اغتصاب الخصوصيات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كل ما تحتاج معرفته عن زر "عدم الإعجاب" الجديد على إنستجرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          هل اتصال الإنترنت لديك بطيئ؟ حيلة لحل مشكلات الواى فاى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          واتساب يطلق "Chat Themes" لمنح المستخدمين حرية تغيير فقاعات المحادثة الخضراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيفية قراءة رسائل واتساب سرًا دون معرفة المرسل.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ماهو وضع الذكاء الاصطناعى الجديد المضاف لبحث جوجل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كل ماتريد معرفته عن أحدث طراز من Grok 3.. هل يتفوق على GPT (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إزاي تحمى حساباتك الإلكترونية من الاختراق في 5 خطوات؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التوضيح لشرح الجامع الصحيح أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بـ ابن الملقن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 29 - عددالزوار : 1495 )           »          الموازنة بين سؤال الخليل عليه السلام لربه وبين عطاء الله للنبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-05-2022, 02:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,456
الدولة : Egypt
افتراضي اغتصاب الخصوصيات

اغتصاب الخصوصيات


محمد العوضي



بينما كنت متجهاً إلى المحل الذي أقصده في أحد المجمعات برفقة بعض ضيوف الكويت وبعض الزملاء استوقفتني امرأة لتطرح عليّ سؤالاً ؟
ثم انتقلت من السؤال إلى طلب استشارة اجتماعية لمشكلة خاصة أرقتها.

ومع بداية سرد قصتها نصحتها أن تراجع المختصين، وأشرت عليها أن تستعين بمكتب الإنماء الاجتماعي وبعض الأسماء المختصة ممن يفيدونها في موضوع مشكلتها.
كانت السائلة تقترب مني كثيراً، مما يثير الحرج والانتباه، ولكنها أحست بي وأنا أدفع نفسي بعيداً عنها للحفاظ على مسافة مناسبة بيننا، وقالت: سامحني!!عندي ضعف شديد في السمع وأشارت إلى السماعة التي في أذنها.
أحد الزملاء المرافقين لي ـ وقد كان ينتظر مع الضيوف ريثما انتهي من حوار الأخت، وهو مدرس شاب في إحدى مدارس الخالدية قدم لي وللسيدة السائلة، التي كانت في كامل زينتها خدمة كبيرة، حيث كان أحد الشباب المتسوقين يصورني أثناء وقوفي مع المرأة دون علمي ويمر بالكاميرا يميناً وشمالاً ليستكمل نشوته أو صيده النادر!!
انطلق صديقي المدرس إلى الشاب وطلب منه مسح الصورة أو الفيديو وأعطاه درساً في الأخلاق والأدب.
والسؤال الملح والمستحق:
كيف نفهم ونقيم مثل هذا السلوك الذي صار أكثر من ظاهرة في حياتنا الاجتماعية؟

لماذا هذا التسابق في التقاط صور لخصوصيات الناس وعدم احترام القيم والأعراف الاجتماعية والدينية؟
لماذا أصبحت شرائح واسعة من المجتمع مهووسة بتصوير ما لا يصح تصويره عقلاً ولا ذوقاً ولا شرعاً، ثم نشره دون خجل ولا وجل؟!
هل نعاني من لوثة، هوس جماعي، فراغ وجداني، تحقيق الذات من خلال السبق أو التفرد بصورة هنا ولقطة هناك…؟!
وإذا كانت المسألة يصعب ضبطها قانونياً فكيف نعالجها اجتماعياً؟
هذه الإشكالية تحتاج منا الكثير لمعالجتها، وقد عانى الناس من مواقف سيئة في التقاط صور لأبرياء من الإناث والذكور سقطوا ضحايا جرائم.
لكن المعنى الذي أريد تثبيته وتعزيزه في المشهد الذي حصل معي هو موقف المدرس الذي بادر وأنكر على الذي صورني من دون إذن ولا حاجة، وجعله يمسح الصورة أو الفيديو.
هنا يبرز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لدى كل مواطن فـ «الدين النصيحة»، والقانون لا يمكنه أن يستوعب كل مناشط الحياة التفصيلية والمستجدة.
وهنا تحضرني قصة المستشرق الأميركي مايكل كوك، الذي درس الإسلام وألف كتاباً ضخماً بعنوان «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الفكر الإسلامي» الذي ترجمه الدكتور رضوان السيد.
وكان الباعث على تأليفه هذا الكتاب كما ذكر هو في مقدمة كتابه: أن صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت خبر اغتصاب امرأة في محطة فرعية في شيكاغو بحضور أشخاص عدة عشية الخميس 22 سبتمبر 1988، والذي أثار المؤلف الأميركي مايكل في حادثة الاغتصاب هذه، أن أحداً لم يتحرك لمساعدة المعتدى عليها أو يأبه بنداءاتها في ساعة تعتبر ذروة الزحام!!

المؤلف أبدى إعجابه بنظرية الواجب الأخلاقي التي تنص عليها أحكام شريعة الإسلام، فأظهر اهتماماً بضرورة تسليط الضوء على "واجب الفرد" أكثر من اهتمامه بدور الحكام في النهي عن المنكر وهو ما يعرف بـ "المحتسب والحسبة".

وفي ظل تمدد ثقافة الجرأة السلبية والتعدي على خصوصيات الناس كان لابد من تجديد وإحياء هذه القيمة الاجتماعية وتشجيعها وتوجيهها؛ كي لا نتكيف مع الافتئات على حق الإنسان، ونستسلم للاعتداء على خصوصيته، ونسكت عما نقدر على منعه أو تحجيمه في رقعة الحياة الواسعة، حتى نحظى جميعاً بالأمن النفسي والاجتماعي. فإن السلبية عن إنقاذ مغتصبة ما هي إلا نتيجة لمتتالية ازدياد معدلات التنازلات واللامبالاة لمجتمعات تبلدت أحاسيسها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]