|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بناتي لا يحافظن على الصلاة الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: أبٌ لديه بنات لا يُحافظْنَ على الصلاة، وعندما يعِظُهُنَّ يتلقَّى منهنَّ أسئلة لا يستطيع الإجابة عنها. ♦ التفاصيل: بناتي لا يُحافظْنَ على الصلاة، ويَتْركْنَ الصلوات أكثر مما يُصلِّينها، وعندما أعِظُهُنَّ أتلقَّى منهن بعض الأسئلة التي لا أجد لها جوابًا؛ مثلًا: قالت لي إحداهُنَّ: لماذا لا يستجيب الله لي عندما أدعوه؟ وعندما أجيبها بأن الله هو العليم بأحوالك، وقد يكون ما تدعين به لا يُناسبك، فيختار لك الأفضل، أو أنه قد يُؤخِّر لك الاستجابة لسببٍ لا تعلمينه، تقول: أنا أريد أن يستجاب لي في هذا. وقلت لابنتي الأخرى ذات يوم: اقرئي آية الكرسي، ((فإنك لن يزال عليك من الله حافظ))، قالت: لماذا المسجد يُقرأ فيه القرآن ومع ذلك قد تدخلُه الشياطين وتشوش على المصلين؟ أواجِه مثل هذه الأسئلة، فلا أجد لها جوابًا، فأرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد: فيا أخي الكريم، بعد قراءة سؤالك تبيَّن لي أن أساس المشكلة التي تُعاني منها بناتُك هي: ١- معصية الله بترك الصلاة غالبًا. ٢- الجهل. وهذا كله واضح من أمرين ذكرتهما، وهما: تركهما للصلاة كثيرًا، واستفساراتهما، فأقول ومن الله التوفيق: كيف يطلبان إجابة دعائهما، وهما مفرطتان في أهم سبب للإجابة؛ وهو طاعة الله سبحانه بعدم المحافظة على أهم أركان الإسلام؛ وهي الصلاة التي عَدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تاركَها كافرًا في قوله: ((إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة))؛ رواه مسلم.وقال صلى الله عليه وسلم: )(العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَنْ تركَها فقد كَفَر))؛ رواه أهل السُّنَن، ثم يُقال لهما: إن الله سبحانه أمرنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة في قوله سبحانه: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقوله سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]؛ ولكن الاستجابة لها شروط منها: ١- الدعاء بيقين وإخلاص، وقوة ثقة بالله سبحانه. ٢- الحرص على الطاعات واجتناب المعاصي؛ خاصة العقوق، وقطيعة الرحم، والمكاسب المحرَّمة. ٣- عدم استبطاء الإجابة، فقولها: لماذا أدعو ولا يُستجاب لي؟ هذا استبطاء للإجابة. ٤- ألا يدعو بإثم، ولا بقطيعة رَحِم، وألا يطلب شيئًا بدون بذل أسباب تحصيله، وأيضًا فإن الدعاء عبادة عظيمة يُؤجَر عليها المؤمن؛ سواء أُستجيبَ له، أو لم يُستجَبْ له، والاستجابة وعدمها تخضع لحكمة الله سبحانه وعلمه بحال عبده، فمثلًا قد يطلب فلان الزواج بفلانة؛ ولكن الله لا يستجيب له؛ لأنه سبحانه يعلم أنها لا تُناسبه، أو في الزواج بها شرٌّ له ولها، أو لأحدهما، وقد تطلب البنت الدراسة في كلية معينة، وهي لا تُناسبها. فقد دلَّت الأحاديث على أن العبد لا يعدم من دعائه خيرًا، وجاء في الحديث: ((ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رَحِم، إلَّا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يُعجِّل له دعوته، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها))، قالوا: إذًا نُكثِر، قال: ((الله أكثر))؛ رواه أحمد وغيره من حديث أبي سعيد رضي الله عنه. وجاء في الحديث التصريح بأن إعطاء العبد إحدى هذه الخصال الثلاث يُعَدُّ استجابة لدعائه، فورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من رجلٍ يدعو بدعاء إلا استُجيب له، فإما أن يُعجِّل له في الدنيا، وإما أن يُدَّخَر له في الآخرة، وإما أن يكفَّر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يَدْعُ بإثم، أو قطيعة رَحِم، أو يستعجل))، قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعجل؟ قال: ((يقول: دعوت ربِّي فما استجاب لي))؛ رواه أحمد والترمذي. فالداعي لا يخسر شيئًا؛ بل يكسب خيرًا عظيمًا. وأما قول ابنتك الثانية عندما طلبت منها قراءة آية الكرسي؛ ليحفظها الله: "المساجد يقرأ فيها القرآن وتدخلها الشياطين!"، يُرَدُّ عليه بالآتي: النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، قال: ((من قرأ آية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة، لا يزال عليه من الله حافظ))، وعندما قال الشيطان لأبي هريرة: لأعلمنك كلمات إذا قرأتها لا يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان، ثم علَّمَه آية الكرسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدقك وهو كذوب))؛ رواه البخاري. ونحن نؤمن بالنبي صلى الله عليه، وبكلامه، ونُصدِّقه، ونعمل به، ونلمس أثره، ويجب التنبيه إلى أن آيات القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتفع بها إلا مؤمن بها، وعلى قدر قوة الإيمان بها تكون قوة الانتفاع بها، أمَّا ضعيف الإيمان المُتشكِّك فلا ينتفع بها؛ بل يزداد تيهًا وضلالًا وحرمانًا. أسأل الله أن يهدي بناتك، وأن يصرف عنهن الشكوك والشُّبُهات؛ وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمد ومَنْ والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |