مجاهدة النفس على الطاعات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061655 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330296 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2023, 10:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي مجاهدة النفس على الطاعات

مجاهدة النفس على الطاعات

إن مجاهدة المسلم لنفسه على طاعة الله تعالى واجتناب معاصيه، هي السبيل إلى مرضاة الله تعالى، ودخول جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، ولا خَطَرَ على قلب بَشَرٍ، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
تعريف مجاهدة النفس:
مجاهدة النفس: هِيَ: مُحَارَبَةُ النفس الأمَّارة بالسوء بتحميلها ما يشق عليها بما هو مطلوب في الشرع؛ ( التعريفات ـ عبد القادر الجرجاني ـ صـ 204 ).

يجبُ على المسلم أن يجاهد نَفْسه في ذات الله تعالى؛ لتطيب وتزكو وتطمئن، وتصبح أهلًا لكرامة الله تعالى ورضاه، وليعلم المسلمُ أن مجاهدة النفس على الطاعات واجتناب المحرمات، هو سبيل المؤمنين الصادقين، فيسلكه مقتديًا بهم، ومِنْ مجاهدة النفس الحرص على تلاوة القرآن الكريم، وقيام الليل بالصلاة وذِكْرِ الله تعالى؛ قال اللهُ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29، 30].

• قَالَ الإمَامُ ابنُ كثير رَحِمَهُ اللهُ: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ، وَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ مِنْ إِقَامِ الصَّلَاةِ وَالْإِنْفَاقِ مِمَّا رزقهم الله تعالى فِي الْأَوْقَاتِ الْمَشْرُوعَةِ لَيْلًا وَنَهَارًا، سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ أَيْ يَرْجُونَ ثَوَابًا عِنْدَ اللَّهِ لَا بُدَّ مِنْ حُصُولِهِ؛ ( تفسير ابن كثير ـ جـ6 ـ صـ 483 ).

• روى مسلمٌ عَنْ أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال:َ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ»؛ ( مسلم ـ حديث 804 ).

• قَوْلُهُ: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ»؛ أَيِ: اغْتَنِمُوا قِرَاءَتَهُ وَدَاوِمُوا عَلَى تِلَاوَتِهِ.

• قَوْلُهُ: «لِأَصْحَابِهِ»؛ أَيِ: الْقَائِمِينَ بِآدَابِهِ؛ (مرقاة المفاتيح ـ علي الهروي ـ جـ4 ـ صـ 1460).

• روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ»؛ (حديث حسن) ( صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث:2814).

• قَوْلُهُ: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ»؛ أَيْ: الْزَمُوا الْقِيَامَ بِالْعِبَادَةِ فِي اللَّيْلِ.

• قَوْلُهُ: «دَأْبُ الصَّالِحِينَ»؛ أَيْ: عَادَةُ الصَّالِحِينَ.

• قَوْلُهُ: «قَبْلَكُمْ»؛ أَيْ: ِقِيَامُ اللَّيْلِ عَادَةٌ قَدِيمَةٌ.

• قَوْلُهُ: «وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ»؛ أَيْ: سَاتِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَاحِيَةٌ لِلْعُيُوبِ؛ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].

• قَوْلُهُ: «وَمَنْهَاةٌ»؛ أَيْ: وَنَاهِيَةٌ عَنِ الْإِثْمِ؛ ( مرقاة المفاتيح ـ علي الهروي ـ جـ3 ـ صـ 927).

نبينا صلى الله عليه وسلم القدوة في مجاهدة النفس:
روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا»، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ؛ ( البخاري ـ حديث: 4837).

• قَوْلُهُ: (تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ)؛ أَيْ: تتشققُ قَدَمَاهُ.

• قَوْلُهُ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»؛ أَيْ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا لِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ بِغُفْرَانِ ذُنُوبِي وَسَائِرِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ؛ ( مرقاة المفاتيح ـ علي الهروي ـ جـ3 ـ صـ 922 ).

مجاهدة السلف الصالح لأنفسهم:
سوف نذكر بعض الأمثلة لمجاهدة السلف الصالح لأنفسهم:
• قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: كَانَ عُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْر يَقْرَأُ رُبُعَ القُرْآنِ كُلَّ يَوْمٍ فِي المُصْحَفِ نَظَرًا وَيَقُوْمُ بِهِ اللَّيْلَ؛ ( سير أعلام النبلاء ـ للذهبي ـ جـ4 ـ صـ 426).

• قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللهُ: رَأَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ، وَلَوْ قِيلَ لَهُ: غَدًا الْقِيَامَةُ مَا كَانَ عِنْدَهُ مَزِيدٌ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الْعِبَادَةِ؛ ( حلية الأولياء ـ لأبي نعيم الأصبهاني ـ جـ3 ـ صـ 159).

ومن أنواع المجاهدة مجاهدة طالب العلم لنفسه:
مُجَاهَدَةُ طَالِبِ العِلْمِ لِنَفْسِهِ عَلَى أَرْبَعِ مَرَاتِب:
إحْدَاهَا: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى تَعَلُّمِ الْهُدَى وَدِينِ الْحَق الذِي لَا فَلَاحَ لَهَا وَلَا سَعَادَةَ فِي مَعَاشِهَا وَمَعَادِهَا إلا بِهِ، وَمَتَى فَاتَهَا عَلِمَهُ شَقِيَتْ فِي الدارَيْنِ.

الثانِيَةُ: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الْعَمَلِ بِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ وَإِلا فَمُجَرَّدُ الْعِلْمِ بِلَا عَمَلٍ إنْ لَمْ يَضُرَّهَا لَمْ يَنْفَعْهَا.

الثالِثَةُ: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الدعْوَةِ إلَيْهِ وَتَعْلِيمِهِ مَنْ لَا يَعْلَمُهُ، وَإِلا كَانَ مِن الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ الْهُدَى وَالْبَيِّنَاتِ، وَلَا يَنْفَعُهُ عِلْمُهُ وَلَا يُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ.

الرابِعَةُ: أَنْ يُجَاهِدَهَا عَلَى الصبْرِ عَلَى مَشَاقِّ الدعْوَةِ إلَى اللهِ وَأَذَى الْخَلْقِ وَيَتَحَمَّلُ ذَلِكَ كُلَّهُ لله.

فَإِذَا اسْتَكْمَلَ العَبْدُ هَذِهِ الْمَرَاتِبَ الْأَرْبَعَ صَارَ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ، فَإِنَّ السَّلَفَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ الْعَالِمَ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُسَمَّى رَبَّانِيًّا حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ وَيَعْمَلَ بِهِ وَيُعَلِّمَهُ، فَمَنْ عَلِمَ وَعَمِلَ وَعَلَّمَ فَذَاكَ يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ؛ ( زاد المعاد ـ لابن القيم ـ جـ3 ـ صـ 9 ).

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأن يجعله ذُخْرًا لي عنده يوم القيامة.

{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89]؛ كما أسأله سُبحانه أن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكرامِ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]