|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بين الجمال المؤقت والجمال الدائم أ. لولوة السجا السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ خطب فتاة جميلةً، لكنها كانتْ مغرورةً بجمالها، ولم يكمل معها، وتزوجتْ غيره صاحبَ مال ومكانة مرموقة، ويسأل: هل لا توجد امرأة جميلة صالحة؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ مررتُ بتجربة خطوبة فاشلة؛ لأن الفتاة التي أحببتُها كانتْ مَغرورة بجمالها لدرجة أنَّ الرجالَ في الشارع كانوا يُلَمِّحون لها بالنظرات، وأشعر أنها كانتْ تفرح لذلك، ولكن لا تُظهره. المشكلة أنها ترى أني لا أفعل معها كما يفعل معها المتجولون في الشارع، وتَعُدُّ هذا نقصًا مني، وأني لا أحبها الحب الكافي الذي تريده، بالإضافة إلى أنها تُعادي تمامًا مَن يُخالف رأيها، وعندما اختلفتُ معها ذات مرة قامتْ بسبي وإهانتي أمام الناس، وكان هذا سبب الانفِصال. بعد أن تركتني تزوَّجَتْ رجلًا غنيًّا جدًّا، لأنها تعشق الغنى والمال، والتباهي بالمركز المرموق، وأنا لم يكنْ لديَّ شيء مِن ذلك. وسؤالي: هل كل فتاة جميلة تكون مغرورة بسبب جمالها، وقليلة الدين والتدين، ودومًا قراراتها تأخذها مِن رأسها فقط دون مشاركة شريكها؟ وهل لكي أتزوج امرأة جميلة يجب عليَّ أن أكون ثريًّا جدًّا، بغَضِّ النظر عن تدينها وأخلاقها؟! وهل المرأة الجميلة لا تصلح أن تكون زوجة صالحة؟! الجواب: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فبكلِّ اختصارٍ أطمئنك إلى أن ما تتمناه ليس مستحيلًا، فالمرأةُ المتدينة والعاقلة والجميلة موجودة، وكونها تتحصل لك أو لغيرك، فذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء. يا بني، ليس كلُّ فتاة جميلة لا بد أن تكونَ مغرورةً، فالغرورُ طبعٌ قبل أن يكونَ ارتباطًا بجمال، لكن الذي أنصحك به حين البحث عن فتاةٍ متميزةٍ هو أن تنتقيها انتقاءً شرعيًّا، وأقصد بذلك أن تجعلَ عمدة اختيارك دينها وخلقها ومنشأها، كما أوصانا بذلك نبيُّ الهدى صلى الله عليه وسلم، والذي أقصده بالمنشأ هو: كون الفتاة نشأتْ في بيئةٍ معتدلة. وردًّا على سؤالك فيما إذا كانت الفتاة لا تحب إلا الرجل الغني، فأقول: إنه بطبيعة الحال الرجل الغني يُعَدُّ مكسبًا للفتاة في الظاهر، ولكن لا يعني ذلك أنَّ بِحُصولها عليه ضمنتْ ما تريد من السعادة الموهومة، بل إن غنى الزوج أحيانًا يكون سببًا في حُدوث مشاكل كثيرة لم يحسب لها حساب كبُخله مثلًا، أو ارتباطاته المُزعجة، وغير ذلك مما هو مَعروفٌ ومُشاهَدٌ بالتجربة. إنَّ الذي يجعل دفة الحياة تسير بين الزوجين بهدوء وحب وسلام هو التعامُل الحسَن الذي حثَّ عليه دينُنا، فماذا تصنع المرأةُ بالمال مع زوجٍ يضرب أو يحقر، أو... أو...؟! ومما يكفيك كل هذا الهم الوصيةُ الشرعية التي أوصانا بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين يهمُّ أحدُنا بأمر، ألا وهي الاستخارة، وكذلك الإلحاح على الله في الدعاء بأن يرزقك الله الفتاة التي تعينك على أمر دينك ودنياك، سواء أكانتْ جميلةً أو غير ذلك. وأُحِبُّ أن أنبِّهك إلى أمرٍ تَنَبَّه إليه العاقلون وأصحاب الفَهم، وهو: أن حصول الشرط قد لا يفي بالمطلوب. ولأُبَيِّن لك المسألة أطْرَح عليك سؤالًا وهو: لماذا تشترط الجمال وتحرص عليه؟ بالطبع ستقول لي: اشترطتُه لأستَمْتِعَ به، وأغض بصري عن النساء، و...، وهنا سأخبرك بشيء قد تتعجب منه، وهو: أن هناك رجالًا تزوجوا بجميلات، ولكن لم يستمتعوا بذلك هل تعلم لماذا؟ لأنَّ متعة الرجل لا تتوقف على الجمال، وإن الجمال الحقيقي في المرأة هو عبارة عن تكامُل عدد من الصفات كأخلاقها ومنطقها وتفكيرها وهندامها ونظافتها ولباقتها، إذًا هي مجموعة صفات حقيقية تكوِّن جمالًا يجذب الرجل إلى المرأة، وليس مجرد جمال ملامح تجذبه لأول وهلة فقط! تأمَّلْ من حولك يا بني، ألا تتعجب حين تسمع برجلٍ يحب زوجته، ويعيش معها علاقة جميلة بالرغم من أنها قليلة الجمال، فما الأسباب في ظنك؟ هذا الكلام ستفهمه بشكل أكبر حين يتقدَّم بك العمر، حين تصبح النظرةُ للأمور أكثر عقلانية، أما مرحلةُ الشباب المبكِّر فيغلب عليها الانجذابُ للمَظهر دون المخبر. الكلام في ذلك يطول والأمثلة تتعدَّد، وكما ذكرتُ لك: لا يستحيل أن تجتمع الصفات، وإنما أنتَ مُخَيَّرٌ بين جمال مؤقتٍ وجمال دائم! وفقك الله لما يُحبُّ ويرضى، ويَسَّرَ أمرَك، وشرَح صدرك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |