الشعر على ألسنة الحيوان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4953 - عددالزوار : 2056074 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4528 - عددالزوار : 1323942 )           »          احمى أسرتك وميزانيتك.. دليلك الشامل لشراء أفضل اللحوم الطازجة والمجمدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          4 خطوات تقلل من شيب الشعر وتجعله صحيا وحيويا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          4 وصفات سموزي مناسبة للرجيم.. نكهات لذيذة لحر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          طريقة عمل الفراخ في المقلاة الهوائية بطعم حكاية.. السر في العسل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          وصفات طبيعية لتفتيح الأندر أرم.. تقشير آمن وترطيب للبشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          4 أفكار مختلفة لتصميمات مطبخ عصري.. موضة 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          خلصي بيتك من السموم في 5 خطوات.. أهمها تغيير أدوات الطهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          7 خضراوات تحتوي على فيتامين سي أكثر من البرتقال.. هتنور وشك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2021, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي الشعر على ألسنة الحيوان

الشعر على ألسنة الحيوان


محيي الدين صالح








أدب الأطفال من منظور إسلامي










(إبراهيم شعراوي نموذجًا)







الشعر على ألسنة الحيوان




إن ذِكْر الحيوانات والطُّيور والحشَرات في القرآن الكريم وفي أحاديثِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يقدِّم إلينا العِظَة، ويربِّينا على فعل الخير، يلفِتُ الأدباءَ والشُّعراء إلى هذا العالَم العجيب من مخلوقات الله التي قال عنها - سبحانه وتعالى -: ï´؟ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ï´¾ [الأنعام: 38]، ويشجِّعهم على ضرب المثَل من هذه المخلوقات، ولا سيَّما وهم يكتبون للأطفال.







كما كانت لقصص الحيوان مكانة مشهودةٌ في الأدب العالَميِّ منذ أقدم العصور، وكان (إيسوب - 620/ 564 ق.م.) من أشهر الشخصيَّات التي نُسِبت إليها المئاتُ من قصص الحيوان، والتي جعلت هذه القصص تنقِذُ سيِّده من الخصوم، وقد نسبت إليه مئات الحكايات التي كانت موجودةً قبل عصره، بل قبل الحضارة اليونانيَّة التي منها "إيسوب".







ومن قصص الحيوان في الأدب العربي: "كليلة ودمنة"، ويُنسَب نقْلُه عن الهنديَّة أو الفارسيَّة إلى "عبدالله بن المقفَّع" - القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي - ويقول الدكتور "عبدالحميد يونس": "وليس من الضروريِّ أن نشقَّ على أنفسنا في البحث عن الأصول اللُّغوية (لسم دبشليم)، أو (بيدبا)، وحَسْبنا أن نسجِّل أن هناك طرفَيْن: الأوَّل ملك يطلب المَوْعِظة، ويخشى التهوُّر، والثاني: فيلسوف يضرِبُ له الأمثال بحكايات الحيوان، وهذا يطابق تمامًا ما في "ألف ليلة وليلة" من الإلحاح على التعقُّل في السلوك، والامتناع عن الشَّطط والتهوُّر، بسرد القصص الذي استطاعت "شهر زاد" بوساطته أن تحمي بنات جنسِها من رعونة شهريار"؛ "معجم الفولكلور مكتبة لبنان 1983".







كما نجد لقصص الحيوانات مكانًا في "حكايات أمي الأوزة" لـ"شارل بيرو" 1697، وفي بعض مؤلفات "كريستيان أندرسون" (1805 - 1875م).







وحينما يأتي الشِّعر - وهو أرقى وأسمى أنواع البيان الإنسانيِّ - على ألسنة الحيوان، فإنَّ ذلك يعدُّ من الأعاجيب التي تثير خيال الطِّفل؛ لأنَّ الكلام الموزون محبَّب إلى قلوب الأطفال، حتَّى قبل أن يُدْرِكوا معانِيَه ومرامِيَه، وأيضًا قصص الحيوانات والمغامرات التي تُصاغ على ألسنتها تَجْذب انتباه الطِّفل وتأسر حواسَّه تمامًا، فيتابعها بشغفٍ وإعجاب شديدين، فإذا ما اندمجَتْ هذه المحبَّبات إلى قلب الطفل في بوتقةٍ واحدة - الكلام الموزون، وحكايات الحيوان - فإن ذلك يكون له وقْعٌ أقوى في وجدانيَّات الطِّفل، وأسرعُ إلى أذهانهم، وأكثرُ تأثيرًا في سلوكياتهم.







وقد حمل الشاعر "كامل كيلاني" راية هذا اللون الأدبي الجميل بعد جيل "شوقي" و"إبراهيم" العرب ورفاقهم، واحتفظ "الكيلاني" بالراية عالية خفاقة حين صاغ كثيرًا من القصص التربوية على ألسنة الحيوان، من خلال القوافي المُحْكَمة، والأوزان الجذابة، وسار على هذا الدرب حينًا من الدهر، ثم سلَّم الراية لمن بعده من الأدباء الموهوبين، ومنهم الشاعر "إبراهيم شعراوي" الذي لم يتخلَّف قِيدَ أنملة عن رفاقه المبدعين، هذا إن لم يكن قد سبقهم إلى آفاق بعيدة في خيالات الأطفال، والنماذج في هذا المجال أكثر من الحصر، سـواء في إبداعات جيل الرواد - "شوقي"، و"إبراهيم العرب"، و"الكيلاني"، ورفاقهم - أو عند الأجيال التي جاءت من بعدهم.







و"إبراهيم شعراوي" له مجموعةٌ كبيرة من هذه القصص الشعريَّة على ألسنة الحيوان، نختار منها قصَّة شعريةً واحدة كنَمُوذج، وهذه القصة أبطالُها عبارة عن "ثعلب، وسلحفاة"، وموضوعها من الخيال الهادف الذي يبثُّ معانِيَ كثيرةً في قلوب الأطفال، أهمُّها إظهار المصير المؤلِم الذي ينتظر كلَّ مخادعٍ كذَّاب، وفي المقابل أهمِّية البِرِّ بالآباء، وضرورة الاستفادة من خِبْراتهم في الحياة، وبين هذا وذاك كثيرٌ من العِبَر والعظات.







هذه القصة وردت نثرًا بعنوان "أمي العزيزة" في كتاب "الطِّفل الذي رأى الدُّنيا كلها" أولاً، وهذا الكتاب كان "شعراوي" قد ألَّفه عندما كان يعمل في منطقة الخليج العربيِّ، وكان قد وضعَه للأطفال من سنِّ 5 - 8 سنوات، ثم بعد ذلك بسنواتٍ صاغ القصة نفسها شعرًا بعنوان "الثعلب والسلحفاة الحكيمة"، ولكن لمرحلةٍ عمريَّة أخرى من الأطفال؛ أيْ: فوق الثامنة، وهذه القصيدة لم تُطْبَع حتى الآن في إصدارة؛ حيث إنَّها من المخطوطات التي اطَّلعْتُ عليها في مكتبه.







أمَّا أحداث هذه القصَّة "القصيدة" فهي عبارةٌ عن قصَّة محاولةٍ فاشلة من الثعلب الذي حاول أن يرِثَ ملك الغابة عندما مات الأسد، ولكنَّه اصطدم بمعلومات الحيوانات الأخرى عن خِزْيه من قبل، خاصَّة من الكبار الذين عاصروا بُؤْسَه وشقاءه حين كان يسرق الدَّجاج، ويخاف من الكِلاب، فيجوع الليالي الطويلة، فأوعز إلى شباب الحيوانات للتخلُّص من تلك الحيوانات التي تعرف ماضِيَه؛ وذلك حتَّى يتمكَّن من فرض سيطرتِه على الباقين، وتتوالى الأحداث، إلاَّ أنني سأُتابعها وأستعرِضُها من خلال نصِّ القصيدة، التي يبدؤها "شعراوي" قائلاً:





- "وَلَدِي، يَا أَيُّهَا الثَّعْ

لَبُ، قُلْ فِيمَ تُفَكِّرْ"




- قَالَ: هَذَا أَسَدُ الغَا

بَةِ، رَاعِيهَا الغَضَنْفَرْ




سَيِّدُ الأُسْدِ، طَوَاهُ الْ

مَوْتُ، وَالكُلُّ تَحَسَّرْ




وَبَكَاهُ بَدَلَ الدَّمْ

عِ دَمًا... فَالغَابُ يَخْسَرْ




بِوَفَاةِ الأَسَدِ الْجَبْ

بَارِ، ذِي الْمَجْدِ الْمُوَقَّرْ




وَأَنَا يَا أُمِّ... فِي التَّا

جِ وَفِي العَرْشِ أُفَكِّرْ











وفي هذه الأبيات التي افتتح بها "شعراوي" قصيدته، نجد بدايةَ حوار بين الثعلب وأمِّه، وهُما بصدد حادثةٍ ألمَّت بالغابة، وهي موت الملِك، والثعلب لا يفكِّر في الأمر إلاَّ من زاوية واحدة هي رغبته في التَّاج، وهذه البداية تثير فضول الطِّفل بشكلٍ فكاهي ودرامي في الوقت نفسِه، فهو لا يتوقَّع ما يمكن أن يحدث لمخلوقٍ ضئيل في مثل هذه المواقف، فكيف يكون الثعلب وريثًا للأسد على عرش الغابة، وهذا الفضول عند الثَّعلب سيجعل الطِّفل يُتابع أحداث الحكاية باهتمامٍ؛ لما فيها من المفارقات العجيبة غير المتوقَّعة.







وأمُّ الثعلب - التي عاصرت الحياة في الغابة لمدَّة طويلة أثناء ملك الأسد - لها رأي، كما أنَّ لها خبثًا ومكرًا متوارثَيْن:





قَالَتِ الأُمُّ: "وَمَا تَفْ

عَلُ فِي رَأْيِ الكُهُولِ؟"




إِنَّهُمْ يَدْرُونَ عَنْ بُؤْ

سِكَ فِي الأَمْسِ الذَّلِيلِ











ولكن الثعلب لا يريد أن يَسْتسلم للواقع المرير؛ فهو له طموح لا تحدُّه حدود، ومن ثَمَّ فهو مستعدٌّ لِسَفك الدِّماء والإطاحة بكلِّ الثوابت في سبيل نَيْل ما يصبو إليه، ولو كان الثَّمن حياة جيل الآباء:





فَكَّرَ الثَّعْلَبُ حَتَّى الْ

فَجْرِ فِي الْخَطْبِ الْجَلِيلِ




قَالَ: قَدْ كُنْتُ حَقِيرًا

هَائِمًا بَيْنَ السُّهُولِ




وَكِبَارُ السِّنِّ أَعْدَا

ئِي، وَهُمْ أَهْلُ فُضُولِ




وَهُمُ قَدْ عَرَفُونِي

وَرَأَوْنِي فِي الْحُقُولِ






يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-06-2021, 03:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

كُنْتُ أَخْشَى الكَلْبَ إِذْ يَنْ

بَحُ خَلْفِي مِثْلَ غُولِ




بَائِسًا أَحْتَمِلُ الإِعْ

صَارَ فِي كُلِّ سَبِيلِ









إِنَّ حُلْمَ التَّاجِ وَالسُّلْ

طَانِ فَوْقَ الْمُسْتَحِيلِ










ولأنَّ هذه القصيدة التي نحن بصددِها في عداد المخطوطات، ولم يُطْبَع بعد، فإنَّني أرى أن أسجِّلها كاملة في هذه الدِّراسة؛ لأكثرَ مِن سبب؛ ففيها إضافاتٌ جميلة في أحداثها وتفاصيلها عن القصة النثريَّة التي أشرتُ إليها من قبل، ولأنَّ أحداث القصيدة تتوالى بشكلٍ يصعب معه الاجتزاء أو الاختصار؛ حيث إنَّها حواراتٌ ومُحادثات بين أطراف القصَّة، ومبنيَّة بعضها على بعض، فعندما وصل الثَّعلب إلى طريق مسدودٍ أثناء تفكيره في تولِّي عرش الغابة، كانت النَّصيحة من الأمِّ الماكرة صاحبة الخِبْرة العريقة في المكايد والحِيَل:





قَالَتِ الأُمُّ: لَدَيَّ الرْ

رَأْيُ، فَاسْمَعْ يَا صَغِيرِي




فَلْيَكُنْ حُكْمُكَ بِالْمَوْ

تِ عَلَى كُلِّ كَبِيرِ




قُلْ لَهُمْ: إِنَّ الْمُسِنِّي

نَ يَزِيدُونَ فَظَاعَهْ




هُمْ كُسَالَى وَضِعَافٌ

لاَ يُفِيدُونَ الْجَمَاعَهْ




نَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى الفِتْ

يَانِ مِنْ أَجْلِ الزِّرَاعَهْ




وَإِلَى القُوَّةِ وَالعَزْ

مَةُ تَحْتَاجُ الصِّنَاعَهْ




وَبِلاَدِي لَنْ تَنَالَ الْ

مَجْدَ إِلاَّ بِالبَرَاعَهْ




وَالكُهُولُ اليَوْمَ هُمْ عِبْ

ءٌ عَلَى هَذِي الْجَمَاعَهْ




فَقِفُوا فِي الغَابِ صَفًّا

وَاقْتُلُوهُمْ بِشَجَاعَهْ









يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-06-2021, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

الشعر على ألسنة الحيوان


محيي الدين صالح



ويظهر أبو الثَّعلب برأيٍ مغاير لما تراه الأمُّ؛ فالكهول في رأيه ليسوا عبئًا على الشباب، ولكن لكلِّ منهم دوره:





وَأَبُو الثَّعْلَبِ قَدْ كَا

نَ كَبِيرَ السِّنِّ كَهْلاَ




لَمْ يَرُقْهُ أَنْ يَنَالَ الْ

كَهْلُ فِي الغَابَةِ قَتْلاَ




قَالَ: إِنَّ الكَهْلَ ذُو تَجْ

رِبَةٍ، يَمْلِكُ عَقْلاَ




وَلَدَيْهِ الْحِكْمَةُ الكُبْ

رَى إِذَا الرَّأْيُ تَجَلَّى




وَأَرَاهُ لِأُمُورِ الْ

حُكْمِ بِالْحِكْمَةِ أَهْلاَ




وَبِهِ نُسْعِدُ طِفْلاً

وَيَصِيرُ الصَّعْبُ سَهْلاَ
















وتبدأ في الأبيات التالية من القصيدة مرحلةٌ جديدة، لها وَقْعُها في قلوب الأطفال؛ فإنَّ الثعلب بعد أن استمع إلى رأي الأُمِّ الماكرة، ورأي الأب الخائف، سيقرِّر وِجْهته، وينفِّذ خُطِّته:





أَنْصَتَ الثَّعْلَبُ لِلرَّأْ

يَيْنِ حِينًا.. وَتَحَيَّرْ




وَرَأَى البَاطِلَ مَقْبُو

لاً، وَمَعْسُولاً بِسُكَّرْ




وَمَضَى يَخْطُبُ فِي القَوْ

مِ.. وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَثَّرْ




قَالَ: إِنِّي سَوْفَ أُجْرِي النْ

نَهْرَ سَلْسَالاً وَكَوْثَرْ




وَأَرُشُّ الْمِسْكَ فِي الْمَا

ءِ.. بِهِ قَدْ ذَابَ عَنْبَرْ















يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-06-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

وهنا يتحدث الثعلب إلى نَفْسه في إسرارٍ، دون إعلان، ويميل إلى رأي الأُمِّ بعد مداولة الموضوع مع دواخله؛ فرَأْيُها أقرب إلى طموحه وأطماعه، وأُمْنيته في الحياة، وكأنه يسترجع ما قالَتْه الأُمُّ عن الكهول، فيضع الخُطَّة والحيلة التي تؤهِّله من تَمَلُّك زمام الأمور في الغابة:





(الكُهُولُ اليَوْمَ أَعْدَا

ئِي.. سَأُفْنِيهِمْ بِجُهْدِي




وَخِدَاعِي، ثُمَّ لاَ يَبْ

قَى سِوَى الأَطْفَالِ عِنْدِي




بَيْنَهُمْ أَلْقَى مُجِيبًا

لِنِدَائِي وَمُطِيعَا




فَإِذَا أَصْدَرْتُ أَمْرًا

سَيُلَبُّونَ جَمِيعَا)











ويبدأ الثعلب مرحلة تنفيذ الخطة:





وَقَفَ الثَّعْلَبُ فِي السَّا

حِ.. وَحَيَّا وَابْتَسَمْ




ثُمَّ نَادَى: إِسْمَعُونِي..

وَاسْلَمُوا مِنْ كُلِّ هَمّْ




فَكِبَارُ السِّنِّ فَاضَ الْ

كَيْلُ مِنْهُمْ وَالأَلَمْ




وَهُمُ مَصْدَرُ مَا عَا

نَتْ بِلاَدِي مِنْ سِقَمْ




لَيْتَهُم كَانُوا دَجَاجًا

لَيْتَهُمْ كَانُوا غَنَمْ




لَأَخَذْنَا البَيْضَ وَالصُّو

فَ، وَمَنْ أَعْطَى غَنِمْ




وَكِبَارُ السِّنِّ فِي غَا

بَتِنَا مَصْدَرُ غَمّْ



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-06-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان



مَا الَّذِي نَرْجُوهُ مِنْهُمْ

إِنَّمَا الأَمْرُ الأَهَمّْ




أَنْ يَمُوتُوا.. فَيَفِيضَ الْ

خَيْرُ وَالسَّعْدُ يَعُمّْ










ثم يقدم الثعلب الماكر نصائحه وهو يدس السم في الدسم، مستغلاًّ بلاهة المستمعين إليه، فيقول:





يَا شَبَابَ الغَابِ.. كَيْ نَنْ

جُوَ مِنْ كُلِّ الْهُمُومِ




اقْتُلُوا كُلَّ عَجُوزٍ

وَادْفَعُوهَا لِلجَحِيمِ




وَكُهُولُ الغَابِ سُوقُو

هُمْ إِلَى الذَّبْحِ العَظِيمِ




فَبِهَذَا وَحْدَهُ نَسْ

عَى إِلَى العِزِّ الْمُقِيمِ











وفي إيجازٍ شديد، يوضِّح "شعراوي" الموقف السَّاذج الذي وقفَتْه حيوانات الغابة عندما انْخدعوا بكلام الثَّعلب المعسول:





فَأَجَابَ الكُلُّ: إِنَّا

قَدْ أَجَبْنَا وَأَطَعْنَا




يَا مَلِيكًا، بَلْ مَلاَكًا

سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا











وتَبْدأ بعد ذلك مرحلةٌ جديدة من الدِّراما، بعد أن وضع الثَّعلب تاج العرش على رأسه، وتحكَّم في مصاير الحيوانات في الغابة، وهي نقلةٌ تزيد من حرص الأطفال على المتابعة؛ للوصول إلى توابع هذا التصرُّف العجيب من الثعلب:





ثُمَّ، لَمَّا مَلَكَ الثَّعْ

لَبُ أَمْرَ الغَابِ، جُنَّا




فَهْوَ قَدْ صَارَ عَلَيْهِمْ

سَيِّدًا، يَمْنَحُ إِذْنَا










يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-06-2021, 03:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

يَأْمُرُ القَوْمَ وَيَنْهَى

فَيَقُولُونَ: أَطَعْنَا




نَحْنُ دَوْمًا نَصْدُقُ القَوْ

لَ، وَمَا فِي السَّاحِ خُنَّا




فَإِذَا مَا شِئْتَ... فَامْنَحْ

هَذِهِ الأُمَّةَ أَمْنَا




أَوْ فَعَاقِبْنَا، يَكُنْ حُكْ

مُكَ كَالسَّيْفِ عَلَيْنَا




أَوْ.. فَقُدْنَا، تَلْقَنَا جُنْ

دَكَ.. لاَ نَعْرِفُ جُبْنَا




كَمْ رَفَعْنَا لَكَ رَايَا

تِ انْتِصَارٍ... وَفَدَيْنَا




لِيَزِيدَ العَرْشُ دُرًّا

وَيَفِيضَ القَصْرُ حُسْنَا






ويظهر أبو الثعلب مرَّةً أخرى؛ ليختفي بعد ذلك حتى لا يهلك مع بقية الكهول:





وَأَبُو الثَّعْلَبِ قَدْ خَا

فَ مِنَ القَتْلِ، فَفَرَّا




وَرَأَى الْهَوْلَ وَذَاقَ الْ

عَيْشَ بِالتَّشْرِيدِ مُرَّا




قَالَ: هَذِي عِيشَةٌ تَحْ

تَاجُ أَنْ أَمْلِكَ صَبْرَا




وَعَذَابِي بِصَغِيرٍ

يَمْلأُ الغَابَةَ جَمْرَا




هَمُّهُ أَنْ يَضَعَ التَّا

جَ عَلَى الرَّأْسِ وَيَثْرَى




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-06-2021, 03:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

وإذا كانت هذه الأحداث تدور في معسكر المَكْر والخيانة عند الثَّعلب، فإنَّ هناك الجانب الآخر الذي تهلُّ منه الحكمة من بين ثنايا الوفاء والبِرِّ، ففي زوايا القصَّة (القصيدة)، أو في ركن قصيٍّ من أركان الغابة، تظهر السُّلَحفاة الصغيرة ممثِّلةً للجانب الذي يَعْتني بالخير، وهنا يتدخَّل الشاعر راويًا لموجز الأحداث، بعد أن كان خارِجَها لفترةٍ وجيزة:





قَتَلَتْ غَابَتُنَا كُلْ

لَ العُقُولِ الْمُسْتَنِيرَهْ




ضَاعَتِ الْحِكْمَةُ مِنْهَا

فَهْيَ فِي الرَّأْيِ فَقِيرَهْ




حَكَمَ الثَّعْلَبُ، وَالغَا

بَةُ قَدْ صَارَتْ أَسِيرَهْ




لَمْ تُخَالِفْ قَوْلَهُ إِلاَّ

سُلَحْفَاةٌ صَغِيرَهْ




وَهْيَ قَدْ كَانَتْ تَقِيَّهْ

وَهْيَ لِلأُمِّ وَفِيَّهْ




وَهْيَ قَالَتْ: أَنَا لَنْ أَقْ

تُلَ أُمِّي العَبْقَرِيَّهْ




وَأَرَى فِي قَتْلِهَا أَقْ

بَحَ غَدْرٍ وَخَطِيَّهْ




أَنْتِ يَا أُمِّي لَدَيْكِ الرْ

رَأْيُ فِي كُلِّ قَضِيَّهْ




خَبِّرِينِي، كَيْفَ نَنْجُو الْ

آنَ مِنْ هَذِي البَلِيَّهْ؟











وتدور الأمور، وتُداوَل بين السُّلحفاة وأمها المسنَّة، وتتلاقح الأفكار والخبرات بين الجيلين:





فَأَجَابَتْ أُمُّهَا: لاَ

تَجْزَعِي، فَالأَمْرُ سَهْلُ




نَحْنُ فِي الْمَظْهَرِ كَالصَّخْ

رِ، وَكَمْ ضَلَّلَ شَكْلُ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19-06-2021, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

سَوْفَ نَمْضِي لِصُخُورِ التْ

تَلِّ، إِنْ أَقْبَلَ لَيْلُ




وَتَعُودِينَ إِلَى الغَا

بَةِ فِي جَوْفِ الظَّلاَمْ




وَأَنَا، بَيْنَ صُخُورِ التْ

تَلِّ، أَحْيَا فِي سَلاَمْ










وبعد هذا الحوار الدافئ بين السلحفاة الصغيرة وأمها، يتدخل "إبراهيم شعراوي" في السَّرد قائلاً:





وَنَرَى الأُمَّ السُّلَحْفَا

ةَ هُنَا بَيْنَ الظَّلاَمْ




وَهُنَا طِفْلَتُهَا تَأْ

تِي بِمَاءٍ وَطَعَامْ




وَيَمُرُّ الوَقْتُ بِالقِصْ

صَةِ عَامًا بَعْدَ عَامْ
















وتتوالى أحداث القصيدة بعد ذلك، ساردةً ما دار بين قُوَى الخير (ممثَّلة في السلحفاة) وبين قوى الشرِّ (ممثلة في الثعلب):





ذَاتَ يَوْمٍ، قَالَتِ الأُمْ

مُ بِحُزْنٍ بَعْدَ صَمْتِ:




يَا ابْنَتِي.. مَاذَا فَعَلْتُمْ

وَزَمَانٌ سَوْفَ يَأْتِي




سَتَفِرُّ السُّحْبُ، يَنْسَى النْ

نَاسُ أَيَّامَ الْمَطَرْ




وَيَمُوتُ الزَّرْعُ، يُفْنِي الْ

جُوعُ آلاَفَ البَقَرْ








يَا ابْنَتِي، مَاذَا ادَّخَرْتُمْ

مِنْ طَعَامِ اليَوْمِ؟ قُولِي




أَمْ تَظُنُّونَ دَوَامَ الزْ

زَرْعِ فِي هَذِي الْحُقُولِ








يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19-06-2021, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

الشعر على ألسنة الحيوان


محيي الدين صالح



وتَصُبُّ السلحفاة الأمُّ عصارةَ خبرتها ومعلوماتها في أذن ابنتها، وتحذِّرها من تلك الأيام التي ستسوء فيها أحوال الغابة، قائلة لها:





اسْمَعِينِي.. وَخُذِي الْحِكْ

مَةَ يَا طِفْلَةُ عَنِّي




جَدَّتِي قَدْ نَصَحَتْ أُمْ

مِي وَأُمِّي نَصَحَتْنِي




وَهْيَ قَدْ قَالَتْ بِصَوْتٍ

غَاضِبٍ إِذْ أَنْذَرَتْنِي:




"كُلَّ قَرْنٍ يَظْهَرُ القَحْ

طُ هُنَا فِي كُلِّ رُكْنِ




إِنَّهُ الشَّرُّ الَّذِي يَقْ

تَلِعُ الزَّرْعَ وَيُفْنِي




لاَ نَرَى رَقْصَةَ مَوْجٍ

لاَ، وَلاَ الطَّيْرَ يُغَنِّي














وبعد ذلك، يأتي اليوم الذي توقَّعتْه السلحفاة الأم:





وَبِيَوْمٍ مُنْذِرٍ بِالْ

هَوْلِ قَدْ ثَارَ الغُبَارْ




فَإِذَا الشَّمْسُ حَرِيقٌ

وَإِذَا الصَّحْرَاءُ نَارْ




وَالسُّلَحْفَاتَانِ حَوْلَهْ

مَا جُذُورٌ وَثِمَارْ




(إِنَّمَا يُنْقِذُنَا مِنْ

قَسْوَةِ الْجُوعِ.. ادِّخَارْ)




وَتَنَامُ الأُمُّ فِي صَمْ

تٍ إِذَا جَاءَ النَّهَارْ




سَمِنَتْ.. وَالغَابُ يَطْ

وِيهِ بَلاءٌ وَانْكِسَارْ















ولكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السُّفن؛ فلقد شعر الثعلب بأنَّ هناك سرًّا غائبًا عنه فيما يتعلق بالسُّلحفاة؛ فقد لاحظ أنَّها سمنت في الوقت الذي تتضوَّر فيه بقية الحيوانات من الجوع، وتتبَّع الثعلبُ الأمرَ إلى أن عرف حقيقة السُّلحفاة، وأنَّها لم تقتُلْ أمَّها يومَ أمَر بذلك في بداية توليه السُّلطة في الغابة، فخشي على نفسه وعلى عرشه وتاجه، فحاول أن يستمِرَّ في المكر والخداع؛ لِيُوقع العقاب على السُّلحفاة التي لم تنفِّذ أوامره في ذلك الوقت، إلاَّ أن الحكمة تقول: "قد تستطيع أن تَخْدع بعض الناس بعض الوقت، ولكنَّك لا تستطيع أن تخدع كلَّ الناس كل الوقت".


يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19-06-2021, 03:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الشعر على ألسنة الحيوان

وأظنُّ أن "شعراوي" استطاع أن يصل بهذا المعنى إلى مدارك الأطفال من أيسَرِ السُّبل، ومن خلال هذه القصة (القصيدة) بسياقٍ شعري جذَّاب، فتأتي نهاياتُ الحدث متضمِّنة المصيرَ المَحْتوم الذي ينتظر أهلَ المكر والخداع، ومترجمة للمنهج الأدبي الذي سار عليه "شعراوي" في إبداعاته الشعريَّة الموجَّهة للطفل:





ثُمَّ لَمَّا عَرَفَ الثَّعْ

لَبُ هَذَا السِّرَّ.. ثَارَا




جَمَعَ الغَابَةَ، لَمْ يَتْ

رُكْ كِبَارًا أَوْ صِغَارَا




قَالَ: يَا قَوْمِ، السُّلَحْفَا

ةُ تَخُونُ العَهْدَ فِينَا




وَهْيَ أَخْفَتْ أُمَّهَا بِالتْ

تَلِّ... أَبْقَتْهَا سِنِينَا




أُمُّهَا قَدْ عَلَّمَتْهَا

وَحْدَهَا أَنْ تَدَّخِرْ




وَلِهَذَا سَعِدَتْ، وَالْ

كُلُّ عَاشُوا فِي خَطَرْ




اقْتُلُوهَا وَاقْتُلُوا الأُمْ

مَ، فَقَالَ الشَّعْبُ: لاَ




بَلْ يَكُونُ الْمَوْتُ لِلثَّعْ

لَبِ شَنْقًا أَوَّلاَ
















وتتَّضِح الصورة أكثر فأكثر، والمَشاهد تتداعى:





هَاجَتِ الغَابَةُ كَالبُرْ

كَانِ إِذْ يَقْذِفُ جَمْرَا




تَطْلُبُ الثَّأْرَ مِنَ الثَّعْ

لَبِ.. وَالثَّعْلَبُ فَرَّا




صَارَ كَالأَمْسِ جَبَانًا

يُسْرِعُ الْخُطْوَاتِ ذُعْرَا




وَأَبُو الثَّعْلَبِ يَجْرِي

وَهْوَ دَوْمًا يَتَلَفَّتْ






يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 147.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 141.18 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (3.98%)]