|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعالَ لنا وحدك! (1) كتبه/ غريب أبو الحسن الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فنحن نولد في هذه الدنيا ونحن محاطون بدوائر من الحماية والرعاية؛ فإننا نولد لأبوين رحيمين حنونين يقدِّمان مصالحنا على مصالحهما، يريدان أن يرينا أفضل البشر، يحرصان على أن نكون صالحين نسير على أمثل الأخلاق، طائعين لله؛ حتى لو كان أحدهما تنكَّب الطريق؛ فإنه يحرص على ألا يقع أبناؤه في تلك الزلات التي وقع فيها. ثم تنمو الأسرة ويكون فيها بنون وبنات ووالدان، ثم عائلة كبيرة، أجداد وأحفاد، وعمات وخالات، والأسرة والعائلة كذلك تمارس دورًا من الرعاية والحرص على بعضها البعض؛ فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ الْخَالَةَ وَالِدَةٌ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وتنتقل ولاية المرأة بين عصبتها حسب القرب منها، فالأسرة والعائلة تحيط أفرادها بأسوار من الحماية والرعاية من الحفاظ على الدِّين والأخلاق والقيم، ونادرًا ما تجد أسرة تقبل أن يرتكب أبناؤها المنكرات في تجمعاتها، ومن أراد الانحراف فغالبًا ينحرف بعيدًا عن نطاق الأسرة. ثم نحاط بالمجتمع الذي نحيا فيه، ويشكِّل المجتمع خط دفاع آخر عن الفرد؛ فالمجتمع يتشكل بناءً على موروث من القِيَم والدِّين والأخلاق، ويتطبع أفراد المجتمع بما يسود فيه من الأخلاق والقيم، ويعمل المجتمع على بقاء تقاليده والتي تشكل نقاط التماسك داخله، وأي مجتمع يغفل عن هذه القيم، فطريقه هو الذوبان وسط الغزو التتري للأفكار التي لا تنقطع ولا تتوقف موجاتها؛ فما مِن حضارة منتصرة إلا تريد نشر ثقافتها، وأنماط حياتها، والمغلوب مولع بتقليد الغالب كما ذكر ابن خلدون. ثم نحاط أيضًا: بشريعة تم نقلها لنا بسندٍ متصلٍ كسلاسل الذهب، يستقي منه المجتمع أفكاره وهو مرجعية المجتمع فيما يتعلَّق بالدين والأخلاق، والقيم والتشريع، وهو الحادي لهذا المجتمع، وهو النبع الصافي الذي يأخذ منه المجتمع تقاليده وأخلاقه. ويستند مجتمعنا على ثوابت من القرآن والسنة والإجماع والقياس الجلي، حافظت على مجتمعنا عبر مئات السنين قاومت هجمات التتر وحملات الصليبيين، وفترات الاحتلال فخرج مجتمعنا رغم جراحه متصلًا بجذوره وثوابته، ينتظر من أبنائه أن ينطلقوا منها ليعود فتيًّا كما كان. ثم نحاط برموز وعلماء كانوا هم التطبيق العملي لهذا التراث ففهموه أفضل الفهم، وفسروه أبين التفسير، وكانوا هم قنطرة بين هذا التراث العظيم وبين المجتمع والأفراد؛ إذًا فأنتَ محاط بأسوار من الحماية والرعاية، محاط بأسرتك وعائلتك، ومجتمعك، وتراثك ورموزك؛ كل هؤلاء هدفهم الأول هو حمايتك من غريب الأفكار، ومن مزالق الطرق. لذلك مَن أراد أن يخرب مجتمعًا ما؛ عليه أولًا: أن يدمر كل تلك الأسوار حتى يصل للفرد وحيدًا فريدًا، ضعيفًا بعيدًا عن كل رعاية ونصح؛ ولذلك فإن شعار المرحلة التي نحياها اليوم هو: "تعالَ لنا وحدك!". تعالَ لنا وحدك، إناءً فارغًا حتى نملأك نحن بما نريد. تعالَ لنا وحدك، متجرِّدًا من سلاحك ومن دروعك، مستسلمًا لنا ولثقافتنا، ولمظاهر حضارتنا، وسوف نجعلك تقتات على فتات بقايا موائدنا. تعالَ لنا وحدك لعلك ستسمعها كثيرًا في الآونة القريبة تتردد على أذنيك حيثما يممت وجهك. وستشعر بهم يتجاذبون ثيابك؛ كل منهم يريد أن ينفرد بك ليلقي لك أفكاره. تعالَ لنا وحدك: ستسمعها تأتيك من قِبَل منصات الميديا العالمية، فنتفلكس، وأبل تي في، وديزني، وغيرها تقول لك: تعالَ لنا وحدك، أنت وهاتفك المحمول فقط؛ لنكرر أمام عينيك مشاهد الشذوذ آلاف المرات، بل سنجعل الشواذ يتصدرون بطولات الأفلام والمسلسلات، وسنظهرهم في صورة مبهرة يتحلون بالنبل والمروءة، فقد ولت مرحلة المطالبة بحقوق الشواذ واليوم سنجعلهم قدوات للمجتمع. تعالَ لنا وحدك: ستسمعها تأتيك من ألعاب الجيمز؛ تعالَ لنا وحدك أنت وهاتفك، أو أنت وحاسوبك، وسوف نجعل أبطال ألعابنا كذلك من الشواذ، ولأنك تحب ألعابنا المبهرة سنجعلك أيضًا تنبهر بأبطالها الشواذ حتى تتصالح تمامًا مع رؤية تصرفاتهم، وحتى يصيروا لك مَثَلًا وقدوة. وهذه المحاولات المستميتة لتمرير أصحاب هذا الفعل المنكر الذي أسماه القرآن العظيم فاحشة، والذي توعَّد الرسول فاعله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، هذه المحاولات المستميتة هدفها أيضًا "أن تظل وحدك"؛ فهذه الفاحشة تقول لك: سنوفر لك طريقًا للتنفيث عن الشهوة، ولكن دون أن تشكل أسرة مستقرة ترعاها وترعاك، تحميها وتحميك، بل لا يترتب على هذه الفاحشة أي خير، بل مزيد من التفرد والبُعد والانعزال، والأمراض النفسية والجسدية. وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() تعالَ لنا وحدك! (2) كتبه/ غريب أبو الحسن فتعالَ لنا وحدك: ستسمعها أيضًا من دعاة التنوير، ومَن يصفون أنفسهم بالعقلانيين، سيقولون: "تعال لنا وحدك" بغير تراثك وقِيَمك، بغير تقاليدك وأخلاقك، بغير الكتاب والسنة! سيقولون لك: إن القرآن حَمَّال أوجه لا يصلح أن يستدل به! بل هو لنتبرك به فقط، والحديث به الصحيح والضعيف، فدع تراثك جانبًا، بل عادِ تراثك ولا تقبل منه شيئًا، وفي الوقت نفسه يدعونك لقبول الحضارة الغربية بكلِّ ما فيها من أمراض، ويعتبرونها الحقيقة المطلقة، ويقدِّسونها، ويروجون لأنفسهم كعَرَّابين لها! وهؤلاء في الحقيقة هم الممهدون للانحلال، ولانحسار القِيَم؛ حتى تصير أنت -إن استجبتَ لهم- أيضًا وعاءً فارغًا تتلقى القيم مِن كلِّ مكان؛ غير قيمك وتراثك ومقدساتك! تعالَ لنا وحدك: ستسمعها أيضًا مِن أناسٍ من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، وبكثير من مصطلحاتنا، بل ربما كان يحمل ألقابًا شرعية، ولا يفتأ أن يردد كلام الليبراليين والعلمانيين. سيقولون لك: إن الدين تجربة شخصية، وإن الفقه هو آراء الرجال، واستفتِ قلبك ولو أفتوك! ستجدهم يرددون كثيرًا: أنهم لا يريدون وصاية من أحد على الدِّين. سيقولون لك: تعالَ لنا وحدك، بعيدًا عن أهل العلم. تعالَ لنا وحدك، ولا تسأل أهل الذكر كما أمرك ربك. تعالَ لنا وحدك لنسقيك كأس الليبرالية كاملًا، في كوب عليه بعض النقوش الإسلامية! تعالَ لنا وحدك، ستناديك بها كل مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتأخذك بعيدًا عن مجتمعك وأسرتك وصحبتك الطيبة، ولتستبدل كل ذلك بواقع افتراضي يغذيك وحدك بثقافة ليست ثقافتك، وقيم ليست بقيمك؛ تجلس مع هاتفك وحدك، وتنتقل من بوست إلى بوست، ومن صورة إلى صورة، ومن تعليق إلى تعليق، ومن فيديو إلى آخر؛ فتتشكل قناعاتك، وتتكون مواقفك، وأنت لا تدري: أنه يقف خلف تلك البوستات والصور فِرَق من العمل وأفكار وأيديولوجيات، وجيوش من اللجان الإلكترونية لا همَّ لها إلا أن تنفرد بك وحدك، لتعيد تشكيل أفكارك، وتنقلك نقلات بعيدة تمامًا عن قيم مجتمعك، وأنت مقيم فيه، بل وأنت جالس وسط أسرتك. وللحديث -بقية إن شاء الله-.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() تعالَ لنا وحدك! (3) كتبه/ غريب أبو الحسن فتعالَ لنا وحدك ستسمعها أيضًا من مواقع التواصل الاجتماعي حين توفر لك منبرك، وأنت في بيتك، تقول لك بما تفكر الآن! وتوفِّر لك منبرك الذي تستطيع أن تقول فيه كل ما تريد دون رقيب أو حسيب؛ توفر لك منبرًا، وتوفر لك الجمهور الذي يستمع إليك، وتجعل ذلك الجمهور يتفاعل معك فتغتر بهم ويغتروا بك، فتنعزل بهم عن المجتمع وينعزلوا بك عن أهل الخبرة والاختصاص، تطلب ود جمهورك فتتحدث فيما يطلبه المشاهدون، وإن خالفتَ حالة الجمهور العاطفية العامة انهالت عليك التعليقات السلبية، فلا تمارس إصلاحًا حقيقيًّا، ولكن تكون رأسًا في مواقع التواصل والتي تقود توجهاتها إعجابات جمهور أبهرته الصورة أكثر من المضمون! ولم ينجُ من ذلك حتى بعض الدعاة الذين لا يتكلمون إلا فيما يرضي عاطفة الجمهور، ويتجنبون تمامًا أن يتكلموا في مواضيع وأمور هي مَن صميم الإصلاح، ولكنها سوف تجلب لهم تعليقات سلبية! تعالَ لنا وحدك: ستسمعها من بعض جماعات التطرف، التي تريد أن تفصلك عن مجتمعك وعن وطنك؛ ستجدهم دائمي الهجوم على أي سلطة توجد ببلدك، ودائمي المعارضة والتشويه يريدونك أن تقتنع بأن أي سلطة ليسوا فيها، تمثِّل المادة الخام للشر، ولا أمل في انصلاحها، وأنها حكومات توالي الصهيونية، وأنها تريد أن تفسد البلاد والعباد، وأن تلك الحكومات مهما فعلت من خير وصلاح لا أمل فيها، وأنها إن فعلت الصواب؛ فهي ترمي من وراء ذلك لأضعاف مضاعفة من الشر! ثم بعد أن تحتقن تجاه سلطات بلدك سيقولون لك: إن الذي أتى بهذه السلطة هو ذلك المجتمع، وأن الذي سكت على جرائم هذه الحكومة هو ذلك المجتمع، وأن الذي رضي بالظلم هو ذلك المجتمع؛ لذلك فهذا مجتمع ظالم ومجرم، بل هو مجتمع جاهلي، ثم يدعوك لأن تنفصل عنه بروحك حتى وإن بقيت فيه بجسدك، فيكون جسمك في مجتمعك، ومشاعرك مع تلك الجماعات المتطرفة، والتي ستطلب منك بعد أن تنعزل عن مجتمعك أن تصطدم معه، وأن تعاديه، ثم ستطلب منك أن تستحل الحرام من دماء وممتلكات. يتصايح الجميع مِن حولك: تعالَ لنا وحدك، تعالَ لنا من غير دينك وقيمك وأخلاقك، ومن غير تراثك وعلمائك، ومن غير أسرتك ومجتمعك؛ لأن كل ما سبق في الحقيقة هو سياج الأمان والحصن الحصين الذي سيسعى كل مَن يريد بنا الشر أن يجرد الأفراد منه حتى يأتي الفرد لهم وحيدًا ضعيفًا فاقدًا لقيمته ومقاومته، فيقبل أفكارهم الضالة، وعاداتهم الشاذة؛ ليكون دمية تتقاذفها أيدي اللاهين منهم، وليكون على النمط الذي يريدونه منه، فيظل مستهلِكًا لمنتجاتهم، متشبهًا بهم، نافرًا مِن كلِّ ما من شأنه أن يقربه مِن ربِّه، ومن كل ما يصلح مجتمعه! فتلك صيحة نذير: أن ننتبه لكلِّ مَن يحاول أن يعبث بتماسك الأسرة، وقِيَم المجتمع، ومرجعية التراث ورمزية العلماء؛ فهؤلاء العابثون في الحقيقة، هم الممهدون لأعداء الأمة، وهم مِن يهدم حصوننا مِن الداخل. فلا تكن وحدك أبدًا... شارك أسرتك طموحاتك وآمالك، آلامك ومعاناتك، وشارك في إصلاح مجتمعك، وساهم في تخفيف المعاناة عن أبنائه، وتعلَّم ثوابت دينك، وعض عليها بالنواجذ، وزاحم العلماء بالركب، وكن حذرًا من قطاع الطريق ورسل الغرب، وعرابي الانحلال، ورؤوس الفتن، وإذا نهلت من السوشيال ميديا؛ فلا تنهل إلا مِن موردٍ عذبٍ.
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
![]() بارك الله فيك وأحسن إليك
|
#5
|
||||
|
||||
![]() جزاكم الله خيرا
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |