الفاتحة وتعظيم الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         (وهُم مِن فزَعٍ يومَئذٍ آمِنُون) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          المسافة بين السموات والماء والعرش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          اِرمِ له طوقَ نجاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          علة حديث: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          على عَتَبَاتِ الْمَدَارسِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          رسالة إلى الشباب من وحي القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ملل النعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مزاج مريض متستّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          زوغان القلب! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          ربيع الأول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2023, 03:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,259
الدولة : Egypt
افتراضي الفاتحة وتعظيم الله

الفاتحة وتعظيم الله
محمد بن سند الزهراني



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبي بعده، أما بعد:
فحديثنا في هذا المقام بإذن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى عن الفاتحةِ وتعظيم الله جَلَّ وَعَلَا، إذا نظرنا إلى هذه الصلاة بركنها الأعظم الفاتحة اَلَّتِي نقرأها في كل ركعة، مع هذا الخضوع والاستسلام والانقياد لله جَلَّ وَعَلَا في عبادة الركوع والسجود، وما يصاحب ذلك من هذه الألفاظ اَلَّتِي فيها من التسبيح والتنزيه لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، سبحان ربي العظيم ركوعًا، وسبحان ربي الأعلى سجودًا.

فهنا يتوافق تعظيم الله جَلَّ وَعَلَا بالأقوال والأفعال ركوعًا وسجودًا،تسبيحًا وتعظيمًا أنه التنزيه لله، تنزَّه عن النقص والعيب والشبيه، وتنزَّه الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

فالصلاةُ من أولها إلى منتهاها قائمةٌ على الإجلال والتعظيم لله، وبهذا يمتلئ قلبُ العبد تعظيمًا وإجلالًا لخالقهِ جَلَّ وَعَلَا، فمَنْ عظَّم الله سبحانه وقدَّرهُ حق قدرهِ، تحقَّق فلاحُه ونجاحُه وسعادتُه في دنياه وآخراه، بل إنَّ تعظيمهُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو أساس الفلاح، كيف يفلحِ ويسعد قلبٌ لا يعظم ربهُ وخالقهُ وسيدهُ ومولاه.


هذا التعظيمُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أيها الأخوة الكرام يعدُ أساسًا متينًا يقوم عليهِ دين الإسلام، بل إنَّ روح العبادة في الإسلام قائمةٌ على التعظيم، فمما ثبت عن النبيّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهُ كان يقول في ركوعهِ وسجودهِ: «سبحان ذي الجبروت، والملكوت والكبرياء والعظمة»[1].


وكان يقول في سجوده: «سبحان ربي الأعلى»، ويقول صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»[2].


ولذلك قال النبيّ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «فأمَّا الركوع فعظِّموا فيهِ الرب عَزَّ وَجَلَّ»، وبهذا يظهر لنا جليًّا إنَّ هذه الصلاة بأركانها فيها من الإجلال والتعظيم لله تَبَارَكَ وَتَعَالَى فعلًا وقولًا.

فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هو العظيم، عظيمٌ في أسمائهِ، وعظيمٌ في صفاتهِ، وعظيمٌ في أفعالهِ، وعظيمٌ في كلامهِ ووحيهِ وشرعهِ وتنزيلهِ، فالعظمةُ حقٌّ لهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لا يستحقها نبيٌّ مرسل ولا ملكٌ مقرَّب؛ جاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعودٍ قال: (جاء حبرُ من الأحبار إلى رسول الله صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا محمد، إنَّا نجد أن الله يجعل السماوات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجرُ على أصبع، والماء والثرى على أصبع، وسائر الخلق على أصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر).

ثم قال رسول الله صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قول الله جَلَّ وَعَلَا: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[الزمر:67].

إنَّ تعظيم الله جل شأنهُ فرعٌ عن معرفة العبد بخالقهِ،فكلما كان العبدُ أعظم معرفةً بالله، كان أعظم لهُ مخافةً وتحقيقًا لتقواه جل شأنه، وإذا عظَّم القلب ربَّه جَلَّ وَعَلَا، فإنهُ يخضع لله، وينقاد لحكمهِ، ويمتثل أمرَه جل شأنُهُ.

إنَّ المتأمل لواقع بعض المسلمين اليوم، وما وقعوا فيهِ من انحرافاتٍ عقائديةٍ وسلوكية،إنما منشؤُهُ من ضعف تعظيم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى في قلوبهم، وسورة الفاتحة نقرأها كل يومٍ سبعة عشر مرة، فهي مبنيةٌ على حق التعظيم لله من أولها إلى آخرها، بدءًا من مقام التوحيد الخالص، وصلاح الباطن وانقياد الظاهر لله.

فالفاتحة بهداياتها الربانية سبيلُ الموحدين لتعظيم الله جل جلاله، فاللهم إنَّا نسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا ذاكرًا، وعملًا صالحًا متقبلًا مبرورًا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.

[1] حسن.

[2] صحيح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]