|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مكتئبة بسبب معاناتي في الحياة أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: فتاة تشعر بأن حياتها مدمرة، فوالدُها لا يتحمل المسؤولية، وأمها مريضة وقاسية في التعامل، وهي لا تعمل حاليًّا، وتعيش حالة اكتئاب. ♦ التفاصيل: أنا فتاة أعاني مشكلاتٍ عائلية منذ أكثر من عشرين سنة، خاصةً أن أمي أُصيبتْ بجُلطة أفقدتْها الحركة، وكنتُ إذ ذاك في بداية العقد الثاني من عمري، فعانيت في كلَّ الظروف كي أُكمل دراستي، ومع أني لم أكن متميزة، إلا أن هذا يُعد إنجازًا بالنسبة إليَّ، خاصة أن لي أبًا موجودًا، لكنه لا يَعتني بنا معنويًّا ولا ماديًّا، فقد أتعبني نفسيًّا بكلماته المحبطة، وكذلك أمي فقد كان شغلها الشاغل افتعال المشكلات، وتذكُّر الأذى الذي سببته لها عائلة أبي، فتدعو عليهم، وهذه الذكريات قد رافقتني طول عمري، حتى عندما سافرت لإتمام دراستي الجامعية، كانت تلك الحياة البائسة ترافقني في السنوات التي عشتها بعيدًا عن عائلتي. زادت حالتي النفسية سوءًا بحكم أنني لا أملِك ما يملِكه أصدقائي، فقد عشتُ الجوع والفقر، ومع ذلك فقد أكملتُ دراستي، وتخرَّجت وكنت أحاول جاهدةً أن أصبِر وأدعو وأُصلي، وبعد تخرُّجي عدتُ إلى منزل العائلة، وبدأتُ رحلة العمل، وقد كنتُ في كل عمل أعمَله، أحاول أن أتقي الله، وأبتعد عن الحرام، ورفضتُ فرصًا كثيرة؛ لأن العمل فيها محرَّم (فيها ربا) ورضيتُ بالعمل بأجرٍ قليل، وتحمَّلت التعبَ. بعد مرور خمس سنوات على تخرُّجي، والعمل في كثيرٍ من المجالات، أجد أني في كل عمل تكون نهايتي إما الفصل، وإما يقولون: انتهى العقد معكِ، مع أني مجتهدة وعملي جيد. منذ سنة وأنا دون عملٍ ولم أجد مَن يدعمني حتى بكلمة، تعبِتُ من كل شيء، أصبحتُ أشعر أن والدَيَّ هما السبب، فأبي لا يفعل الخير إلا نادرًا، وأمي تؤذي أناسًا بدعائها، وكذا الكتب التي أُحبها تركتُها، ولا أقرأ إلا ما تيسَّر من القرآن. عانيتُ من الاكتئاب واليوم وصلتُ إلى مرحلة عدم التحمل والصبر، فالحياة لم تَعُدْ تُحتمَل! الجواب: الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله، نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا. إن ما تعانينه، وما عانيتِه من قبل خلال مسيرة حياتك من تعب وحاجة، أمر محزن قد يشاركك فيه كثيرٌ من الأخوات، فهذه الدنيا دار ابتلاء كما أخبر ربُّ العزة جل وعلا: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]، فبدأ بالشر قبل الخير؛ لأنه هو الأصل في الابتلاء، وصمودك يدل على أنك تتميزين بممانعة نفسية عالية قل أن تتوفرَ عند غيرك ممن يمرون بظروف أقل من ظروفك، وهذه نقطة ضوء في بداية النفق يُمكن أن تقودك إلى بر الأمان، وذلك عن طريق رفع كفاءتك النفسية حينما تشعرين بأنك متميزة بدراستك وعملك وصمودك أمام عواصف الحياة العاتية. الفقر ليس عيبًا، إنما العيب هو فقر الأخلاق، نعم ربما الأنماط المعيشية حولنا تفرض نفسها بقوة على طريقة تفكيرنا ومسيرتنا في الحياة، لكن في نهاية المطاف لا بد أن يقف الإنسان مع سُلَّم القيم التي تنتظم حياته، فأنت اخترتِ لنفسك سُلَّمًا قِيَميًّا، وهذه هي الصفة الإيجابية الثانية التي ينبغي أن تلتفتي إليها بدلًا من الأمور السلبية. والأمر الثالث من نقاط القوة عندك هو اعتصامك بالقرآن العظيم، نعم قد تشعرين أنك لم تنتفعي بالقرآن بسبب موجة الاكتئاب التي أصابتْك، فالاكتئاب مرض نفسي شأنه شأن الأمراض العضوية تُصيب المؤمن وغير المؤمن، فتؤثر عليه، ولكن للقرآن دورٌ في التخفيف من حِدَّة هذا الاكتئاب. الأمر الرابع: علاقتك المضطربة بالوالدين، قد يكون الوالدان القلقان المقلقان لأولادهما نعمةً عظيمة لا ندركها بنظرنا القاصر، فكيف نستطيع أن ننتزع الجنة من عند أقدامهما إذا لم يكن لنا صبرٌ على برهما؟ فالثمن يستحق هذا الصبر، إنها الجنة، وليست أي شيء آخر. النقطة الخامسة: موضوع العمل الذي لَمَّا ينتظم بعدُ، ربما تسوقك الأقدار إلى عمل يسعدك بإذن الله. وتحضُرني هنا قصة الكوخ المحترق؛ حيث كان ذلك الرجل الفقير لا يملك من هذه الدنيا سوى هذا الكوخ في طرف جزيرة نائية، وظل يترقب السفن المارة أيامًا عديدة، ولم يُفلح في العثور على إحداها، وذات يوم خرج لبعض عمله في الغابة، فأبصر دُخَانًا من بعيد، فإذا هو كوخه الوحيد يحترق، فحثا على نفسه التراب جزعًا، وهو يندب حظه العاثر في هذه الدنيا، فما هي إلا دقائق وإذا بسفينة تقترب من الشاطئ، لقد كان ذلك الدخان سببًا لأن تهتدي تلك السفينة إليه! ولا يسعنا إلا أن نختم بهذا الحديث العظيم الذي أدعوك للتأمل فيه مليًّا: (عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، إن اصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبَر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن)؛ رواه مسلم. وفَّقك الله ويسر أمرك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |