|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزوجان والغضب الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: رجل متزوج، بينه وبين زوجته مشكلات كثيرة بسبب الغضب والعصبية، ويريد أن يُطلقها، لكنه لا يستطيع، ويسأل عن حلٍّ. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أنا شاب في العقد الثالث من عمري، متزوج منذ 3 سنوات، زوجتي في مثل سني، رُزقنا طفلًا عمره سنة ونصف، يوجد بيني وبين زوجتي مشكلات كثيرة في التعامل والمعيشة، وأيقنتُ تمامًا أنه لا يوجد حلٌّ سوى الطلاق، وقد تحدثتُ مع أهلها فنصحوها بتغيير نفسها، لكنها لم تتغيَّر. أنا وزوجتي عصبيان جدًّا، ولا يتحمل أحدُنا الآخرَ، في كل مرة ينشب بيننا شجارٌ، تذهب إلى بيت أهلها، فأشعُر أولَ الأمر أني في قمة الارتياح، لكن مع مُضي الأيام أنسى المشكلات، وأذهب إلى أهلها، وتعدني أن تغيِّر مِن طبعها، لكن لا شيء يتغير! وقد أرجعتُ هذا الأمر إلى كوني قد تعوَّدتُ عليها. وسؤالي: ما الحل كي أكبح شوقي إليها، وأستطيع أن أستغنيَ عنها، وأُنهي المشاكل وأُطلقها؟! تنويه: أثناء مدة الخطبة صارحتُها بكل طباعي، وقلت لها أنها إذا ظلَّت على طباعها هذه، فلا يُمكننا الاستمرار، ويجب علينا الانفصال من الآن، لكنها قالت لي: سوف أتغيَّر. بعد الزواج كنتُ رافضًا فكرةَ الإنجاب بسبب المشكلات، وقالت لي: بعد الإنجاب سأتغيَّر، ولم يحدُث تغيير! الجواب: الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، أمابعد: فقد تبيَّن لي أن السبب الرئيس لمشكلتكما هو حِدة الغضب، وأنكما زوجان بينكما ود وحبٌّ، ولكن الغضب ينغِّص عليكما، وكذلك العناد! إذًا ما الحل؟ أقول ومِن الله التوفيق: الحل بمشية الله في الآتي: أقوى حل وأعظمه أثرًا أن تفزَعا إلى الله سبحانه بسؤاله بإخلاصٍ مع قوة يقينٍ وثقة به - سبحانه - أن يَشفيكما من حِدَّة الغضب، ومن العناد، وأن يرزُقكما الحلم والأناة والرِّفق. ♦ أن تُكثرا من ثلاثة أمور: هي الاستغفار، والاسترجاع، والصدقة. ♦ أن تُطبقا السنن عند الغضب، ومنها: الوضوء وتغيير هيئة الجلوس، والتعوذ بالله من الغضب ومن الشيطان الرجيم. ولعل من الأسباب المستحسنة أيضًا: الخروج من البيت عند اشتداد الغضب. وجاهِد نفسَك على كظْم غيظك، وعلى عدم إنفاذ غضبك، وتذكَّر قوله سبحانه: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، وقوله عزَّ وجل: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]. أما تفكيرك في الطلاق، وأنه هو الحل، فأقول: لو قلنا إن كلَّ مشكلة حلها الطلاق، لَما بقِي زوجٌ مع زوجته، ولذا الزَم الحلول السابقة، مع قوة الثقة بالله سبحانه وبقدرته على شفائكما من الغضب والعناد. كلما تفكَّرتَ في الطلاق تذكَّر هذا الطفل الصغير، وأنه سيكون ضحيَّة لحِدتكما، وتذكَّر أيضًا أن الكمال في النساء معدوم، وأنه لا بد من النقص، وكونه في بعض التصرفات أهونَ بكثير من كونه في الدين. أكثِرا من الصلاة وقراءة القرآن، وعموم الذكر، خاصة أذكار الصباح والمساء، ففيها أجرٌ عظيم، وتهدئةٌ للنفوس، وحمايةٌ لها مِن نزغات الشياطين، ومن ثورة الغضب، وإن وجدتَ أدوية تُهدِّئ من غضب الإنسان دون أضرار، فطيِّبٌ تناولُها بعد استشارة الطبيب حول هذا الأمر. أبْعِدَا عن البيت أسبابَ دخول الشياطين وخروج الملائكة، ومنها: التماثيل وصور ذوات الأرواح، خاصة المنحوتة والمرسومة والمجسمة، وكذلك طهِّرا البيت من مزامير الشيطان الغناء والموسيقا، وبعد أن تأخُذا بكل الحلول السابقة، فإن آتت ثمارَها وهو المؤمَّل بمشيئة الله سبحانه، فالحمد لله، وإن لم يتحسَّن وضعكما أبدًا، ووجدتَ نفسك لا تطيق العيش معها، ولا تجد سكنًا ولا مودةً ولا راحةً، ولكنك مع ذلك تستطيع الصبر، فهنا يقال: إن صبرتَ فلعلك تؤجَر كثيرًا على أذاها لك، وعلى صبرك عليها، ولعله من المكفرات لذنوبك، ورفْع درجاتك عند ربك سبحانه، ولعلك تؤجَر على احتسابك الأجرَ فيها وفي طفلكما. حفِظكما الله، ورزَقكما الحِلمَ والأناةَ، وجنَّبكما شرَّ الغضب والعناد، وصل اللهم على نبينا محمد ومَن والاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |