مجمهرة عدي بن زيد العبادي مضبوطة ضبطا إعرابيا

[ابوالوليد المسلم]

مجمهرة عدي بن زيد العبادي مضبوطة ضبطا إعرابيا
محمود حسن عمر




مع ضبط ما يشكل من الكلمات








جاءت هذه المجمهرة على بحر الطويل، وتفعيلاته:



فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن







نص المجمهرة[1]:



قد رجعت إلى نص المجمهرة في ديوان عدي وجمهرة أبي زيد، فلم أجد أي اختلاف في عدد الأبيات؛ فالمجمهرة عدد أبياتها خمسون بيتًا في الديوان والجمهرة، وقد وجدت خلافًا يسيرًا في بعض الألفاظ في بعض الأبيات، ولكن هذه الألفاظ على اختلافها تَحمل معنى واحدة أو متقاربًا، وإليكم نص المجمهرة:

1- أَتَعرِفُ رسمَ الدارِ مِن أُمِّ مَعْبَدِ؟

نَعمْ ورَماكَ الشوقُ قبلَ التجلُّدِ




2- ظَلِلتُ بها أَسْقي الغرامَ كأنَّما

سَقتْني النَّدامى شَربةً لم تُصَرَّدِ




3- فيا لكَ مِن شوقٍ وطائفِ عَبْرةٍ

كَسَتْ جَيْبَ سِرْبالي إلى غيرِ مُسْعِدِي




4- وعاذلةٍ هَبَّتْ بليلٍ تَلومُني

فلمَّا غَلَتْ في اللومِ قلتُ لها اقْصِدِي




5- أَعاذِلُ إنَّ اللومَ في غيرِ كُنْهِهِ

عليَّ ثِنًى من غَيِّك المتَردِّدِ




6- أَعاذِلُ إن الجهلَ مِن لذَّةِ الفَتى

وإنَّ المنايا للرجالِ بمرصَدِ




7- أعاذلُ ما أَدْنَى الرَّشادَ من الفتى

وأبْعدَه منه إذا لم يُسدَّدِ!




8- أعاذلُ مَن تُكتَبْ له النارُ يَلْقَها

كفاحًا ومَن يُكتَبْ له الفوزُ يَسْعَدِ




9- أَعاذِلُ قد لاقيتُ ما يَزَعُ الفتى

وطابَقْتُ في الحِجْلين مَشْيَ المقيَّدِ




10- أعاذلُ ما يُدريك أن مَنيَّتي

إلى ساعةٍ في اليومِ أو في ضُحى الغدِ




11- ذَرِينِي فإني إنَّما لي مَا مَضَى

أمامي مِن مالي إذا خَفَّ عُوَّدِي




12- وحُمَّت لميقاتي إليّ مَنيَّتي

وغُودِرتْ إن وُسِّدتُ أو لم أُوسِّدِ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

13- وللوارثِ الباقي من المالِ فاتْرُكي

عِتابي فإني مُصلحٌ غير مُفسدِ




14- أعاذلُ مَن لا يَزجُر النفسَ خاليًا

عن الحيِّ لا يَرشُد لقولِ الْمُفنِّدِ




15- كفى زاجرًا للمرءِ أيامُ دهرِهِ

تَروحُ له بالواعظاتِ وتَغتدِي




16- بَلِيتُ وأبْليتُ الرجالَ وأصبحتْ

سُنونَ طوالٌ قد أَتَتْ قبلَ مَولدِي




17- فلا أنا بِدعٌ من حوادثَ تَعتري

رجالًا عَرَتْ مِن بعدِ بُؤْسي وأَسْعُدِي




18- فنفسَكَ فاحْفَظْها عن الغَيِّ والرَّدى

متى تُغْوها يَغْوِ الذي بكَ يَقتدِي




19- وإن كانت النعماءُ عندَكَ لامْرئٍ

فمِثلاً بها فاجْزِ المطالبَ وازْدَدِ




20- إذا ما امرؤٌ لم يَرجُ منكَ هَوادةً

فلا تَرجُها منه ولا دَفْعَ مَشهَدِ

21- وعدِّ سِواه القولَ واعْلَمْ بأنَّه

متى لا يَبِنْ في اليومِ يَصرِمْك في الغَدِ




22- عن المرءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينهِ

فكلُّ قرينٍ بالمقارنِ مُقتدِ




23- إذا أنت فاكَهتَ الرجالَ فلا تَلَعْ

وقلْ مثلَ ما قالوا ولا تَتزيَّدِ




24- إذا أنت طالَبتَ الرجالَ نَوالَهم

فعِفَّ ولا تأتي بجهدٍ فَتَنْكَدِ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

25- ستُدرك مِن ذي الفُحشِ حقَّك كلَّه

بحِلمك في رِفقٍ ولَمَّا تَشدَّدِ




26- وسائسِ أمرٍ لم يَسُسْه أبٌ له

ورائمِ أسبابِ الذي لم يُعوَّدِ




27- وراجي أمورًا جَمَّةً لن يَنالَها

ستَشْعَبُه عنها شَعُوبٌ لِمُلحدِ




28- ووارثِ مجدٍ لم يَنلْه وماجدٍ

أصابَ بمجدٍ طارفٍ غَيْرِ مُتْلدِ




29- فلا تَقْصِرَنْ عن سَعْي مَن قد وَرِثتَه

وما اسْطَعْتَ من خيرٍ لنفسِك فازْدَدِ




30- وبالعدلِ فانطِقْ إن نَطَقتَ ولا تَلُمْ

وذا الذمِّ فاذْمُمْه وذا الحمدِ فاحْمَدِ




31- ولا تَلحُ إلا مَن ألامَ ولا تَلُمْ

وبالبذلِ مِن شكوى صديقِك فافْتَدِ




32- عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إن منَعتَه

من اليومِ سُؤْلاً أن يُيَسَّرَ في غدِ




33- وللخلقِ إذلالٌ لمن كان باخلاً

ضنينًا ومَن يَبخَلْ يَذِلَّ ويُزْهَدِ




34- وللبَخلةِ الأولى لِمَن كان باخلاً

أَعِفُّ ومَن يَبخَلْ يُلَمَّ ويُزْهَدِ




35- وأَبْدَتْ ليَ الأيامُ والدهرُ أنه

- ولو حبَّ - مَن لا يُصْلحِ المالَ يَفسُدِ




36- ولاقيتُ لذَّاتِ الغِنى وأصابَني

قوارعُ مَن يَصبِر عليها يُخلَّدِ

يتبع

[ابوالوليد المسلم]

27- إذا ما تكرَّهتَ الخليقةَ لامرئٍ

فلا تَغْشَها، واخْلِدْ سِواها لمَخلَدِ




38- ومَن لم يكن ذا ناصرٍ عند حقِّه

يُغلَّبْ عليه ذو النصير ويُضْهَدِ




39- وفي كثرةِ الأيدي عن الظُّلمِ زاجرٌ

إذا حضَرتْ أيدي الرجالِ بمشْهَدِ




40- وللأمرُ ذو الميسورِ خيرُ مَغبَّةٍ

من الأمرِ ذي المعسورةِ المتردِّدِ




41- سَأَكْسِبُ مَجْدًا أو تَقومُ نَوَائحُ

عليّ بليلٍ نادِباتي وعُوَّدِي




42- يَنُحْنَ على مَيْتٍ وأَعْلَنَّ رَنَّةً

تُؤرِّقُ عَينَي كلِّ باكٍ ومُسْعدِ




43- إِذا مَا رَأيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أهْلَهُ

وَقَامَ جُنَاةُ الشَّرِّ للشَّرِّ فاقْعُدِ





44- إذا أنت لم تَنفعْ بوُدِّك أهلَه،

ولم تَنكِ بالبؤسى عدوَّك فابْعُدِ




45- وظُلْمُ ذَوي القُرْبَى أشَدُّ مَضَاضَةً

على النَّفسِ مِنْ وَقْعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

[1] اقتصرت في نقل نص المجمهرة على كتاب جمهرة أشعار العرب؛ لأبي زيد القرشي فقط؛ تحقيق الأستاذ علي محمد البجاوي، وجاءت الأبيات مرتبة الترتيب الموجود في تحقيقه.