لا تخالف سنة الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         في آخر الزمان تصبح السنة بدعة والبدعة سنة (اخر مشاركة : عبد العليم عثماني - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4961 - عددالزوار : 2066742 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 606 - عددالزوار : 339493 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4537 - عددالزوار : 1335645 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 379 - عددالزوار : 156410 )           »          {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 394 - عددالزوار : 92445 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 14117 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 68 - عددالزوار : 53331 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 84 - عددالزوار : 46981 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 15449 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-11-2021, 01:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي لا تخالف سنة الحياة

لا تخالف سنة الحياة
علي بن عايض القرني





بعض الناس عنده مقدرة عجيبة في تكدير خاطره، وجلب الهم والغم لنفسه، ويجيد فن الخيالات الفاسدة لذهنه، فكم يصفوا له من هذه الحياة إذا كان دائماً يتذكر الماضي بآلامه، ويتوقع حوادث المستقبل، وتمرضه كلمة مؤذية من حاسد.


ويحقد على كثير ممن غمطوه حقه، ويغضب على زوجته المسرفة، ويثور على ابنه لمخالفته أمره، ويحزن على ما سبق أن فقده؟! وهو لأنه يظن أن مرضاً ما سوف يصيبه، ويستمر في جمع هذه القائمة من الأحزان والمصائب.

إن تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره، والحزن لمآسيه؛ حمق وجنون، وقتل للإرادة، وتبديد للحياة الحاضرة، لأن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبداً في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال، فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحييه، لأنه عدم، فلا تعش في كابوس الماضي، وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه، والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين! أن تفاعلك مع الماضي، وقلقك منه، واحتراقك بناره، واطراحك على أعتابه؛ وضع مآساوي رهيب، مخيف مفزع، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، وقد ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (تلك أمة قد خلت)(البقرة:134).

انتهى الأمر وقُضي، ولا طائل من تشريح جثث الزمان، وإعادة عجلة التاريخ.

إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحونٌ أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب، وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار: لما لا تجتر؟ فقال: أكره الكذب!!

إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا، ونشتغل بماضينا، نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا المحال بعينه.

إن العقلاء لا ينظرون إلى الوراء، ولا يلتفتون إلى الخلف، لأن الريح تتجه إلى الأمام، والماء ينحدر إلى الأمام، والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة.

فيا من أراد السعادة والراحة لا تقصر حياتك فهي قصيرة أصلاً، عش في حدود يومك، ولا تبك على ما فاتك، واترك المستقبل حتى يأتي، ولا تلق بالاً لكلام الحساد، وتوكل على الله فهو حسبك، وكفى هموماً وغموماً وأحزاناً.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.68 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]