(في جيدها حبل من مسد) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3099 - عددالزوار : 375607 )           »          تحريم الحلف بملة غير الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بلاغة قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة)، مع موازنته مع ما استحسنته العرب من قولهم: "ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإسلام كفل لغير المسلمين حق العمل والكسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أكثر من ذكر الله اقتداء بحبيبك صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أينقص الدين هذا وأنا حي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خلاصة بحث علمي (أفكار مختصرة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          موعظة وذكرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أعمال يسيرة وراءها قلب سليم ونية صالحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          {هم درجات عند الله} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-01-2022, 08:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,771
الدولة : Egypt
افتراضي (في جيدها حبل من مسد)

(في جيدها حبل من مسد)
د. تيسير الغول



ما يثير الانتباه في هذه الآية الكريمة كلمة (جيدها)؛ فالعرب تستخدمها دومًا للتعبير الحسن بدل العنق أو الرقبة؛ فالجِيد صفة ملازمة لنعومة العيش، وبما يطوِّق ذلك الجيد عقد من اللؤلؤ أو الذهب أو الجوهر، ولفظ الجيد يستخدم دومًا للوصف الجمالي الغَزَلي للمرأة دون غيرها؛ كما يقول الشاعر:




والجيدُ ذو طولٍ وحسن في بيا

ضٍ واعتدالٍ ليس ذا نكرانِ


يشكو الحُلِيُّ بعاده فله مدى الْ

أيام وسواس من الهجرانِ






أورد القرآن الكريم في غير موضع لفظَ العنق أو الأعناق للدلالة على ذلك العضو؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ ﴾ [الإسراء: 29]، وقوله: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ﴾ [يس: 8]، ولكن الملاحظ أن استخدامها في مواضعها كان على سبيل الذم والتحقير، فما الحكمة هنا في استخدام لفظ الجيد بدل العنق في وصف أعتى امرأة للإسلام في التاريخ؟



تلك المرأة هي أم جميل، والتي كانت تفتخر أنها أعظم امرأة في قريش نسبًا ومكانة اجتماعية؛ فقد كانت رقبتها أو جيدها لا يخلو دومًا من عقود اللؤلؤ والذهب والجوهر، والتي كانت تتفاخر في نعومة جيدها بين أقرانها من نساء قريش؛ ولهذا فقد استخدم التعبير القرآني نفس المعنى الذي كان سائدًا في الدنيا وهو الجيد، وذلك من أجل التحقير والتقعير بما سيلاقيه هذا الجيد من عذاب يوم القيامة؛ فذلك الجيد الذي كان في الدنيا مطوَّقًا بالذهب والجوهر، سوف يتبدل في الآخرة، بحبل من مسد كعذاب دائم لها لا يزول.




وقد ذكرت التفاسير أن أمَّ جميل حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن في سورة المسد، أتت رسول الله وهو جالس في المسجد عند الكعبة، وفي يدها فهر (حجر،)، فلما وقفت عليه أخذ الله ببصرها عن رسول الله فلم تَرَهُ، لكنها قالت: "قد بلغني أن محمدًا يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، أما والله إني لشاعرة، ثم أنشأت تقول: (مذممًا عصينا) (وأمرَه أبينا) (ودِينَه قَلَيْنا)"، ثم انصرفت، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما رأتني، لقد أخذ الله ببصرها عني))، وقد كانت قريش تسمِّي رسول الله مذممًا، يسبُّونه به، وكان رسول الله يقول: ((ألا تعجبون لِما يصرف الله عني من أذى قريش؟ يسبون ويهجون مذمَّمًا، وأنا محمد)).



الطريف واللافت أن الرقبة هي العضو البشري الوحيد الذي ذُكر بأربعة أسماء مختلفة في القرآن الكريم؛ فسُميت: بالعنق، والجيد، والرقبة، والعِطف، وسميت الرقبة بالعِطف في قوله تعالى: ﴿ ثَانِيَ عِطْفِهِ ﴾ [الحج: 9]، وسُمِّيت بذلك لأنها تعطف بالرأس؛ أي: تثنيه ذات اليمين وذات الشمال، والله أعلم.









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.86 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]