الفتور: أسبابه وعلاجه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031725 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307928 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126698 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-11-2021, 06:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي الفتور: أسبابه وعلاجه

الفتور: أسبابه وعلاجه
د. أمين بن عبدالله الشقاوي



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ»[1]. وفي رواية أخرى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالَأصَابِعِ فَلَا تَعُدُّوهُ»[2].

وفي هذين الحديثين حقائق في غاية الأهمية أخبرنا عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإليك البيان:
الحقيقة الأولى: إن لكل عابد شرة وحِدَّة، وهو النشاط في العبادة بصورة تدعو إلى الانتباه والإعجاب. وهو مشاهد في كثير من الناس، وخصوصًا الشباب، فإنه يُرى منهم أول التزامهم نشاط شديد، وحرص ومثابرة على العبادات والطاعات، وحضور مجالس العلم والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.. وغير ذلك.

الحقيقة الثانية: أن هؤلاء العباد، أو من يسمون في زماننا هذا بالملتزمين، يحدث لبعضهم بعد ذلك النشاط والقوة ضعف وكسل، وتهاون وفتور، وهم في ذلك على مراتب:
1- المرتبة الأولى: من سلكوا حال فتورهم طريق الاستقامة، وذلك بلزوم السنة، وتجنب البدعة، وأحاطوا أعمالهم في أنفسهم وفي دعوة غيرهم بالتسديد والمقاربة، وسلوك الطريق الوسط الذي لا غلو فيه، ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط، ويعود السبب إلى توفيق الله لهم حال حدتهم وشرتهم إلى التمسك بأصول صحيحة ثابتة، إما كتب لأهل العلم من السلف الصالح وأئمة الهدى، أو طلب العلم على مشايخ وعلماء أهل فضل وسنة، أو رفقة صالحة قد هداهم الله إلى الصراط المستقيم بالحق يهدون وبه يعدلون، قال صلى الله عليه وسلم: «سدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا»[3].

قال أبو حاتم رحمه الله: «سددوا: يريد به كونوا مسددين، والتسديد لزوم طريقة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته، وقوله: وقاربوا: يريد به لا تحملوا على الأنفس من التشديد ما لا تطيقون، وأبشروا فإن لكم الجنة إذا لزمتم طريقتي في التسديد وقاربتم في الأعمال»[4].


2- المرتبة الثانية: من كان في فتورهم ضعف في العبادة، وتقصير في العمل، وربما الوقوع في بعض الذنوب والمعاصي عن شهوة لا عن شبهة، فهؤلاء إذا وجدوا من يعظهم ويذكرهم فحري أن ينشطوا، ويقوى ضعفهم، ويقل تفريطهم.

3- المرتبة الثالثة: من كان فتورهم إلى بدع وضلالات اتباعًا للهوى وحبًّا للظهور والشهرة، والتعلق بالشبهات في استحلال المحرمات، وقد يتمادى بهم ذلك إلى الانقلاب على أعقابهم - نسأل الله العافية والسلامة -.

الحقيقة الثالثة: اشتمل هذا البيان منه صلى الله عليه وسلم على سبب هذا الداء وبيان دوائه، وأن سببه هو عين دوائه حين ترك ولم يعمل به، وينحصر ذلك في أمرين ذُكرا في الحديثين السابقين:
أولهما: ترك لزوم السنة ظاهرًا.
ثانيهما: ترك تجريد القلب بالإخلاص لله الإخلاص التام الذي لا يكون للنفس منه نصيب باطنًا.

مظاهر الفتور العائد إلى الانحراف:
أن العظة والتذكير لا يؤثر فيهم وذلك لقساوة حدثت لقلوبهم، وران أطبق عليها بما كانوا يكسبون.

حبهم للجدل والمراء ومعارضة الحق، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُواالْجَدَلَ»ثُمَّ تَلَا: ﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون ﴾ [الزخرف: 58][5]، وفي التنزيل المبارك: ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم﴾ [التوبة: 115].

تحليلهم لكثير مما كان حرامًا عندهم قبل نكوسهم، وكذلك العكس، وذلك بوقوعهم في الفتنة كما أخبر بذلك حذيفة رضي الله عنه حين سُئل: «كيف يعرف الرجل منا، هل أصابته الفتنة أم لا؟ فأجاب: إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؟ فلينظر، فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا، فقد أصابته الفتنة، وإن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته»[6].

تتبع زلات العلماء وجعلها منهج حياة مع الاستماتة في الدفاع عنها، وهم في كل ما تقدم لا تسهل عليهم التوبة، ويبغضون من يدعوهم إليها؛ لأنهم يرون أن في توبتهم إقرار واعتراف بما هم عليه من الضلال والزيغ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير ﴾ [غافر: 56].

الخاتمـة:
وأختم هذه الكلمة بتوجيه النصح إلى أهل العلم والدعاة إلى الله بأن يرشدوا من يدعونهم إلى لزوم الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح في فهم نصوصهما، والاقتداء بهم في الأعمال والأخلاق، والاجتهاد في إصلاح القلوب وتخليصها من الأهواء المضلة، والبدع المهلكة.

نسأل الله أن يهدينا إلى الحق، وأن يثبتنا عليه، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلال بعد الهدى.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] (11 /376) برقم 6764، وقال محققوه: إسناده صحيح.

[2] سنن الترمذي برقم 2453، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي (2 /298)، برقم 1995.

[3] صحيح البخاري برقم 6467، وصحيح مسلم برقم 2359.

[4] صحيح ابن حبان شرح حديث رقم 113.

[5] مسند الإمام أحمد (36 /540)، برقم 22204، وقال محققوه: حديث حسن بطرقه وشواهده.

[6] مستدرك الحاكم (4 /415) برقم 3448، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]