الإنسان في الحقيقة كون مُصغَّر: سماء، وأرض، وعناصر طبيعية.

بل تلمس وأنت تقرأ القرآن الكريم معالم الارتباط بالكون الغيبي بين الإنسان وبين المخلوقات الغيبية مثل الملائكة والجن، ففي ساعة ما قبل الصفر الوجودي للإنسان يذكر ربنا سبحانه حوارًا بينه وبين الملائكة (المخلوقات الغيبية) عن المخلوق القادم الجديد، فيقول جل وعلا: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30].

وما ذلك إلا توطئة لما بعده من تكريم، فأسجد للإنسان عالم الملائكة، وجعل للمخلوقات الغيبية وظائف لتستكمل مهمة الوجود الإنساني، فمن الملائكة حَفَظة، قال سبحانه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 10 - 12]، وقال جل وعلا: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: 11].

ومنها ملائكة تتبع حِلق الذكر، وأخرى تجتمع في صلاتَي العصر والفجر، وأخرى تحمل الروح لتضعها في الجنين، وملائكة لنزع الروح، وكلها وردت أعمالها ووظائفها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة المُطهَّرة.

وكذا في عالم الجن، تلك المخلوقات الغيبية التي لها وظائف مكملة لقصة الاستخلاف الإنساني في الكون، فحين تقرأ ما ورد في كتاب الله تعالى من خطاب لذلك العالم تلمس جليًّا تفوُّق الإنسان على ذلك العالَم الخفي، فالرسائل الربانية لا يحملها إلا بني الإنسان، وهي من خصوصياته، فالرسل كلهم من الإنس، قال جل وعلا: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} [الأحقاف: 29]، وقال سبحانه: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1].

وليعرف الإنسان حقيقة ماهيته وكيانه وسر وجوده فلنتأمل في قوله سبحانه: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل: 61]، وقوله سبحانه: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} [فاطر: 45].

وأنت تتساءل: ما سِرُّ هذا الفناء لكل دابة في حالة غياب الإنسان؟ فإنه سيتبادر إلى ذهنك إجابة واحدة وسريعة؛ أنه لا قيمة لدواب الأرض إذا غاب عنصرها الأساس وهو الإنسان، فتفنى مع فنائه، وتزول مع زواله، وهذا يؤكد حقيقة قيمة هذا المخلوق العجيب.

وكذا لو تفكَّر أحدُنا في آية سورة الأحزاب، وهي قوله سبحانه: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72] سترى أن استعداد السماوات والأرض لحمل أمانة التكليف واهية وضعيفة خلافًا لهذا الإنسان الذي أعَدَّ الله فيه ملكة التلقي والاستخلاف والعمران.

وأختم لك أيها المبارك لتعرف حقيقتك -أيها الإنسان- أن لله تعالى يومًا عظيمًا تتغيَّر فيه ملامح الوجود كله (الواقعة، والزلزلة، والقارعة) يوم تُكوَّر الشمس، وتنكدر النجوم، وتُسيَّر الجبال، وتُعطَّل العِشار، وتُسجَّر البحار، يومٌ يختل فيه نظام الكون المعهود، فتُبدَّل الأرض غير الأرض والسماوات، وما ذاك إلا لانتقال هذا المخلوق من عالم الابتلاء والعمل إلى عالم الجزاء والخلود الأبدي.

فكم أنت عظيم أيها الإنسان إذا ما فهمت الرسالة، وعملت وفق مراد ربك الخالق الذي أوجدك واستخلفك.

اللهم إنا نسأل الخلود المقيم في جنات النعيم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
________________________________________
الكاتب: د. حسام الدين السامرائي







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]